كل الأفكار السائدة في عالمنا العربي اليوم هي أفكار تقليدية ومملة ولا تفيد الأمة بشىء. الافكار السائدة الآن وقبل الآن ومنذ استقلال دولنا العربية عن الاستعمار، هي أفكار لتسيير الامور كما هي وهو ما يطلق عليه بالعامية رزق يوم بيوم. أتابع مستمعا ومشاهدا بقدر المستطاع معظم ما يطرحه رجال الحكم والسياسة والاعلام في ال22دولة عربية فلا أرى أو أشاهد مشروعا يضيف لأمتنا شيئا وبينما يتحدث العالم عن النانو تكنولوجي والصعود إلى القمر وادارة الحروب من غرف اليكترونية على بعد آلاف الكيلو مترات، كل ما نسمعه هو حديث تجارة في سلع لم ننتجها وأرقام عقارات وكباري، لا تضيف ولا تلد وهوحديث متكرر منذ آلاف السنين، أي أننا لم نتقدم خطوة واحدة منذ ذلك التاريخ. وكل يوم تتملكني الاسئلة المحيرة ما الجديد الذي يمكن لنا ان ندخل به السوق العالمي ونعرضه ويحتاجه الآخرون ويدفعوا فيه أموالا؛ السوق العالمي الذي احتكره قادة الحرب العالمية الثانية، المنتصر فيها والمهزوم، لم يتشرف بسلعة عربية واحدة منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1945وهو للاسف ايضا لم يتشرف إلا بسلعة اسلامية واحدة وهي زيت النخيل الذي أبدعه وقدمه مهاتير محمد، مؤسس النهضة الماليزية. الهند حاولت الخروج من شرنقة الأفكار البالية وقررت عدم اسناد أي منصب إلا لعبقري مبدع ممن تم غربلة التراب الهندي لفرزهم وتنقيتهم ونجح هؤلاء في تحويل الهند إلى مقر لمعظم شركات البرمجيات في العالم وأيضا معظم الشركات عابرة الجنسيات وقفزت الهند الفقيرة المعدمة، والتي يتصارع هندوسها مع سيخها ومسلموها مع هندوسها، إلى مصاف دول العالم الاول والفكرة ذاتها حبيسة أدراج مركز المعلومات بمجلس الوزراء منذ عهد أحمد نظيف، وأفكار غيرها كثيرة تموت خوفا واهمالا وغباء في كل ربوع العالم العربي وكل أصحاب العقول يهربون إلى امريكا وأوربا ويمدون عروقها كل يوم بأفكار جديدة تجعلها تتربع دائما فوق رءوسنا. وفي كل الأزمات التي تمر بها أوطاننا نبحث عن تلك العقول كي تخرجنا منها فلا نجدها فقط تلمع امام ناظري الباحثين عبارة لقد هاجر منذ زمن. الحرية هي من تروي العقول وتحتضنها وتخرج أعظم ما فيها ولم ولن توجد فكرة خارج الصندوق في ظلام الخوف وغياب الطمأنينة. التفكير خارج الصندوق أقامت له أمريكا وأوربا مراكز دراسات وأبحاث وبنوك أفكار ومعلومات وتنهل منه كل ساعة آلاف الحلول للمشاكل التي تواجهها اليوم والتي ستواجهها بعد مائة عام وعندنا يوصم صاحب الافكار بأنه بيفلسف، إنه يريد ركب الموجة إنها ثقافة ضد الفكر وتسخرمن الفلسفة وهي لايمكن أن تضيف لبلادها أو البشرية شيئا وسوف نبقى بها دائما خارج السوق العالمي لايسمع بنا أحد ولايرانا أحد وأيضا لن يرجمنا أحد لأننا في نظرهم مجرد نفايات بشرية لا تستحق الحياة.