من أكثر آفات شبكات التواصل الاجتماعي أن يستخدمها البعض بلاضمير وخسة في التلصص على الناس وانتهاك خصوصيتهم والتطفل عليهم ومتابعتهم أوقات الليل وأطراف النهار عبر التطبيقات الحديثة يهدرون نعمة الصحة في ارتكاب السيئات ومخالفة أمر الله ونهيه عن ارتكاب مساوئ الخلق"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ"آية(12) الحجرات.. ألم تخف من عقاب الله فقد يبتليك وأن تحمل هاتفك لتنتهك حرمات الناس بمرض في صحتك التي تستغلها في تتبع عورات الناس ومضايقتهم ليل نهار.. نحن ندعوا الله عزوجل أن يرفع عنا البلاء والوباء والمحن والأمراض اللعينة التي قضت على الأخضر واليابس ومع ذلك نرتكب أبشع أنواع المحرمات وهي تتبع عورات الناس.. فكيف ننجوا ونحن على هذا النحو وكيف يبعد عنا المولى عزوجل مايضيرنا ونحن على غير طاعه ونعصاه فيما أعطانا من صحة وتكنولوجيا وهل تقبل صلاتنا وعبادتنا ونحن على هذا النحو البغيض.. ألم تعلم أن الكيل الذي تكيل به للناس من الممكن أن يسلط عليك أيضا فعن النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه، لا تعتابوا المسلمين، ولا تتَّبعوا عوْراتهم؛ فإنه مَن تتبَّع عورة أخيه المسلم، تتبَّع الله عورته، ومَن تتبَّع الله عورته، يفضحه ولو في جوف بيته)).. أين نحن من خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم من علم الناس العفة والعفاف فمدحه الله من فوق سمواته"وانك لعلي خلق عظيم" يالله اهانت علينا أنفسنا على هذا النحو لنقضي ساعات من الفراغ في انتهاك حرمات الناس وتتبعهم وملاحقتهم و ارتكاب مانهي الله عنه أليس هناك خشية من الله.. ماذا لوقبضك الله تعالى وانت على جهازك المحمول تتبع وتتجسس عن الناس ماتقول والموت فجأة ولحظات العمر معدوده.. قال صلي الله عليه وسلم يقول النبي صلى الله عليه وسلم: نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة، والفراغ فمن الناس من يضيع صحته بغير فائدة، وفراغه في غير فائدة، وهنا ينبغي للمؤمن أن يستغل هذه النعمة فيما يرضي الله، من الصلاة، والذكر والطاعات، وعيادة المرضى، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والصوم.. فعلى هؤلاء أن يتقوا الله ولاتستغلوا قدراتك في ظلم الناس بما ترتكبونه من منكرات.. إذا دعتك قدرتك على ظلم الناس فتذكر قدرة الله عليك.. فالدنيا تدور ثم تعود وتقف عندك وسيفعل بك ما تفعله بغيرك.. تذكر جيدا يامن ترتكب تلك المعاصي وتمضي وكأنك لم تفعل شيئا أن الله هو العادل وكفي!!