* الأمير محمد بن سلمان يقود سفينة التغيير الشامل نحو المستقبل * مشروعات عملاقة في كافة المجالات .. حصيلة رؤية 2030 * سياسة خارجية أكثر انفتاحاً.. واستضافة قمة العشرين هذا العام بالرياض * حقوق تاريخية غير مسبوقة للمرأة .. ومواجهة حاسمة للفساد "إنه شخص مليء بالحيوية، ويتمتع بنشاط غير مسبوق، ولديه معرفة تامة بكيفية تحقيق أهدافه التي سيعبر بها بالمملكة لمصاف أكثر الدول تقدماً".. هكذا وصف الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين"، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي عهد المملكة العربية السعودية، والذي نحتفل هذه الأيام بذكرى مرور ثلاثة أعوام على توليه ولاية العهد، ففي يوم 26 من رمضان 1438ه (21 يونيو 2017م) كان قرار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز بتعيين الأمير محمد ولياً للعهد ونائباً لرئيس مجلس الوزراء، مع احتفاظه بمنصب وزير الدفاع. ثلاثة أعوام مرت على بيعة الأمير محمد بن سلمان جسد فيها الأمير الشاب طموح أمته وشبابها في الطريق إلى تحقيق تغيير شامل يستهدف مستقبلاً مشرقاً يقوم على العلم والتكنولوجيا والقرارات المصيرية حيث شهدت المملكة خلال السنوات الثلاث طفرة تاريخية في كل المجالات تعكس إصرار سمو ولي العهد على تحقيق "رؤية المملكة 2030" التي يقود تنفيذها، في ظل القيادة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز. وطن أكثر ازدهاراً يبدو تصميم سمو ولي العهد على تحقيق التغيير الشامل بالمملكة في مقولته الشهيرة: "طموحنا أن نبني وطنًا أكثر ازدهارًا، يجد فيه كل سعودي ما يتمناه، فمستقبل وطننا الذي نبنيه معا لن نقبل إلا أن نجعله في مقدمة دول العالم"، ومن هذا المنطلق شملت عجلة التنمية التي يرعاها الأمير محمد بن سلمان مختلف القطاعات: الاجتماعية، والصحية، والتعليمية، والإسكان، والكهرباء، والمياه، والمشاريع العامة التي تهم السعوديين من خلال برنامج التحول الوطني ورؤية 2030 (انطلقت في 2016م)، والتي تتبنى استراتيجية تقليل الاعتماد على النفط كدخل رئيس، وتنويع مصادر الدخل السعودي، ومعها ارتفع نمو الناتج المحلي الحقيقي بمعدل 2.2%؛ وبلغت مساهمة القطاع غير النفطي في نمو الناتج المحلي الإجمالي 2.1%، ومن المتوقع أن يستمر هذا الارتفاع بشكل تصاعدي. كما تستهدف "رؤية 2030" رفع نسبة الصادرات غير النفطية من 16% إلى 50% على الأقل من إجمالي الناتج المحلي غير النفطي، وهنا تجدر الإشارة إلى تقدم ترتيب المملكة في مؤشر أداء الخدمات اللوجيستية من المرتبة 49 إلى 25 عالمياً، والمرتبة الأولى إقليمياً. كما تضمنت "الرؤية" رفع نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل من 22% إلى 30%، وزيادة مساهمة المنشآت الصغيرة والمتوسطة في إجمالي الناتج المحلي من 20% إلى 35%، وتخفيض معدل البطالة من 11.6% إلى 7%. وتستهدف "الرؤية" أيضا رفع نسبة تملك السعوديين للمنازل من 47% إلى نحو 52% . مجتمع حيوي ومن أبرز أهداف "رؤية 2030" بناء مجتمع حيوي بنيانه متين، عبر زيادة متوسط العمر المتوقع من 74 إلى 80 عاماً، والارتقاء بمؤشر رأس المال الاجتماعي. ومن المستهدف كذلك ارتفاع نسبة ممارسي الرياضة مرة على الأقل أسبوعياً من 13% إلى 40%، وزيادة إنفاق الأسر على الثقافة والترفيه داخل المملكة من 2.9% إلى 6%، ورفع عدد المواقع الأثرية المسجلة في اليونسكو إلى الضعف على الأقل. وفي مجال الاستثمار، تستهدف "الرؤية" رفع قيمة أصول صندوق الاستثمارات العامة من 600 مليار إلى ما يزيد على 7 تريليونات ريال سعودي، فضلاً عن رفع نسبة المحتوى المحلي في قطاع النفط والغاز من 40% إلى 75%. ومن المستهدف زيادة حجم الاقتصاد السعودي وانتقاله إلى المراتب ال15 الأولى على مستوى العالم. مشروعات عملاقة وفي إطار ملف "رؤية 2030" الذي يتولاه سمو ولي العهد، ظهرت مشروعات تنموية عملاقة خلال السنوات الثلاث الأخيرة، ومنها ما يلي: - مشاريع الرياض الكبرى، وأطلقت في أبريل 2019م، وتبلغ تكلفتها نحو 86 مليار ريال، وتشمل: مشروع حديقة الملك سلمان، مشروع الرياض الخضراء، مشروع المسار الرياضي، مشروع الرياض آرت. - مشروع نيوم، وأطلق عام 2017م، رصدت له 500 مليار دولار لبناء منطقة تجارية وصناعية. ويركز المشروع التي تبلغ مساحته 26,500 كيلومتر مربع (10,230 ميل مربع) على مجالات تشمل الطاقة والمياه والتكنولوجيا الحيوية والطعام والتصنيع المتطور والترفيه. - إطلاق الشركة السعودية للصناعات العسكرية في عام 2017م أبضاً، والتي تهدف إلى أن تصبح واحدة من أكبر 25 شركة في العالم في مجال الدفاع. ومن المتوقع أن تساهم، بحلول عام 2030، بشكل مباشر في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة بنحو 14 مليار ريال في عام 2030 وأن توفر أكثر من 40 ألف وظيفة لأصحاب المهارات العالية. - مدينة الملك سلمان للطاقة (سبارك)، وهي مدينة صناعية عالمية شيدت على مساحة 50 كم2 في المنطقة الشرقية من المملكة. وتستهدف هذه المدينة توطين التصنيع وسلسلة توريد الخدمات في مجال الطاقة، ومن المتوقع أن تحقق (بحلول 2035) 6 مليارات دولار في الناتج المحلي الإجمالي سنويًا و100,000 فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة لتوظيف عدد هائل من المواطنين.. - مشروع البحر الأحمر، وهو من أبرز المشاريع السياحية حيث تبلغ مساحته الإجمالية حوالي 34 ألف كيلو متر مربع ويتضمن أكثر من 90 جزيرة طبيعية بين منطقتي أملج والوجه، وسوف يسهم بإضافة اثنين وعشرين مليار ريال سعودي (5.3 بليون دولار أمريكي) إلى الناتج المحلي للمملكة. - مشروع "القدية"، ويُعد المشروع الترفيهي الحضاري الأضخم من نوعه في العالم ، وهو يمتد على مساحة 334 كيلومتراً مربعاً، وهي مساحة أكبر من ديزني لاند الأميركية بثلاث مرات، وتضم جبالا وأودية وإطلالة على الصحراء قريبة من الطريق السريع، وتبعد 40 كيلومتراً من وسط العاصمة الرياض. ويتوقع أن يضيف المشروع قيمة اقتصادية تقدر بنحو 17 مليار ريال سنويا للاقتصاد السعودي. - مشروع "أمالا"، وتوصف منطقة المشروع بأنها "ريفييرا الشرق الأوسط" إذ أنها امتداد طبيعي لمناخ البحر الأبيض المتوسط المعتدل، وستكون "أمالا" ضمن محمية الأمير محمد بن سلمان الطبيعية في شمال غربي السعودية، وبالجنوب من مشروع نيوم، ومن المخطط أن تتجاوز مساحة المشروع 3800 كيلومتر مربع. ويتوقع أن يوفر هذا المشروع حوالي 22 ألف فرصة عمل في جميع قطاعاته. "-رؤية العلا"، وهي عبارة عن عدة مشاريع سياحية ضخمة في محافظة العلا بمنطقة المدينةالمنورة، ومنها: محمية شرعان الطبيعية، ومنتجع شرعان، والصندوق العالمي لحماية النمر العربي. ومن المنتظر أن تحقق هذه المشاريع ازدهاراً اقتصادياً دائماً لهذه المنطقة من خلال جذب 2 مليون زائر، مما سينتج عنه إسهام في الناتج المحلي التراكمي بنحو 120 مليار ريال، فضلاً عن توفيرها 38 ألف وظيفة بحلول عام 2035م. وتجدر الإشارة إلى أنه تم تسجيل موقع "واحة الأحساء" في المنطقة الشرقية ضمن قائمة التراث الإنساني العالمي باليونسكو، وذلك في يونيو 2018م خلال اجتماع لجنة التراث العالمي في المنامة، وهو خامس موقع سعودي ينضم للقائمة بعد: موقع مدائن صالح في عام 2008، وحي الطريف بالدرعية التاريخية عام 2010، وجدة التاريخية عام 2014، ومواقع الرسوم الصخرية في موقعي جبة والشويمس بمنطقة حائل في 2015م. السياسة الخارجية مع تولي الأمير محمد بن سلمان ولاية العهد وتحت قيادة خادم الحرمين الشريفين، شهدت المملكة طفرة في سياستها الخارجية بتبني رؤية أكثر انفتاحاً قائمة على التعاون المشترك مع كل دول العالم. وأسهمت الجولات الخارجية الناجحة التي قام بها سمو ولي العهد للدول العربية وآسيا وأوروبا والولايات المتحدة في ترسيخ مفهوم التعاون البناء والشراكة الاستراتيجية كأسس لتوطيد العلاقات، ما جعل المملكة تحتل القيادة في العديد من القضايا والمبادرات في المنطقة والعالم. ومن أبرز زيارات سموه الخارجية مشاركته في قمة العشرين بالأرجنتين 2018م، وفي قمة العشرين باليابان 2019م، علماً بأن المملكة من المقرر أن تستضيف هذه القمة بالرياض في نوفمبر 2020م. ولا ننسى استضافة المملكة مؤخراً - عبر الإنترنت- قمة العشرين الاستثنائية لمواجهة خطر جائحة كورونا برئاسة خادم الحرمين الشريفين. ومع تولي الأمير محمد بن سلمان المسؤولية، تم إطلاق "عاصفة الحزم" في مواجهة التمدد الإيراني في المنطقة العربية، أظهر حنكة عسكرية، وأصاب النفوذ الإيراني بتراجع كبير منذ توليه منصبه. كما تخوض المملكة حرباً على الإرهاب هي "الأطول والأعنف منذ تأسيس الدولة السعودية"، كما وصفها الأمير محمد بن سلمان في مقابلة مع صحيفة "فورين أفيرز" الأمريكية إذ واجهت المملكة هذه الحرب في اتجاهين، أحدهما مع الحوثيين على حدودها مع اليمن، والأخرى مواجهة محاولات عديدة- باءت بالفشل- لتنظيم داعش الإرهابي للولوج إلى داخل المجتمع السعودي. حقوق المرأة لم يدخر سمو ولي العهد جهداً في جعل المرأة السعودية في المقدمة كونها ركنا أساسيا من اهتمامات رؤية 2030، من خلال مشاركتها في سوق العمل، وتمكينها. وفي هذا الإطار، حققت المرأة السعودية مكاسب غير مسبوقة فأصبح لها الحق في قيادة السيارة لأول مرة في تاريخ البلاد منذ يونيو عام 2018م، بعد اتخاذ قرار برفع الحظر عن قيادتهن للسيارات. ومن ناحية أخرى، تم تعيين النساء في مراكز قيادية مهمة بالمملكة، ومن ذلك تعيين الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان سفيرة للمملكة العربية السعودية في واشنطن؛ لتصبح أول امرأة سعودية تشغل هذا المنصب. والقائمة تطول في هذا الإطار، وآخرها: تعيين وئام الدخيل كأول مذيعة سعودية تقدم الأخبار على القناة الأولى السعودية، فيما أصبحت هيلة الفراج أول معلقة رياضية في تاريخ المملكة العربية السعودية. وأخيراً، لا ننسى تأكيدات الأمير محمد بن سلمان الدائمة على مبدأ ترسيخ النزاهة والشفافية والذي بات أحد العناوين المضيئة في مسيرة الوطن، إذ أكد سموه أنه "لن ينجو أي شخص دخل في قضية فساد ، ومحاسبة من تتوافر عليه الأدلة الكافية". ....................................................................... كاتبة سعودية ورئيسة تحرير مجلة "مملكة الاقتصاد والأعمال" *