أكد الملازم أول بالقوات المسلحة الليبية محمد ابسيط، عدم صحة ما تداولته العناصر الإخوانية من مزاعم حول قيامه بالقبض على الإرهابى «عبد الرحيم المسمارى» فى ليبيا فى يناير 2016، وأوضح الضابط الليبى أن الصورة التى يتم ترويجها على أنها صورة من حسابه على الفيس بوك مزيفة، وقال فى حسابه الرسمى مساء الجمعة الماضية، إن ما يتم ترويجه «تزوير فى تزوير»، وأضاف : «نرى أنه من واجبنا التصدى لمثل هذه الأكاذيب، وما هى إلا محاولات لتشويه حقائق معركة الواحات وإنصاف جرائم جماعة الإخوان والدواعش على مصر الشقيقة». وقال مصدر عسكرى ليبى إن العناصر الإخوانية استخدمت التزوير بطريقة ساذجة لنشر مزاعمها الكاذبة وفات من تم تكليفه بعملية التزوير واصطناع البيانات المنسوبة لأبناء ليبيا أن الاسم الكامل للإرهابى المقبوض عليه فى عملية الواحات هو «عبد الرحيم محمد عبد الله المسمارى» وليس عبد الرحمن المسمارى، كما يزعمون. وكان القيادى الإخوانى السابق هيثم أبو خليل قد استضاف فى برنامجه على قناة «الشرق» الإخوانية، المدعو صلاح التاجورى ليتحدث عن ضبط المسمارى مستخدما الصورة المزيفة وفتح له المجال ليكرر أكاذيب من يسمونهم بنشطاء درنة، وزعم أن «عبد الرحمن المسمارى» 25 عامًا مواطن من مدينة درنة قبضت عليه قوة تابعة لعملية الكرامة يقودها مساعد آمر المنطقة العسكرية فى أجدابيا الملازم «محمد ابسيط» فى 13 يناير 2016م فى منطقة المخيلى جنوبى درنة، وتم نقله وسجنه فى قرنادة، وتحصل أهله على وعود بالسماح لهم بزيارته لكنها لم تتحقق، وتواردت لهم أنباء عن مقتله تحت التعذيب داخل سجن قرنادة، ثم تبين عدم صحة ما يتردد حول مقتله، حسب مزاعم التاجورى والإخوان!! وسقطت قناة «BBC» البريطانية فى فخ التزوير الإخوانى واستضافت من يسمونه بالباحث والمحلل السياسى الليبى «محمود إسماعيل» ليشكك فى صحة الاعترافات التى أدلى بها المسمارى ويزعم أن «قوات الكرامة ألقت القبض عليه، فى 16 يناير 2016 فى بوابة المخيلى جنوب درنة». وقامت الصفحات الإخوانية الليبية والمصرية بالترويج لمزاعم التاجورى ومحمود إسماعيل والبيانات الصادرة عن العناصر الإرهابية التى تتستر خلف لافتات ومسميات النشطاء والثوار فى ليبيا بهدف تشويه حقائق معركة الواحات والتشكيك فى البيانات الرسمية الصادرة عن القوات المسلحة ووزارة الداخلية حول حادث الواحات. أما الحقائق الكاملة فقد أعلنتها وزارة الداخلية فى بيانها الصادر يوم الخميس الماضى، والذى أكد أنه استكمالًا لجهود وزارة الداخلية والقوات المسلحة فى مجال ملاحقة العناصر الإرهابية الهاربة المتورطة فى المواجهات مع القوات الشرطية بالمنطقة الصحراوية المتاخمة لطريق (أكتوبر/الواحات) بتاريخ 20 أكتوبر 2017 وتوجيه ضربة قاصمة لأحد مواقع تمركزهم بالمنطقة الصحراوية المشار إليها بتاريخ 31 أكتوبر 2017 والتى أسفرت عن مصرع جميع تلك العناصر وعددهم (15 إرهابيًا) وهروب آخر وضبط كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر المتنوعة (مدفع مضاد للطائرات – سلاح متعدد خاص بالمدرعات – قواذف وقذائف RPG – رشاشات وبنادق آلية وخرطوش – طبنجات – قنابل F1 – كمية كبيرة من الذخائر متنوعة الأعيرة). وقال البيان إن الأجهزة الأمنية واصلت جهودها بالتنسيق مع القوات المسلحة فى تنفيذ الخطة الموضوعة من خلال التوسع فى عمليات تمشيط المنطقة الصحراوية المشار إليها والمناطق المتاخمة لها وتتبع خطوط سير العنصر الهارب باستخدام الأساليب التقنية الحديثة.. حيث أمكن ضبطه وتبين أنه ليبى الجنسية ويدعى عبد الرحيم محمد عبد الله المسمارى (مواليد 5 أكتوبر 1992 ويقيم بمدينة درنة بليبيا). وأوضح البيان أن عمليات البحث والتحرى كشفت عن الأبعاد التنظيمية لتحرك عناصر البؤرة الإرهابية إليها إذ بدأوا تكوينها بمدينة درنة الليبية بقيادة الإرهابى المصرى المتوفى عماد الدين أحمد محمود عبد الحميد -الذى لقى مصرعه فى القصف الجوى للبؤرة- وتلقيهم تدريبات بمعسكرات داخل الأراضى الليبية على استخدام الأسلحة الثقيلة وتصنيع المتفجرات.. وقيامهم بالتسلل للبلاد لتأسيس معسكر تدريبى بالمنطقة الصحراوية بالواحات كنواة لتنظيم إرهابى تمهيدًا لتنفيذ سلسلة من العمليات العدائية الوشيكة تجاه دور العبادة المسيحية وبعض المنشآت الحيوية فى إطار مخططهم لزعزعة الاستقرار بالبلاد. وأشارت معلومات قطاع الأمن الوطنى إلى اضطلاع عناصر هذه البؤرة باستقطاب عدد (29) من العناصر التى تعتنق الأفكار التكفيرية بمحافظتى (الجيزة – القليوبية) تمهيدًا لإلحاق بعضهم ضمن عناصر هذا التنظيم وتولى البعض الآخر تدبير ونقل الدعم اللوجيستى لموقع تمركزهم بالمنطقة الصحراوية حيث أمكن ضبطهم جميعًا عقب تتبع خطوط سيرهم وتحديد أوكار اختبائهم. كما أكدت المعلومات تورط بعض عناصر البؤرة الإرهابية فى تنفيذ حادث استهداف حافلة تقل بعض المواطنين الأقباط أثناء توجههم لدير الأنبا صموئيل بالمنيا بتاريخ 26 مايو 2017 إذ أثبت الفحص الفنى سابقة استخدام بعض الأسلحة المضبوطة فى تنفيذ ذلك الحادث. وقد عكست المعلومات والمعطيات أن جهود تتبع العناصر الإرهابية المشار إليها والتى أسفرت عن القضاء عليهم وضبط المرتبطين بهم.. أدت إلى إجهاض مخطط إرهابى موسع يستهدف العديد من المنشآت الهامة والحيوية ودور العبادة المسيحية بهدف زعزعة أمن واستقرار البلاد. وفى الحوار الذى أجراه الإعلامى عماد الدين أديب على قناة الحياة، اعترف الإرهابى الليبى عبد الرحيم المسمارى بصحة ما توصلت إليه تحريات أجهزة الأمن، وقدم، وصفًا تفصيليًا للأسلحة التى تم تهريبها من ليبيا، وأقر باشتراكه مع آخرين فى نقل وحيازة واستخدام كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر مختلفة الأنواع، ومدفع مضاد للطائرات، وسلاح متعدد خاص بالمدرعات، وقواذف وقذائف ورشاشات وبنادق آلية وخرطوش، وطبنجات وقنابل وكمية كبيرة من الذخائر متنوعة الأعيرة.