فرق سرعات.. كنت أعتقد حتى وقت قريب ان اخطر ما يواجه شبابنا الصغير هو إدمانهم لمواقع التواصل الأجتماعي مثل فيسبوك وتويتر .. كم كنت مخطئاً وكم نحن متأخرون دائماً بخطوات كثيره في اللحاق بهؤلاء الصغار ...!!! في أحد الأنديه جمعتنى الصدفه ببعض الشباب الصغير اقل من 20 سنه ( تعرف الاممالمتحده الشباب بانهم الفئه العمريه بين 15- 24 عاماً ) وقد أمسك كل منهم بهاتفه في شغف واضح قبل ان أُبادرهم بالسؤال عما يتصفحون لتكون الأجابه صادمه ... لم يعد هؤلاء الصغار مهتمين كثيراً بهذه البرامج التى نعرفها نحن الكبار ونغرق فيها ليل نهار بحثاً عن ارضيه مشتركه بيننا وبينهم .. لقد هجروها الي ماهو اخطر واكثر تغييباً للعقول والهويه وتدميراً لما تبقى من اخلاق وقيم وموروثات كانت تميز المجتمع المصرى حتى سنوات قليله مضت .. انه عصر الفيديو وبرامج البث المباشر .
كنا قديماً نستخدم تعبير السماوات المفتوحه للدلاله علي سهولة نقل الأخبار والمعلومات ولكن يبدو الأن اننا في زمان البيوت المفتوحه وغرف النوم المفتوحه بعد ان اصبح شبابنا الصغير اسيراً لتلك التطبيقات التى تعتمد علي البث المباشر من داخل غرفهم المغلقه عليهم دائماً خاصة فى ساعات الليل المتأخره حيث يتم التحدث صوتاً وصوره بكل حريه في شتى الأمور دون رقيب او حرج ..!!
التقطت أسم احد تلك البرامج من شاب صغير ودخلت اليه بُغية الفهم والتعرف علي هذا العالم الغامض الذى يجتذب الشباب بشكل عنيف تلك الأيام فكانت اولى المفاجأت ان عدد مستخدمى هذا البرنامج وحده يفوق ال 100 مليون شاب اغلبهم من العرب حيث يتم بث فيديوهات لفتيات او شبان من داخل غرفهم وهم يتراقصون او يتحدثون فى موضوعات مختلفه ويقوم بقية المشاهدين بالتعليق وتبادل الاراء حول هذا الموضوع ..
تدور اغلب الفيديوهات على موضوعات تافهه ولكن فى الوسط ستجد بعضاً من مشاهد ترويج العرى والأنحلال الخلقى والألحاد والسخريه من مصطلحات كالوطن والدوله والأنتماء واسقاط العقل تماماً على انغام اغانى هابطه او موسيقى صاخبه تشبه المخدرات التى تفصل من يتعاطاها عن الواقع وتجعله فى مهب الريح التى تعصف به وبعقله وتركيبة شخصيته فى كل الاتجاهات ..!!
برامج وتطبيقات صغيره يتم تحميلها فى ثوانى على الهواتف دون عناء ليدخل الشاب او الفتاه اليها لتتم السيطره الكامله على عقولهم وحبسهم داخل تلك الغرف المغلقه التى لا يعلم احد من ورائها او من يروج لها لتُصبح بهذه الجاذبيه والأنتشار السرطانى بين الصغار من ابناء شعوبنا العربيه ونحن عنهم غافلون .. !!
صرخة انذار لكل اب وكل ام أن أنتبهوا لما يمارسه ابنائكم على هواتفهم خاصة داخل تلك البرامج الماجنه فالخطر محيط من كل اتجاه وتغييب العقول وسرقة احلام هذا الوطن تبدا من اسقاط هؤلاء الصغار الذين سيصبحوا عما قريب مسئولون عن كل مفاصل الدوله والمجتمع ... حفظ الله ابناء مصر من هذا العبث المنتشر وارشدنا نحن الكبار لأن نفهم ونعى حجم ما يحيط بنا وبهم من أخطار ... حفظ الله الوطن