يقول الكتاب المقدس «قد وُضع الفأس على أصل الشجرة. كل شجرة لا تثمر تُقطع وتُلقى فى النار». نعم أيها السادة فأس كورونا قد وُضع على حياة كل إنسان لكى يجعله يستفيق من حياة غيبوبة الخطية التى جعلته منزوعَ الروح والإنسانية، وأصبح آلة تحركها الأهواء والميول والرغبات والشهوات. الثورة العلمية لم تكن بخير على حياة الإنسان الأبدية، بل ساقته حيث الخطية تسكن، فهناك التخطيط للخراب والدمار والحرق والقتل والتهجير.. كل ذلك يتم تحت اسم حرية الإنسان وحمايته.. ليس هناك سلام ولا راحة.. بل أصبحت حياة الإنسان ما هى إلا تجربة لرصاصة تمَّ تصنيعُها، أو غاز بيولوجى تمَّ تكوينُه، أو تجربة لطائرة بدون طيار تتمُّ تجربتُها. طغى الإنسان باسم العلم وأخذته العنجهية إلى أبعد من ذلك، بأن يبحث فى الفضاء عن حياة ليس لكى يسكن ويعمِّر ويحيا، بل لكى يجد مكانًا غير معلوم يقتل منه أخاه الإنسان. استفحل الإنسان ونسى أنه تراب وقيمته الجسدية ما هى إلا وجبة دود لا تستحق الاهتمام. نعم بلغ فجور الإنسان أن يصل بالعلم إلى التخطيط لكيف يحبل الغلاف الجوى من مركبات بيولوجية وكيميائية لاستمطارها وتدمير وحرق أخيه الإنسان.. وفى كل ذلك صمتتِ السماء كثيرًا من أجل توبة الإنسان، لكنه ظن أنه وصل من العلم إلى ما يحميه من غضب السماء. باسم حرية الإنسان قرر الإنسان أن يسنَّ القوانين والتشريعات التى تقنن وتحمى الخطية والرذيلة، وأصبح للشواذ والمثليين وعبدة الشيطان النوادى والنقابات والتشريعات التى تحمى رذيلتهم باسم حرية الإنسان!! نسى الإنسان أن الحرية والتحرر هى من عبودية الخطية وشهوة الجسد؛ حيث هناك المحبة والسلام مع القداسة والطهارة. نسى الإنسان أنه خُلق على صورة وقداسة الله البهية غير الملوثة التى تنطق سلامًا ومحبة ورحمة. فجأة وبدون مقدمات جاء كورونا جزيئات ليس لها وزن فى عِداد الكيلوجرامات، ليعلن للإنسان أنه ليس بقدرة الإنسان يحيا الإنسان.. بل بكل كلمه تخرج من فم الله. نعم أيها السادة جاء كورونا ليحطم أسطورة الإنسان التى خلقها وصنعها لنفسه، ويجعله يسترجع الكثير من حقيقته. الآن يصرخ الإنسان أمام السماء ويقول: أنقذنا يا خالق الأرض والسماء. ليس للعلم الذى صنعناه بأيدينا مقدرة على أن يحمينا من موت كورونا، وليس للقنبلة الذرية دور ضده.. حتى الدروع العسكرية والصواريخ الفتاكة اختفت قدرتها على حماية الإنسان. حتى فى ذلك ما زال الإنسان يحارب أخاه الإنسان، فيسرق منه المعدات الطبية التى تُرسَل من أخيه الآخر حتى يستطيع العيش حتى لو مات الإنسان.. إنها الحياة يا سادة التى زرعها الشيطان ورواها الإنسان.. فالآن هو يحصد ويجنى ما زرعه. يقول الكتاب المقدس: «ثم الشهوة إذا حبلت تلد خطية. والخطية إذا كملت تنتج موتًا». ذلك هو كورونا. إنه الموت الذى جاء نتيجة الخطية التى حبل بها الإنسان من لقاح شهوته وغرور ذاته وجبروت عنفوانه. والآن على الإنسان أن يجهض حَبَل الخطية الذى بداخل شهواته، ليرجع إلى حياة الطهارة والقداسة التى هى صور قداسة الله. هل يتعقل الإنسان ويتوب إلى الله الديان، ويطلب منه الغفران عن الفجور حتى يرفع عنه الوباء وكل ما يرعب الإنسان؟ الآن الجميع زاغوا وفسدوا ويعوزهم مجد الله، ولا مناص أو ملجأ إلا رحمة الله.. غير ذلك سيعيش الإنسان داخل علومه مرعوبًا مهدَّدًا من الموت الذى جاء بفعل الخطية التى أصبحت تحكم دساتير أكبر دول العالم. قرائى الأعزاء.. إنى أصلِّى إلى الله أن يرفع الوباء عن الإنسان فى كل مكان.. فمثلما أصلِّى من أجل بلدى مصر أصلِّى أيضًا من أجل الإنسان فى كل مكان؛ لأنه المخلوق المسكين الذى أصبح أداةً فى يد الضعف والخطية. هل أستطيع القول إن كورونا هو صوت أو إنذار لطريق الإنسان، لكى يرجع ويتوب عن طريق الضلال؟ نعم إن الله منزه عن الشر ولا يجبر الإنسان على الشر. لكن لا ننسى أنه هو المسيطر على كل شيء وهو من يسمح أو لا يسمح بأى حدث؛ لأنه يقول كن فيكون، فهو الذى يسجد له ما فى السماء وما على الأرض وما تحت الأرض وهو على كل شيء قدير. فإن تاب الإنسان ورجع بقلبه إلى خالقه فحينئذ يعمُّ السلام على حياة الإنسان ويعيش فى سلام ومحبة مع أخيه الإنسان.