سلّطت منظمة التجارة العالمية الضوء علي تصريح وزيرة التعاون الدولي، الدكتورة رانيا المشاط، حول تأثير فيروس كورونا المستجد علي حركة التجارة العالمية وكيفية الخروج من هذه الأزمة، حيث قالت الوزيرة: إن "أحد أهم المفاهيم التي تم تداولها خلال جائحة كورونا وحتي الآن هو التعاون والشراكات متعددة الأطراف ونظام اقتصادي واجتماعي جديد جامع الأطراف ذات الصلة، مما يعني أن لكل فرد في الكيانات - سواء كانت الحكومة أو القطاع الخاص أو المجتمع المدني أو المجتمع الدولي - دور يلعبه لضمان قدرتنا علي التعافي والمضي قدما خلال هذا الوباء". كما سلطت المنظمة الضوء علي تصريحات رؤساء دول وحكومات ومسئولين دوليين وأساتذة جامعات ومتخصصين ومؤسسات ومنظمات دولية حول تأثير الفيروس كورونا المستجد علي حركة التجارة العالمية وكيفية الخروج من هذه الأزمة.. حيث أبرزت تصريح رئيس جنوب إفريقيا، سيريل رامافوزا، الذي قال فيه: "إن أحداث العام الماضي أثبتت أنه لا يوجد بلد ولا شعب ولا قارة يمكنها الوقوف بمفردها في مواجهة التحديات التي تواجه البشرية، من الأوبئة إلي تغير المناخ، ومن الحرب إلي الفقر، نحتاج إلي التغلب علي المشاكل المشتركة من خلال العمل الجماعي". وقال كل من (ماكرون وميركل وماكي سال وأنطونيو جوتيريش وتشارلز ميشيل وأورسولا فون دير لاين): إن "أخطر الأزمات تتطلب قرارات طموحة لتشكيل المستقبل، مؤكدين أن هذا يمكن أن يكون فرصة لإعادة بناء الإجماع علي نظام دولي قائم علي التعددية وسيادة القانون من خلال التعاون الفعال والتضامن والتنسيق، كما يتطلب الوباء استجابة دولية منسقة قوية تحقق سرعة الوصول إلي الاختبارات والعلاجات واللقاحات، مع الاعتراف بالتحصين الواسع باعتباره منفعة عامة عالمية يجب أن تكون متاحة وبأسعار معقولة للجميع". وقال العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز:"انتشر تأثير هذا الوباء ليصل إلي الاقتصاد العالمي والأسواق المالية والتجارة وسلاسل التوريد العالمية، مما أعاق النمو والتنمية وعكس المكاسب التي تحققت في السنوات السابقة، هذه الأزمة البشرية تتطلب استجابة عالمية، يعتمد العالم علينا لنتكاتف ونتعاون لمواجهة هذا التحدي". وأشار العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، إلي أن "هذه الأزمة ألقت ضوءًا قاسيًا علي الفجوات في نظامنا العالمي - الفجوات الناجمة عن الظلم الاجتماعي وعدم المساواة في الدخل والفقر وسوء الإدارة- كثيرون متفائلون بأننا سنعيد البناء ببساطة بعد هذا الوباء"، داعيًا إلي إعادة العولمة التي تعزز وتبني القدرات داخل بلداننا وتفتح الباب أمام تعاون حقيقي بدلاً من المنافسة، إعادة العولمة التي تعترف بأن دولة واحدة تعمل بمفردها، لا يمكن أن تنجح، وأن فشل دولة واحدة هو فشل كل دولة. وسلطت المنظمة الضوء علي تصريح بيتيا كويفا بروكس، نائب مدير إدارة البحوث بصندوق النقد الدولي، التي أشارت فيه إلي أن "الوصول الشامل إلي اللقاحات لجميع البلدان هو أمر سيعود بالفائدة علي الجميع، وأن هذا هو المكان الذي يكون فيه التعاون متعدد الأطراف مهمًا بشكل خاص.. .هذا ليس الوقت المناسب لأي بلد ليكون الأول.. حان الوقت لتتعاون جميع الدول وتحقق تقدمًا حقيقيًا للبشرية". وقال داميان أوكونور، وزير التجارة ونمو الصادرات النيوزيلندي، إن التجارة تدعم النمو العالمي، وتساعد علي خلق فرص العمل والتخفيف من حدة الفقر، فقد شهدت جائحة كوفيد 19 اتجاهات هبوطية كبيرة في التجارة العالمية، وستشكل التجارة جزءًا مهمًا من جهود الانتعاش الدولية. من المهم أن يكون لدينا إطار عمل متعدد الأطراف قوي في منظمة التجارة العالمية مع قيادة فعالة لتوجيه جهود الأعضاء وإجراء الإصلاح الضروري. وأوضحت باميلا كوك هاملتون، المدير التنفيذي لمركز التجارة الدولية (ITC)، أن فترة ما بعد الجائحة ستوفر فرصة فريدة للتعاون العالمي لإعادة بناء النظام الاقتصادي الدولي والنظام الاجتماعي الدولي، فالبلدان تحتاج إلي استراتيجيات تجارية شاملة، وتحتاج إلي إعطاء الأولوية للاستثمار في الابتكار والتكنولوجيا والبنية التحتية وكذلك الاقتصاد الرقمي. وأكدت باربرا كريسي، وزيرة البيئة والغابات ومصايد الأسماك في جنوب أفريقيا، أنه في حين أن هذا الوباء له تأثير سلبي عميق علي التنمية المستدامة وجهودنا لمكافحة التدهور البيئي والقضاء علي الفقر، فإنه يوفر أيضًا فرصًا لوضع تعافينا علي طريق التنمية المستدامة التحويلية. وقالت إيزابيل ميجان، أستاذة في كلية الفنون التطبيقية الفرنسية: "ينتج عن التخصص والإنتاج علي نطاق واسع فوائد اقتصادية كبيرة. هذا هو ما يمكّن المستهلكين من الوصول إلي سلع متطورة بتكلفة منخفضة. ومع ذلك، إذا عدنا إلي الوراء، وبنينا سلاسل قيمة أقل تشتتًا وأكثر مقاومة للصدمات، فسترتفع تكاليف الإنتاج وسيدفع المستهلكون الفاتورة". ونقلت المنظمة عن كل من الاتحاد العام للصناعة الإيطالية، واتحاد الصناعات الألمانية، وحركة الشركات الفرنسية، تأكيدهم علي أنه "لا غني عن التعاون الأوروبي والدولي للخروج من الأزمة وللانتعاش، فالأمر متروك لدول مجموعة العشرين، بالتعاون مع منظمة التجارة العالمية وصندوق النقد الدولي، لضمان الحفاظ علي نظام تجاري دولي مفتوح والحد من تأثير الوباء، ولا سيما علي البلدان النامية، وتجنب التصعيد الحمائي أمر ضروري". وذكرت لويزا سانتوس، مديرة العلاقات الدولية في Business Europe، أن هذا الوضع جعل المزيد من الشركات تدرك أنه ليس من المثالي الاعتماد علي مورد واحد أو بلد واحد لمنتجات معينة، ويتعين علينا تنويع العرض حتي نكون أقل اعتمادًا علي دولة أو دولتين، لكن هذا لا يعني بالضرورة أننا بحاجة إلي مزيد من الإنتاج في أوروبا، فالشركات لا تقرر مغادرة أوروبا لأنها تريد ذلك ولكن لأنها لا تستطيع أن تظل قادرة علي المنافسة في أوروبا. وقالت أمينة محمد، سكرتيرة مجلس الوزراء للرياضة والثقافة والتراث في كينيا:" بدلًا من تبديد هذه الأزمة، يجب علي المجتمع الدولي الآن أن يغتنم الفرصة لتعزيز التعاون العالمي وتسهيل التجارة. وهذا يعني رفض الحمائية، التي لن تؤدي إلا إلي إطالة الوباء وتعميق الركود العالمي الحاد بالفعل". في حين قال ماكسيمو توريرو، مساعد المدير العام، إدارة التنمية الاقتصادية والاجتماعية بمنظمة الأغذية والزراعة، إن الإجراءات الحالية تؤثر لاحتواء انتشار الفيروس علي الواردات والصادرات من المنتجات الغذائية، ويجب أن تكون المنتجات الغذائية قادرة علي التحرك بحرية عبر الحدود مع الامتثال للوائح سلامة الأغذية الحالية. ونقلت المنظمة عن شو دونيو المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة، وجوزيفا ساكو، مفوض الاتحاد الأفريقي للاقتصاد الريفي والزراعة قولهم: إنه "لا غني عن القول أن حماية الحياة والصحة هي الأولوية، لكن إنتاج الغذاء وسبل العيش يأتيان بعد ذلك مباشرة.. هذا هو السبب في أن النشاط الزراعي يجب أن يستمر.. يجب أن تظل الحدود مفتوحة لنقل المنتجات الغذائية والزراعية، لا يمكننا السماح لكورونا بإلغاء كل التقدم الذي تم إحرازه، من خلال الجهود الدؤوبة علي مدي السنوات الأخيرة، نحو تحرير أكبر للتجارة". ورحب تيدروس أدهانوم جبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، بدعوة منظمة التجارة العالمية وغرفة التجارة الدولية لزيادة العمل بشأن التجارة لضمان استجابة فعالة لوباء COVID-19، فضلاً عن المائدة المستديرة للأعمال الافتراضية لتقديم مشورة ملموسة للحكومات. ونوه بيتر ألتماير، وزير الاقتصاد الألماني، إلي أنه يمكن للسياسة التجارية أن تقدم مساهمة مهمة في ضمان الخروج الفعال من الأزمة، ولهذا السبب يجب أن نعمل معًا ونتجنب التوترات والعقبات التي تعترض التجارة العالمية. وكانت وزارة التعاون الدولي، استعرضت في تقريرها السنوي لعام 2020، استعدادات المجتمع الدولي للنهوض من الإغلاق الكامل جراء جائحة كورونا إلي إعادة تدشين استراتيجيات البناء، وهي المبادرة التي أطلقها المنتدي الاقتصادي العالمي في مايو الماضي، لمساعدة صانعي القرار علي تحديد الأولويات الوطنية، وكيفية التعامل مع الظروف الراهنة، وطبيعة نماذج الأعمال الجديدة، انطلاقًا من الرؤية والخبرة المتوافرة للقادة المشاركين في المنتدي. الجدير بالذكر أن الخبيرة الاقتصادية النيجيرية نجوزي أوكونجو إيويلا (66 عاماً)، عُيّنت بالإجماع مديرة لمنظمة التجارة العالمية خلال اجتماع لمجلسها العام، منتصف فبراير الماضي، وتولت مهام منصبها الجديد أمس الإثنين، وهي أول امرأة تترأس المنظمة، وأول شخص من أفريقيا يتسلم هذا المنصب، وتستمر ولايتها القابلة للتجديد حتي 31 أغسطس 2025.