ألهذا الحد وصلنا؟.. كيف أدركنا الانقسام لدرجة أن نتصارع على «رؤية هلال شوال».. كل من عايشوا ليلة الاثنين الماضي، تملكتهم الحيرة، وانخرطوا فى دهشة لم يعهدوها من قبل.. فالحسابات انقلبت فجأة فى بلاد المشرق والمغرب..دول أعلنت أن عيد الفطر المبارك يوافق يوم الثلاثاء، ودوّل أخري-بينها مصر-أعلنت يوم الأربعاء بداية شوال، وبداية أيام العيد..وفِى داخل كل واحدة من بعض دول العرب والمسلمين، راحت جماعات تصوم الثلاثاء،وأخرى تفطر، وتعتبره عيدا.. لينقسم الناس داخل البلد الواحد، إلى شيع وأحزاب.. كل يتمترس خلف مواقفه، يحركه المذهب أو الدولة التى يسير على نهجها. آه ياأمة قد ضحكت من جهلك الأمم..؟!.. فما حدث وضع الناس كافة فى دائرة الشك تجاه مانعيشه ونحياه، ولَم لا، وقد انتشر القتل، وعم العنف، واستوطنت الفتن بين أبناء الدين الواحد،وكله بإسم الدين.. فماتعانيه الأمة، منذ سنوات،حين قفز على سطح مشهدها بعض من يدعون علمهم بكتاب الله،وسنة نبيه الكريم(صلى الله عليه وسلم)، ممن يفسرون الدين حسب معتقدهم،منذ هذا الوقت وكل مسلم على وجه البسيطة يعانى، مابين جرائم، وأعمال عنف وإرهاب، ترتكب بإسم الدين،داخل وخارج البلاد،وبين اتهامات تلاحق دين الرحمة فى دوائر الغرب وغيرها، حيث نجح مخطط زرع الفتن، والإساءة للدين فى بلوغ جل أهدافه. وما بين خلاف الشراذم المدعية انتماءها لدين الإسلام، وبين فشل علماء الأمة فى توحيد الكلمة، سيرا على الانقسامات التى فتتت تقارب أوطانهم.. بين هؤلاء وأولئك، تاه صوت الحكمة التى ضلت سبيلها، فقويت شوكة أدعياء الباطل، بعد أن راحوا يقطفون بأكاذيبهم وتفسيراتهم زهور وبراعم من بستان شبابنا، لينخرطوا فى أتون قطار الجهل، والخراب الذى حل بأوطاننا. فإلى متى؟.. إلى متى يظل مصير أمتنا وديننا بيد حفنة من الجهلة والمتعصبين؟!.. وإلى متى يظل شبابنا أسير دائرة التيه التى فرضتها وروجت لها «دوائر» لا تريد خيرا بديننا وأوطاننا.. إن أمتنا، وبرغم كل ما تمر به من مآس ومحن، لم تعدم عقول راجحة،لاتزال تمسك بموازين الحق، وتنطق بالعدل، وتسعى لغرس مفاهيم الصدق فى العقول.. وحرى بِنَا أن ندعو هؤلاء ليواصلوا مساعيهم ومجهوداتهم المخلصة، ليجنبوا أمتنا السقوط فى هوة الانقسام الكبير؛ لأن حدوث ذلك سوف ندفع ثمنا فادحا له. هى دعوة لفضيلة الامام الأكبر د.أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهر،ولفضيلة العلامة الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية وللسيد الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، لأن يعملوا على إنقاذ الأمة مما هوت إليه،فحين يبلغ الأمر حد الاختلاف على رؤية الهلال، نكون قد بلغنا مرحلة غير مسبوقة.. ولله الأمر من قبل ومن بعد.