شهد العالم في بداية عام 2020 ظهور فيروس كورونا، والذي أخذ ينتشر حتى وصل إلى جميع دول العالم، حتى جاء إلى جمهورية مصر العربية والتي كان لها اسلوبًا خاصًا بها في التعامل مع الفيروس المستجد. واشتهرت محافظات الصعيد منذ الموجة الأولى للفيروس بقلة أعداد المُصابين فيها وخاصة محافظة سوهاج أقصى جنوب الصعيد، ويرجع ذلك إلى وقوف أبنائها وأهاليها بجانب بعضهم البعض، حيث دشن العديد منهم مبادرات لمُساعدة مصابي كورونا بالمحافظة ومساندة الدولة في توفير احتياجاتهم من مواد غذائية وبرتوكول العلاج واسطوانات الأكسجين، التي شهدت مصر عجزًا في توفيرها بالآونة الأخيرة. اجتمع جميع مُدشني تلك المبادارات على قلب رجلاً واحدًا؛ كي يكملون بعضهم البعض وكل مجموعة تمد الأخرى باحتياجاتها، حتى اصبحوا 100 فرد على مستوى مراكز سوهاج، يعملون دون ملل أو كلل أو خوف من الإصابة بعدوى الفيروس، حيث يصلون احتياجات المرضى الذين يخضعون إلى العزل المنزلي إلى منازلهم كما يرسلون الأطباء والممرضات إليهم وقت الإحتياج إلى ذلك. شباب اختاروا أن يساندوا بلادهم وقت لا سند لها إلا أيديهم، مجموعة من أهالي وأبناء سوهاج يضعون أرواحهم على أيديهم؛ كي يقفوا بجانب من يماثلوهم من المُصابين، أمهات لم تخشى فراق أنجالها إثر اصابتهن بعدوى الفيروس بل كانَ على يقين بأن الله لم يضر أطفالهن بهن أبدًا ما دامت أيديهن تمتد بالخيرات والمساعدات لمن بحاجة إليها مهما بلغت حالته وظروفه. وقال المهندس أحمد خالد مُلملم شمل فِرق المبادرات المُنقذة لمرضى سوهاج من مصابي كورونا، إنه بدأ من خلال فريق رفقاء الخير على توفير احتياجات المصابين من علاج وسيارات لنقل الموتى وأكفان وغيرها من مستلزمات الحجر الصحي المنزلي. وأوضح "خالد" أن كل شخص من ال100 فرد الذين يعملون لمساندة بلادهم في التصدي للظروف الراهنة والخروج منها بأقل الخسائر المُمكنة، يعمل على توفير شئ مُعين ليُكملوا جميعهم جميع احتياجات مستشفيات العزل لمن فيها من أطباء وممرضين وعاملين ومرضى. "إحنا بنشتغل من 7 شهور ووصلنا لمساعدة 4000 حالة من مصابي فيروس كورونا المستجد سواء عزل منزلي أو حجر صحي بالمستشفيات المُخصصة للعزل بسوهاج"، بفخر لما توصل إليه من معجزات كان يتحدث الشاب العشريني مع "صدى البلد" عن أرقام استطاع هو و99 فرد على مستوى مراكز المحافظة أن يُحققوا مساعدتها في توفير احتياجاتهم من اطعمة وعقاقير علاجية واسطونات أكسجين. بابتسامتها الخاطفة للقلوب وبنبرة صوت يطفو عليها السعادة كطفل أملأ الفرح قلبه بعد شراء والده لعبة جديدة له لنجاحه بأحد صفوف المرحلة الإبتدائية، هكذا كانت تتحدث شيرين الخطيب إحدى موظفات البريد المصري بسوهاج، لموقع صدى البلد قائلة:"لم أفكر لحظة ما فيما سيعود عليَ من هذه المُجازفة والذهاب إلى مستشفيات العزل كي اوزع الوجبات الغذائية في حين يخشى السائقين أن يصلوا أحدنا إلى باب المستشفى فقط ولكنني كنت مُمطمئنة أن الله لن يكرمني بشئ بغيض على عملاً صالحًا هدفه الوقوف إلى جانب من هو بحاجة إلى يد تُمد له بالعون". وبإحدى الأماكن العامة الترفيهية بسوهاج، أخذ الشباب يجهزون وجبات الطعام للمرضى والعاملين والممرضات بمستشفيات عزل سوهاج، حيث أعدوا 100 وجبة منزلية تنوعت بين فاكهة وخضروات مُعدة ومُغلفة، وسط إجراءات إحترازية مُشددة لمنع تفشي عدوى الوباء العالمي بين صفوفهم، وبالحفاظ على التباعد الجسدي بينهم. "أنا ليا 270 يوم بجهز طعام بشكل يومي لمصابي كورونا سواء في العزل المنزلي أو المستشفيات الخاصة بعزل المرضى"، بهذه الكلمات بدأت المهندسة آلاء عبدالعظيم، حديثها موضحة أنها لم تمل لحظة من العمل الخيري ومساعدة أهالي بلدتها الكِرام الذين يستحقون كل الدعم وتوفير كل احتياجاتهم، مُشيرة إلى أنه من واجبهم نحو الدولة يساندوها في توفير مستلزمات المرضى في ظل الظروف الراهنة التي تمر بها جميع دول العالم "لن نستطع تخطي هذه المرحلة الصعبة إلا وأيدينا بأيدي بعضنا البعض". ولن ننسى جهود كلاً من:"محمد عبدالشافي، والدكتور محمد أبوضيف، وأيمن الطحان، ومؤمن الأبصيري، والحجة إيمان عجاج"، الذين يوفرون الفاكهة والوجبات المنزلية واسطوانات الأكسجين وغيرها من مستلزمات مصابي كورونا بسوهاج.