هو الشيخ محمد ذكي يوسف الملقب بالشيخ كامل يوسف البهتيمي المولود في بهتيم بشبرا الخيمة عام 1922 وهو بحسب موسوعة الويكيبيديا يعتبر من أجود مشايخ المقرئين المصريين البارزين بالقرن الماضي، فقد ألحقه أبوه وهو كان أحد قراء القرآن إلي كتاب القرية فحفظ القرآن في سن العاشرة وأصبح قارئ ومؤذن بقريته ثم مقرئ يوم الجمعة حتي ذاع صيته فتتلمذ علي يد الشيخ أحمد الصيفي الذي اكتشفه واصطحبه معه في حفلات خارجية واستضافه في بيته بالعباسية بالقاهرة وأخذ بيده إلي طريق المجد والشهرة وأصبح مقرئ القصر الجمهوري ثم التحق بالإذاعة في أوائل خمسينات القرن الماضي وكان مقرئا لمسجد عمر مكرم حتي وفاته في سن مبكرة في السادس من فبراير عام 1969. كان الشيخ البهتيمي متأثرا في حياته بالشيخ محمد رفعت وبالشيخ علي محمود والشيخ أحمد الصيفي والشيخ محمد سلامة وغيرهم من مشايخ عصره وكان مميزا بنبرات وطبقات صوته المؤثرة في القلوب بسبب الورع والتقوي وجمال الوقفات حتي عرف بالشيخ البكاء بسبب نبرات صوته الخاشعة والمطمئنة حتي عرف في القاهرة وأحيائها وأصبح قارئا له أسلوبه ومدرسته الخاصة ضمن جيل الرواد والعباقرة من مشايخ القرآن بالقرن الماضي حتي صاحبه ونهل من أدائهم وعلمهم فأصبح عارفا وعالما لأحكام التلاوة وعلوم القراءات والتجويد برغم عدم التحاقه بمعاهد أو مدارس تلك العلوم القرآنية ولكنه عرفها عن طريق الفطنة والسماع والممارسة والخبرة من عمالقة المؤدين والمنشدين حتي تقدم للإذاعة فنجح في اختبارها بامتياز 1953 مقابل 4 جنيهات شهريا وليصبح من محبي قيادة مجلس الثورة وكان صوته محببا للرئيس جمال الناصر وأحيي كثير من الحفلات والأمسيات والمناسبات الدينية برئاسة الجمهورية ولا ينسي له قراءاته الخاشعة وتلاواته المباركة بقران المغرب خلال شهر رمضان مع رفاقه من جيل التلاوة الذين امتعونا وانتوا العالم الإسلامي، ورغم تاريخه وعمره القصير إلا أن إنتاجه كان غزير وجميل فقد سجل القرآن مجودا بالإذاعة والحفلات والمناسبات الخارجية وكان ينوي أن يؤدي ويسجل القرآن مرتلا، وكان يحلم بالعودة لقريته للإقامة فيها وللوفاء بالعهد والوعد تجاهها، وإنتاجه القرآني يشهد بأنه صاحب الأداء الإعجازي المبهر وهو صاحب الحنجرة الفولاذية والأداء الموزون البارع في الوقفات والمتمكن من استخدام المقامات بمهارة وجدارة وتنوع في الأداء والإنشاد حتي أحبه جمهوره، كما أنه امتلك مساحة صوتية واسعة تميزت بجمال الصوت وروعة وخشوع الأداء وحسن الزخارف بقراءة فائقة في الروعة والجمال، كما تميز بمخارج الحروف ومرونة الصوت والقدرة علي الوصول للجواب العالي أو جواب الجواب بمهارة عالية فكان رائعا في الابتداء ومبدعا في الوقف دون أن يؤثر علي الآذان السماعية للجمهور وقدرته الفائقة علي القفلات القرآنية فأعطي كل آية حقها من النغم القرآني حتي جاء أدائه من السور القرآنية متميزا وقد تفوق علي نفسه في أدائه لسورة إبراهيم التي تعتبر من الروائع، ولهذا فقد تأثر به عمالقة المقرئين كالشيخ محمد صديق المنشاوي، والشيخ مصطفي إسماعيل الذي اشترك معه في أداء بعض الحفلات المشتركة، وإن لم يكن قد نال حقه في التكريم الرسمي فإنه سيظل في القلوب أبد الدهر وعبر الأجيال بما قدمه لأمته الإسلامية من عطاء وعرفان سيظل تذكره وتعشقه وتقبل علي أدائه الأخاذ وشرف تجويده للقرآن الكريم الأجيال بهذا الصوت العبقري الذي لن يكرر، رحم الله شيخنا الجليل وأسكنه فسيح جناته.