بين الحين والآخر بل ربما بشكل متزامن تكون المرأة المصرية محور للعديد من المؤتمرات والندوات التى تناقش وضعها ومكانتها فى سبيل النهوض بهذه الاوضاع وتطويرها ومعالجة أوجه قصورها، وكان اخرها مؤتمر "فرص وتحديات تمكين المرأة المصرية" والذى عقد فى أوائل يوليو الجارى وشاركت فيه بالحضور كل من وزيرات الاستثمار والتضامن والتخطيط، وماريا فيرناندا اسبينوزا، رئيسة الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الحالية، حيث ناقش المؤتمر اهم التحديات التى تواجه تمكين المرأة وفى ذات الوقت يلقى الضوء على أبرز الفرص المتاحة امامها والتى يجب العمل على اغتنامها. ومن ثم، يصبح السؤال هل ما زلنا نحتاج إلى تنظيم المؤتمرات والندوات التى تتحدث عن فرص وتحديات تمكين المرأة وكيفية النهوض بأوضاعها وشئونها أم الامر يحتاج إلى عمل جاد ومنظم وممنهج وفقا لخطط مدروسة بحيث يسير العمل فى قضايا المرأة بشكل متواصل وليس متقاطع او متباعد؟ والحقيقة أنه رغم صعوبة الاجابة على هذا السؤال اجابة قطعية تصب فى خانة احدى الخيارين المطروحين حول الدور المنوط بنا القيام به فى هذا الامر، أرى اننا فى حاجة الى العمل على المسارين معا وأنه ليس ثمة تعارض بينهما، فكما اننا نحتاج إلى مؤتمرات وندوات وورش عمل تناقش كافة شئون المرأة واوضاعها ومشكلاتها التى تختلف من وقت لآخر ومن منطقة لأخرى، فإننا فى ذات الوقت نحتاج إلى ان تكون لدينا خريطة طريق واضحة المعالم محددة الخطوات لكيفية معالجة قضايا المرأة المصرية وخاصة فى المناطق الريفية والعشوائية التى لا تزال تواجه فيها المرأة الكثير من التحديات والصعوبات والعراقيل للحصول على حقوقها وممارستها ممارسة فعلية تحمى بها ابناءها وتحافظ بها على اسرتها. كل ما سبق يعنى أن مشكلات المرأة ليست مشكلات عميقة او صعبة الحل وإنما تحتاج إلى جانب توافر الارادة السياسية التى عبر عنها الرئيس عبد الفتاح السيسى فى دعمه المطلق للمراة المصرية، تحتاج إلى ثقافة مجتمعية واعية بدور المرأة ومكانتها وقدرها فى كيفية بناء المجتمع العصرى المنشود القادر على تخريج ابناء أسوياء ومؤهلين لخوض غمار الحياة رغم صعوباتها وتحدياتها. وكما قال أمير الشعراء الام مدرسة إذا اعددتها اعددت جيلا طيب الاعراق، فالفتاة المصرية تحتاج إلى الدعم الحقيقى الذى يصل إليها فى جميع انحاء الجمهورية بدلا من تركيزه فى العاصمة والمدن الكبرى، فالامر يستحق عناء النظر والبحث والتدقيق واعادة التكليف والتوزيع والمعالجة إذا اردنا ان تكن لنا ارادة فاعلة فى مواجهة التحديات التى تعيق تمكين المرأة المصرية.