حذر مركز الأزهر العالمي للفتوي الإلكترونية من تطبيق جديد عبر الهواتف الذكية، وهو تحدي «الوشاح الأزرق» أو «التعتيم» علي تطبيق الفيديوهات «تيك توك» والذي يدعو مستخدميه إلي القيام بتجربة فريدة ومختلفة -علي حدّ تعبيره- من خلال تصوير أنفسهم وهم تحت تأثير الاختناق بعد تعتيم الغرفة، وبالفعل شارك العديد من الأشخاص فيديوهات لأنفسهم بعد أن كتموا أنفاسهم وعرضوا أنفسهم للموت المحقق، بينما تحولت اللعبة إلي حقيقة مُعاشة وأدي كتم التنفس المُتعمَّد إلي اختناق عدد من المُستخدمين وموتهم. حيث أوضح المركز أنه من مجرد شرح كنه هذا التَّحدي مخالفتُه للدين والفطرة، إذ أنه إن لم يفضِ إلي الموت، فإنه قد يؤثر علي خلايا الدماغ، ومن ثمَّ يؤدي إلي فقدان الوعي والضرر. وأكد مركز الأزهر العالمي للفتوي الإلكترونية خطورة وحرمة هذه اللعبة وأمثالها من الألعاب والتحديات، عملًا بقول الحق سبحانه: {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَي التَّهْلُكَةِ ۛ وَأَحْسِنُوا ۛ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}. [البقرة: 195]. وبين مركز الأزهر العالمي للفتوي الإلكترونية حكم هذا النوع من الألعاب، يُهيب بأولياء الأمور والجهات التَّثقيفية والتَّعليمية والإعلامية بيان خطر أمثال هذه الألعاب، وضررها البدني والنفسي والسّلوكي والأسري. وقدم المركز بعض النَّصائح التي تُساعد أولياء الأمور علي تحصين أولادهم من خطر هذه الألعاب والتطبيقات، وتنشئتهم تنشئةً واعيةً سويّةً وسطيّةً، وهي: 1) الحرص علي مُتابعة الأبناء بصفةٍ مُستمرة علي مدار السّاعة. 2) مُتابعة تطبيقات هواتف الأبناء، وعدم تركها بين أيديهم لفترات طويلة. 3) شغل أوقات فراغ الأبناء بما ينفعهم من تحصيل العلوم النّافعة، والأنشطة الرّياضية المُختلفة. 4) التأكيد علي أهمية استثمار وقت الشاب وعمره في بناء الذات وتحقيق الأهداف. 5) مشاركة الأبناء جميع جوانب حياتهم، مع توجيه النّصح، وتقديم القدوة الصالحة لهم. 6) تنمية مهارات الأبناء، وتوظيفها فيما ينفعهم وينفع مجتمعهم، والاستفادة من إبداعاتهم. 7) التّشجيع الدّائم للشّباب علي ما يقدمونه من أعمال إيجابية ولو كانت بسيطة من وجهة نظر الآباء. 8) منح الأبناء مساحة لتحقيق الذات، وتعزيز القدرات، وكسب الثقة. 9) تدريب الأبناء علي تحديد أهدافهم، وتحمل مسئولياتهم، واختيار الأفضل لرسم مستقبلهم، والحث علي المشاركة الفاعلة والواقعية في محيط الأسرة والمجتمع. 10) تخير الرفقة الصالحة للأبناء، ومتابعتهم في الدراسة من خلال التواصل المُستمر مع معلميهم. 11) التّنبيه علي مخاطر استخدام الآلات الحادَّة التي يمكن أن تصيب الإنسان بأضرار جسدية في نفسه أو الآخرين، وصونه عن كل ما يُؤذيه، فقد قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ: «أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِالْمُؤْمِنِ؟ مَنْ أَمِنَهُ النَّاسُ عَلَي أَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ، وَالْمُسْلِمُ: مَنْ سَلِمَ النَّاسُ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ، وَالْمُجَاهِدُ: مَنْ جَاهَدَ نَفْسَهُ فِي طَاعَةِ اللَّهِ، وَالْمُهَاجِرُ: مَنْ هَجَرَ الْخَطَايَا وَالذَّنُوبَ». [أخرجه أحمد] وشدِّد المركز علي ضرورة تكاتف أبناء الوطن ومؤسساته الدِّينية والإعلامية والتَّعليمية والتَّثقيفية، للتوعية بأخطار ثقافة التقليد الأعمي، ونبذ كل السُّلوكيات العُدوانية المُشينة، ورفض جميع الأفكار الهدَّامة والدَّخيلة علي مجتمعاتنا عبر بوابات الشَّبكة العنكبوتية (الإنترنت)، والحرص علي تدعيم الاستقلالية لدي أفراد المجتمع عامة، والنشء خاصة.