«الممر» ليس فيلما سينمائيا، بل هو «عمل وطني» تلاحمت فيه القلوب العاشقة للوطن، والسواعد القادرة، لتصنع»رسالة»كنا فى مسيس الحاجة إليها.. جاء الفيلم «الوطني» ليزيل من عقول أجيال متعاقبة من المصريين سنوات من «التكلس» كادت تختفى فيها لحظات الزهو بالإنجاز العظيم، الذى صنعته دماء الأبطال فى حربىْ الاستنزاف، والعبور العظيم. «الممر» وعلى هذه الصورة التى شهدناها، رسم «خطا فاصلا» بين سنوات «اللامبالاة» وبين «واقع جديد» يفرض نفسه بقوة على الساحة الوطنية، لأن إدراك تجسيد البطولات، والمحطات الفارقة فى تاريخنا، هو سعى نحو استمرار الملحمة، تلك التى تحدث عنها الفريق أول عبدالفتاح السيسى فى أكتوبر2012، حين كان وزيرا للدفاع فى زمن «الجماعة الإرهابية».. يومها كان يحادثنا فى إحدى ندوات الشئون المعنوية بمسرح الجلاء، وراح يقول بوضوح كامل: «إن ما استهدفنا فى حرب العام 1967 لايزال متواصلا حتى الآن». يومها أدركنا البعد الاستراتيجى الذى يحكم فكر «السيسي» والذى برهن طيلة السنوات الماضية على وضوح خطه الوطني، وجاء هذا الفيلم، وما سيتلوه من أفلام ليجسد البعد الاستراتيجى فى رؤية الدولة المصرية لمكامن الخطر التى تهدد مستقبلها، وليبعث برسالة واضحة لكل الأطراف، أنه، وبقدر حرصنا على السلام، إلا أن التحلى باليقظة هى «استراتيجية ثابتة» فى سياستنا الحالية، والتى تحاصر الخطر قبل وقوعه. هكذا عبر الفيلم عن تلك الروح الوثابة، وراح بما احتواه من تعبيرات وطنية، وجمل مختارة لأبطال الفيلم، مثل «الماتش لسة مانتهاش» وغيرها، عن تلك البوصلة، التى لن تضل طريقها، بعد كل ما واجهته مصر من مؤامرات، وحروب معلنة، وأخرى لاتزال تدور فى الكواليس، وداخل الغرف المظلمة، ولعل نظرة لما شهدته بلادنا منذ مابعد الخامس والعشرين من يناير من العام2011، يرسم لنا منحنيات الخطر، التى يجب أن نكون على أهبة الاستعداد لمواجهتها، إذا ما أصابها الغرور للمساس بأمن مصر واستقرارها. لقد كان بديعا، ما شهدناه فى الأيام الماضية من تدفقات هائلة، لأسر وعائلات على دور السينما المختلفة، فى عديد من المحافظات..حشود هائلة، أمهات وصبيان وشابات، وكبار فى السن، يعيشون زهاء الساعتين لمشاهدة تلك الملحمة الكبري، لفيلم»الممر»ولتلك المواجهات، والبطولات، والمعارك، والتى ماكان لها أن تتم على هذا النحو إلا بالدعم القوى الذى قدمته قواتنا المسلحة الباسلة، ليخرج العمل الوطنى الكبير على هذا المستوى الذى كنا نحتاجه منذ أمد بعيد. فتحية واجبة لقواتنا المسلحة، ولإدارة الشئون المعنوية التى أتاحت لنا مشاهدة هذا العمل البطولى فى «عرض خاص» ولكافة مؤسسات الدولة التى قدمت العون والمساعدة، ولأبطال الفيلم، وفى مقدمتهم النجم الذى تألق «أحمد عز» ولمنتج الفيلم «هشام عبدالخالق» ولمخرجه «شريف عرفة».. وشكر خاص للجمهور المصري، الذى يتدافع على دور السينما فى طول مصر، وعرضها، ليشاهد واحدة من الملاحم البطولية لفترة «حرب الاستنزاف» التى جسدها الفيلم، لوقائع حقيقية، قدمها أبطال من قواتنا المسلحة، وأهلنا من أبناء بدو سيناء الوطنيين، وكانت الممهد للنصر العظيم، الذى تحقق فى السادس من أكتوبر للعام 1973.