اليوم نحن فى أشد الحاجة إلى وحدة الصف الاسلامى من أجل البعد عن إثارة القلاقل والنزاعات الطائفية المذهبية والتى لن تكسب الأمة من ورائها شيئا بل على النقيض ستجابه بعاصفة الكوارث والمصائب.. ولنا فيما سمى بالربيع العربى المثال الصارخ على استهدافنا بمقتل من خلال هذا الجحيم الذى تم تسليطه على الأمة مستغلا الورقة الأمريكية فى ترسيخ الطائفية والتى استخدمتها فى غزو العراق عام 2003، فكان أن تحولت دول المنطقة إلى خراب ودمار وعمليات قتل ممنهج. الأمة اليوم تجابه مكائد خارجية تستهدف اقحامنا فى صراعات ذاتية وهو ما يستدعى يقظة قادة دول المنطقة حيال ما يحاك ضدها، وبالتالى يستدعى ترسيخ الاستقرار وعدم الانزلاق نحو الفخ الذى ينصب لنا من جانب الأعداء حتى لا نقع فى مستنقع الحروب العبثية التى لا طائل من ورائها إلا الحصرم. ولهذا ليت الحوار يكون هو العملة التى نتعامل بموجبها اليوم لرأب الصدع وإذابة الخلافات العالقة بين الدول. ليت الجميع يسعون إلى تنقية الأجواء وتبديد الخلافات العالقة بين ايران ودول المنطقة عبر الحوار، فشيطنة ايران والنظر اليها كفزاعة لن نجنى من ورائه إلا زيادة الاحتقان وهو ما يصب بالايجاب فى صالح اسرائيل التى تتربص بالأمة. ليت قادة الدول العربية يتوجهون اليوم صوب هدف واحد ألا وهو احتواء التباينات فى المواقف حتى تتهيأ الفرصة لاحراز تسويات وعقد مصالحات تصب ايجابا فى صالح شعوب دول المنطقة وتقطع الطريق على اسرائيل والغرب المريض الذى يسعى دوما نحو تبنى استراتيجية فرق تسد عبر اثارة النزاعات وتأجيج الصراعات فى الأمة. وتظل التحديات هائلة أمام الخروج إلى بر الأمان وسط طوفان التحديات وتصاعد الأحداث بصورة مخيفة. لابد اليوم من نزع فتيل الأزمات منعا لانفجار الوضع خاصة بعد أن زاد قرع طبول الحرب بين السعودية وايران فى أعقاب المسرحية الهزلية لاستقالة سعد الحريرى فى الرابع من نوفمبر الجارى. ولهذا يحمد لمصر هنا مساعيها المشكورة لنزع فتيل الأزمة منعا لانفجار الوضع فى أى لحظة. وهو المسعى الذى قام به وزير الخارجية سامح شكرى خلال جولة له فى ست دول عربية فى محاولة للتهدئة وتسوية الخلافات عبر الحوار. وهو ما جاء بمثابة ترجمة فعلية على أرض الواقع لنصائح الرئيس السيسى التى وجهها للأمة مؤخرا طالبا منها ضرورة العمل بحذر مع القضايا الخلافية، ورفضه اللجوء إلى المواجهات العسكرية التى لن تحل النزاعات بل على العكس ستفاقمها وتزيد الوضع ارتباكا. يكفى التصدع الذى لحق بدول المنطقة عبر صراعات واقتتال أهلى نال من طاقات الأمة ومستقبل أجيالها.. ولهذا بات يتعين على الجميع العمل بجد على تفادى الوصول إلى نقطة المجابهة العسكرية التى لن يستفيد منها أحد سوى اسرائيل. يجب على السعودية وقف اندفاعتها العارمة حيال أطراف فى المنطقة لا سيما وأنها لم تجن شيئا من عاصفة الحزم ضد اليمن، وبالتالى فإن أى مواجهة عسكرية جديدة فى المنطقة ستوسع رقعة الصراعات القائمة وهو ما سيأتى على حساب دول المنطقة لتظل أمريكا رأس الأفعى المشجع والمحرك للصراعات هى المستفيد الأكبر مع اسرائيل. يجب ألا يغيب عن أحد أن المواجهة العسكرية إذا نشبت فإن الأرض المحترقة ستكون هى الدول العربية ولبنان تحديدا فى هذه الجولة.