كشفت مجلة "ناشونال انتريست" الأمريكية، عن السر وراء إصرار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على احتلال ليبيا وإيجاد موطئ قدم بها. حيث قالت المجلة إن أردوغان يحاول تعويض فشله في إنشاء حكومات مرتبطة بجماعة الإخوان المسلمين في سوريا وأماكن أخرى في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وعلى رأسها مصر. وتابعت أنه منذ ديسمبر 2019، قدم أردوغان الدعم العسكري لحكومة الوفاق غير المعتمدة ومقرها في طرابلس. وتابعت المجلة إن ليبيا حاسمة بالنسبة لأردوغان لأنها تتيح له فرصة للضغط على دول الجوار بالشرق الأوسط، التي تخوض فيها تركيا معركة شرسة من أجل التأثير الجيوسياسي عبر المنطقة. تقدم ساحة المعركة أيضًا لأردوغان فرصة لاستعراض أيديولوجيته العثمانية الجديدة حيث تحتل ليبيا مكانًا مهمًا في قلوب المعجبين بالإمبراطورية المنهارة، الذين يرون غزو إيطاليا عام 1912 للأراضي على أنه هزيمة لاذعة، والصراع الحالي بمثابة انتقام. وأكدت المجلة أن الدور الرئيسي الذي تلعبه ليبيا في استراتيجية أردوغان الإقليمية يجعل حكومة الوفاق غير المعتمدة ورئيس وزرائها فايز السراج أكثر أهمية بالنسبة للرئيس التركي، والخصم الرئيسي لحكومة الوفاق هو الجيش الوطني الليبي الذي يقوده الجنرال خليفة حفتر الذي يقترب من استعادة العاصمة طرابلس. ودفعت مكاسب حفتر في ساحة المعركة حكومة الوفاق إلى طلب المساعدة العسكرية من تركيا في ديسمبر، مما أدى إلى تدفق العناصر التركية والمستشارين للبلاد، ففي وقت لاحق وافق البرلمان التركي حتى على تفويض لمدة عام للانتشار العسكري في ليبيا. منذ يناير 2020، رست في طرابلس ومصراتة أربع سفن شحن كبرى على الأقل تنقل معدات عسكرية من تركيا إلى حكومة الوفاق غير المعتمدة. وبحسب ما ورد، يوجد ما لا يقل عن مائة من الأفراد العسكريين الأتراك 86 طائرة بدون طيار من طراز Bayraktar TB2 من صنع تركي وممولة قطرية تعمل في ليبيا، والتي تصدرها أنقرة في انتهاك لحظر الأممالمتحدة، بالإضافة إلى ذلك، بخلاف نقل تركيا جوًا ما لا يقل عن 10 آلاف مقاتل سوري منهم أطفال لا تتجاوز أعمارهم ال14 عاما إلى ليبيا لمساعدة حكومة الوفاق غير المعتمدة.