جملة ترددت على ألسنة الملايين خلال شهر رمضان، موضحة النجاح المدوى لمسلسل (زى الشمس)، رغم كل ما أثير عنه منذ بدء التصوير، وتغيير المخرج والتزام الصمت تجاه الأمر، وما تردد عن تدخل نجم كبير فى مجريات الأمور ودعمه للعمل..الخ لقد أصبح المسلسل - المستوحى من المسلسل الايطالى Sorelle وإن لم يذكر بالتتر- محل الاهتمام الأول بلا منازع للجمهور. ولعل ما جذب المشاهد فى البداية هو مشاركة دينا الشربينى، لما نسج حولها من حكايات، لكن سرعان ما تحول الاهتمام السطحى إلى شغف حقيقى بمتابعة الأحداث. وقد اتضحت موهبة دينا منذ دورها فى (جراند اوتيل)، لكن (زى الشمس) منحها فرصة إظهار قدراتها التمثيلية التى تقنع المشاهد لتلقائيتها، حتى إننى شعرت ان لفظ (والنبى) الذى رددته كثيرا وكأنه كلمة دارجة فى حديثها العادى وليست كلمة تخص شخصية نور، لفرط عفوية نطقها!! لقد أجاد كل ممثل دوره، سوسن بدر، ريهام عبد الغفور، جمال سليمان، أحمد داوود، والسعدنى، مع التحفظ على أداء مالك الذى يحتاج الى بذل مزيد من الجهد لتعلم النطق الصحيح الواضح، والفتاة التى أدت دور (كارما) وهى دليل على أن (الواسطة) فى الفن لا تمنح النجاح. وقد تساءلت ككل المشاهدين عن سر الشعور (المنكوشة)، ولم أشعر أنه ملمح شكلى مهم للشخصيات!! إنه مسلسل ممتع ولكن ما القيم الخفية التى تسللت إلى عقول المتابعين؟! بداية من خيانة الأخت والحمل سفاحا، وتقبل هذا من الأم والمحيطين بمجرد زواج الطرفين وكأنه قد محا كل أخطائهما!! ومرورا بالخيانة الزوجية والنزوات والعلاقات غير المشروعة (عمر، فريدة، جمال)، حمل جديد خارج إطار الزواج ونسب الطفل لغير والده، كذب الأطفال المتكرر بلا أدنى عقاب ووصولا إلى نور ومشاعرها المتسامحة الساذجة الذليلة، والأم المتجاهلة لمظاهر انحراف ابنتها، ومصطفى الذى أوحى مشهد النهاية أنه يملك حكاية خفية!! والأسوأ من ذلك إظهار فريدة كنموذج يُحتذى فى الحرية والوضوح وتجاهل كلام الناس!! والكلمات النهائية (يا ترى مين حبك بجد؟ ويا رب تكونى مرتاحة ومبسوطة) وكأنها روح قديسة صعدت للسماء!! فماذا يغرس صناع الدراما فى وجدان المشاهد؟!