إنها " كامالا هاريس" المرأة الطموحة التي اختارها " جو بايدن " لتكون نائبة له ولتصبح بذلك أول نائبة في تاريخ الولاياتالمتحدةالأمريكية. إنها الوجه الساطع البراق التي اجترأت على منافسة بايدن للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة، وذلك عندما أعلنت في يناير 2019 ترشحها لمنصب رئيس أمريكا في الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2020 . ولكن بعد شهور من تبدد أحلامها في الترشح للرئاسة دعمت جو بايدن وحصلت على فرصة أخرى في ترشيحات الحزب الديمقراطي في سباق الوصول إلى البيت الأبيض عندما اختارها بايدن نائبة له في 11 أغسطس 2020 . وهكذا أدخلت كامالا هاريس إلى سباق الوصول إلى البيت الأبيض من جديد ولكن تحت تصنيف ثانٍ. عنصر الغرابة في اختيار بايدن لها رغم مهاجمتها له بشراسة خلال المناظرات الرئاسية الأولى، فلقد كان هجومها شديدا. وعندما سئلت عن ذلك قالت:" لقد كانت مناظرة". أما ما حدا بالرئيس المنتخب " جو بايدن" إلى اختيارها لتكون نائبة له فهو شخصيتها السياسية المحنكة وقدرتها على إقناع الناخبين السود والشباب والنساء بالتصويت للديمقراطيين. ويعد تاريخ هاريس حافلا بالنجاحات في أكثر من مجال، فلقد بدأت حياتها المهنية في دائرة الادعاء العام.وفى عام 2003 أصبحت المدعى العام الأعلى لولاية سان فرانسيسكو قبل أن يتم انتخابها في 2010 كأول امرأة وأول شخص أسود للعمل كمدعٍ عام لولاية كاليفورنيا، وأكبر محامٍ ومسئول عن إنفاذ القانون في أكثر الولاياتالأمريكية كثافة، وأعيد انتخابها في 2014 . لقد ظفرت هاريس بسمعة جيدة باعتبارها واحدة من النجوم الصاعدة في الحزب الديمقراطي. ومن ثم استخدمت ذلك الزخم لانتخابها في مجلس الشيوخ عن ولاية كاليفورنيا 2017 . وبالتالي كانت أول أمريكية من أصل هندي، وثاني امرأة من أصل أفريقي تشغل منصب سيناتور في مجلس الشيوخ الذي يبلغ عدد أعضائه مائة عضو. تتمتع كامالا هاريس بشخصية جريئة مشبعة بخلفية قانونية جعلتها في أعين البعض النقيض الطبيعي لدونالد ترامب. عرف عنها عدم خشيتها من مواجهة المتنمرين لكونها قادرة على هزيمتهم. ويستدعى هذا موقفها من ترامب عندما انسحب في 8 مايو 2018 من الاتفاق النووي الذي وقع في يوليو 2015 بين إيران ومجموعة الدول الخمس الكبرى بالإضافة إلى ألمانيا. وكانت هاريس من أشد الداعمين للاتفاق. ولهذا لم تلتزم الصمت بعد أن هالها ما أقدم عليه ترامب فكان أن أصدرت بيانا حذرت فيه من انتهاك الاتفاق النووي مع إيران وقالت : "هذا من شأنه أن يهدد الأمن القومي الأمريكي بل ويعزل الولاياتالمتحدة عن أقرب حلفائنا". وأبدت معارضة علنية لاستخدام أموال وزارة الدفاع الأمريكية لتمويل أي عمل عسكري ضد إيران، وهو الموقف الذي تجلى بشكل واضح عقب العملية العسكرية التي أسفرت عن مقتل " قاسم سليماني" القائد السابق لفيلق القدسالإيراني مطلع 2020 . لفتت هاريس الانتباه إليها كسياسية محترفة قادرة على المواجهة، فكانت أشرس المعارضين للرئيس ترامب لا سيما بالنسبة لما أقره من حظر دخول المسلمين لأمريكا في يناير 2017 . ولطالما تحدثت عن تفكيك العنصرية الممنهجة في الولاياتالمتحدة ودعت إلى إعادة رسم صورة للسلامة العامة، بل ولطالما قالت: إن هويتها تجعلها مناسبة بشكل فريد لتمثيل المهمشين والدفاع عنهم.