في إطار مشروعه التثقيفي «قدوة»، قدم مركز الأزهر العالمي للفتوي الإلكترونية شرحا توضيحيا لسيرة سيدنا حسان بن ثابت رضي الله عنه، شاعر المصطفي صلى الله عليه وسلم»، وذلك بعد أن تناول البعض سيرته وقدم معلومات مغلوطة استهدفت تشويه سيرته «رضي الله عنه». ذكر مركز الفتوي أن سيّدنا حسان بن ثابت بن المنذر الخزرجي الأنصاري رضي الله عنه قد ولد في المدينةالمنورة قبل مولد سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بنحو ثمان سنين، ونشأ في بيت شرف ومكانة، وكان شاعرًا فذًّا في الجاهلية والإسلام، نصر الإسلام ونافح عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بلسانه وبيانه، حتي لُقِّبَ بشاعر الرسول صلى الله عليه وسلم. وأوضح مركز الأزهر العالمي للفتوي أن مع فضل سيدنا حسان رضي الله عنه إلّا أنّه لم يكن نبيًّا معصومًا يُوحَي إليه، ولكن إنصافه يقتضي توقيره وتبجليه، وإكرامه واحترامه، ويكفيه شرفًا أنه صَحِب المصطفي صلى الله عليه وسلم، ودافع عنه، ونظر في وجهه، وسمع وحي الله من فمه، ومات صلى الله عليه وسلم وهو عنه راضٍ. وأكد مركز الأزهر العالمي للفتوي أن ما زُعِمَ عن سيدنا حسان-رضي الله عنه- من جبنه عن خوض غمار المعارك مع سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم هو محض افتراء، حيث أن مستند هذا الافتراء رواية غريبة يتيمة رواها ابنُ إسحاقَ، وقد حكم المحدِّثونَ علي انقطاع سند هذه الرواية، كما أنه لم يُذكر تخلف حسان رضي الله عنه عن موطنٍ مع سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من المواطِن التي كان فيها قتال مباشرًا، كبدر، وأحد، وحنين، وغيرها، وكذلك لم يُذكر أنه تخلف مع من تخلف في غزوة تبوك مع ما كان فيها من عظيم المشقة وشدة التعب، فكيف يوصف بالجبن؟! وإنما المذكور تخلُّفه عن غزوة الخندق التي لم يكن فيها قتال مباشر بين الطرفين، للخُطَّة المُحكَمَة بحفر الخندق وحجز الأحزاب، فلم يكن بينهما إلا المراماة، ومنها أصيب سيّدُنا سعد ابن معاذ رضي الله عنه، فلم يكن هناك حاجة للتخلف عن مثل هذا الموطن، وشهود مواطن أخري تحت بارقة السيوف. أما عن التشنيع عليه رضي الله عنه بخوضه في حادثة الإفك، أوضح مركز الأزهر العالمي للفتوي أنه قد تاب لله سبحانه مع من تابوا من المؤمنين الصادقين، وقَبِلَ الله توبتهم، بعد أن رددوا ما قيل في حق أمِّنا أمِّ المؤمنين فقط، دون أن يقصدوا الطعن فيها رضي الله عنها، مؤكدا أنه لا يليق أن يُعيَّر أحدٌ بذنب تاب لله سبحانه منه، فضلًا أن يكون من أصحاب سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين بذلوا، جاهدوا، ومات عنهم صلى الله عليه وسلم راضٍ. وقد توفي سيّدنا حسان بن ثابت رضي الله عنه في المدينةالمنورة في عهد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، عن عمر ناهز المائة والعشرين عامًا.