السبت الماضي، كنّا على موعد مع «السويس».. مدينة المقاومة، وبلد النضال..موطن الأحرار، من ثوار، ومناضلين، وشعراء، ومقاتلين من كل صنف، ولون..فعبر دعوة كريمة، وجهها الوطنى الغيور «خالد دنقل» إليّ «مؤسسة محبى مصر».. لبى زهاء الخمسين من أعضاء المؤسسة، الدعوة الكريمة، وقضوا واحدا من الأيام التى لن تمحى من الذاكرة على أرض «السويس» الباسلة. عند وصولنا صبيحة «السبت» كانت المدينة، تبدو، وكأنها تتمايل على أغصان «خليج السويس» لترسم صورة مشرقة، لأرض الأجداد، والتى لطالما شهدت «وقائع تاريخية» لمعارك «فاصلة» سطرتها سواعد الأبطال على أرض «السويس الصامدة».. فهنا شهدت الدنيا كلها للأبطال بشجاعة الاستبسال فى وجه العدو الصهيوني، حين راحت قوات الجنرال الارهابى الصهيونى «شارون» تتسلل إلى داخل «الثغرة» لتطوق جيشنا، وتضع مواطئ أقدام لها على أرض «السويس»..غير أن المقاومة «الأسطورية» لشعب المدينة، تحدت العدوان، وانتفضت عن بكرة أبيها، وراحت تنخرط فى مواجهة ضارية، قادها ببسالة «شيخ المجاهدين».. الشيخ «حافظ سلامة».. لتدحر المقاومة ببطولاتها الفريدة، عدة وعتاد وجبروت المعتدى الصهيونى . ومن رحم الصمود، والاستبسال، والنصر، ولدت رموز «السويس»الخالدة، فكان الكابتن «غزالي» ابن «قنا»و«السويس» أحد شعراء النضال، الذين حاربوا العدوان بالكلمة، والأغنية، واللحن، فحفر فى قلوب أبناء السويس، ومحافظات مصر قاطبة، أنهارا من التحدي، والتغني، بانتصارات المقاومة على العدو. لقد كان من مآثر زيارتنا السبت، أن جمعتنا الأقدار بولدى الكابتن «غزالي» الذى تحل ذكراه الثانية هذه الأيام، حين راح الكابتن «أحمد غزالي» النجل الأكبر للراحل الكبير، يلقى علينا ببعض من قصائد»شاعر المقاومة»ويفيض ببعض أغنياته الخالدة، ولَم يتركنا قبل أن يشدو بأغنية «يابيوت السويس» التى غناها الراحل الكبير «محمد حمام» وكتب كلماتها العبقرية شاعرنا الراحل «عبدالرحمن الأبنودي»..وجاءت مشاركة «طه» النجل الآخر للراحل الكابتن «غزالي» لتزيد من وقع ذكراه الطيبة فى هذه اللحظات، على أرض «السويس الباسلة». يوم كامل، قضيناه وسط الأحبة، من أبناء العمومة، وألوان الطيف من أبناء المحافظات المختلفة، فعلى أرض «السويس» يعيش سكان 26 محافظة، وفدوا من كل الأنحاء، ليتلاقوا على أرض مدينة الأبطال..وكم كان بديعا الحاج رفعت بشير «زعيم المستقلين» الأسبق فى مجلس النواب، حين راح يوجه فى لقائه معنا السبت الماضي، التحية للأبطال، وفى مقدمتهم الكابتن غزالي، والذين رسخوا ببطولاتهم آيات المجد على أرض السويس، وهو ماذهب إليه الحاج «رمضان أبوالحسن» القيادة السياسية البارزة على أرض مدينة الثوار، حين أكد على معانى العزة والكرامة التى تتجلى على الأرض الطيبة. كانت رسالة وطنية، وإنسانية لكل أعضاء «مؤسسة محبى مصر» والذين تجاوبوا مع دعوة الأخ الوطنى «خالد دنقل» ابن عائلة «دنقل» المعطاءة، على أرض قرية «القلعة» بمركز «قفط» بمحافظة «قنا»..والذى جسد فى دعوته كل آيات الكرم، وحسن الضيافة، وهى عادة متأصلة فى العائلة، التى كان الشاعر الكبير الراحل «أمل دنقل» أحد تجلياتها لقنا، ولمصر كافة. قضينا يوما بديعا فى ضيافة «آل دنقل» و«أهل السويس» يوم عشنا فيه كل المعانى النبيلة، الوطنية، والإنسانية، وما أحوجنا لتلك المعانى فى مثل هذه الأيام.