انتشر على مواقع التواصل الإجتماعى الفترة الماضية هاشتاج #إنقذوا_سوق_برقاش هذا الهاشتاج والذى رفعته عددا من منظمات حقوق الحيوان كان الهدف منه هو غلق سوق برقاش والذى يعد هو السوق الوحيد لتجارة الجمال فى مصر. ولم تكتفى منظمات حقوق الحيوان بذلك بل قامت بتقديم بلاغ للنائب العام ذكرت فيه ان هناك تعذيب يتم على الجمال من التجار بسوق برقاش وانه لابد من تطبيق المعاهدات والمواثيق الدولية والتى ابرمتها مصر للحفاظ على الثروة الحيوانية وحمايتها. الغريب فى الأمر ان البلاغ والذى تم تقديمه للنائب العام كان يستند فقط الى بعض الصور والتى قامت بتجميعها هذه المنظمات وبها عدد من الجمال به جروح واخر مريض . وعقب تقديمهم للبلاغ وقيامهم بتداول الهاشتاج قامت مجموعة من ممثلى هذه المنظمات بزيارة سوق برقاش ولم يجدوا ما ادعوه وهذا ما اكدته منظمة حماية الحيوان والتى اكدت عبر صفحتها أن التجار أقسموا على حسن معاملة الجمال وان المنظمة وعدتهم بإعطائهم دورات تدريبية فى ذلك. سوق الجمال ببرقاش يقع فى شمال محافظة الجيزة، ويتبع إداريا مركز منشأة القناطر,و يعتبر السوق الوحيد فى مصر والذى يقوم بتجارة الجمال حيث تأتى الجمال من السودان ومنها من حلايب وشلاتين . عند الذهاب لسوق برقاش تجده مكان يقع بعيدا عن اى عمران, على مساحة اكثر من 25 فدان ,وتم نقل السوق الى منطقة برقاش منذ اكثر من 20 عاما وذلك بعد ان كان فى منطقة البراجيل وقبلها كان فى منطقة إمبابة . لايوجد بالسوق اى دليل على وجود حياة حيث تبعد أقرب وحدة صحية او مستشفى عدة كيلو مترات, بينما تتواجد وحدة بيطرية لعلاج الجمال على بعد بعض الأمتار,حتى مياه الشرب يحصلون عليها بصعوبة جدا من الأماكن المجاورة ولايوجد أى مطاعم للمأكولات للتجار فكل منهم يذهب منذ اذان الفجر الى السوق ويعود قبل غروب الشمس . ولمعرفة حقيقة صور التعذيب التى إنتشرت على صفحات التواصل الإجتماعى قال محمد يوسف وهو أحد التجار "ان هذه الصور قديمة وتعود منذ أكثر من عامين حيث قام أحد الصحفيين بتصويرها, مؤكدا ان هذه الصور هى حالات فردية وقليلة , فالسوق به الالاف من الجمال والمملوكة لعدد من المكاتب وكل مكتب يقوم بعرض الجمال الخاصة به ويستخدم فى ذلك العصا والتى بموجبها يتم ترويض الجمل . وأشار ان التاجر علاقته بالجمل هى علاقة وطيدة ويخاف عليه كأنه ولده فعندما يمرض جمل او يصاب بالإسهال او الجرب يذهب التاجر الى الوحدة الصحية ويحضر العلاج له كأنه أحد من أسرته . وأوضح أنه فى حالة تعب او إصابة الجمل بجروح فإن التاجر يخسر فى ثمنه , فمثلا لو الجمل ب8000 جنية وأصيب بجرح فى عينه او قدمه فإن التاجر يتحمل خسارة لاتقل عن 3000 جنية لذلك يظل التاجر حريص على تغذية الجمل وحمايته من اى تعب او مرض ويقوم بعلاجه فى حالة مرضه وفى سياق متصل قال طارق عبد النعيم أحد التجار بأن مهنة تجارة الجمال توارثها عن أباه وجدوده فكل افراد العائلة يعملون فى هذه المهنة ولم تظهر اى حالات للتعذيب للجمال سوى بعض الحالات القليلة جدا أضاف"ويذكر انه فى مرة من المرات قام أحد الرعيان -وهو من يقوم بتربية الجمال ومسئول عن تغذية الجمل- قام بضرب الجمل ضربا مبرحا فقام عليه التجار بالسوق وكادوا ان يطردوه من السوق كله ." واشار انه منذ انتشار هذه الصور والسوق فى حالة إرتباك حيث قامت لجنة من الداخلية بالذهاب الى السوق والقبض على 3 أشخاص وكانت تهمتهم هى إستخدام العصا ,متسائلا"هل الراعى والذى يستخدم العصا فى ترويض الخرفان يتم القبض عليه ؟فلماذا يتم ذلك معنا؟. وذكر ان الجمل فى بعض الأحيان يقوم بمهاجمة التاجر وهذا ما تم مع أحد التجار والذى قام الجمل بقطع أصبعه ,وكذلك الطفل ادهم محمد"11سنة" والذى ذهب الى السوق مع والده لإلتقاط صورة مع الجمال فقام أحد الجمال "بعضه" فى رأسه وأصيب بجرح كبير . لافتا أن أدهم والذى أصيب برأسه قام والده بالذهاب به الى أقرب مستشفى والتى تبعد بعض الكيلو مترات حتى كاد ان يفقد الطفل للوعى بسبب فقده للعديد من دمه. وأوضح ان الجمل هو صديق التاجر يتقاسم معه كوباية الشاى والسجائر وهذا ما انتشر فى بعض الصور وضرب مثلا بصورة الجمل الضاحك.