، طالب مفتى لبنان عبد اللطيف دريان - أمام مؤتمر "دور الفتوى فى استقرار المجتمعات" اليوم الثلاثاء - بالتَّركِيزُ على الاخْتِصَاصِ والتَّخَصُّص، سَواءٌ لِجِهَةِ الفَتَاوَى العَامَّة، أو لِجِهَةِ الإرشَادِ العَامّ فلا يَظْهَرُ وَلا يَتَحَدَّثُ فى الفتاوى إلا المُخْتَصُّون، المُكَلَّفُونَ وَالمُدَرَّبُون مع الالتزام بضَّوَابِطُ لِلفَتْوَى وَالإرشَاد، أهمها مَعرِفَةُ ثَوَابِتِ الدِّين وآدَابِ الفَتوَى ذَاتِها مع التَّأَهُّلُ وَالتَّأْهِيل للمفتين . ووصف المؤتمر بأنه حَرَكَةٍ إسلامِيَّةٍ جَمَاعِيَّةٍ في الاتِّجَاهِ الصَّحِيح، في اتِّجَاهِ تَغيِيرِ مَا بِأَنْفُسِنا، مؤكدا دور عُلمَاءِ الأُمَّةِ لقِيَادَةِ حَرَكَةِ التَّغيِير، التي تُعِيُد للإسْلامِ دَورَهُ الرُّوحَاِنيَّ والإنسَانِيَّ البنّاء، رِسَالَةَ سَلامٍ لِلْعَالَمِين . وأشاد مفتى لبنان بدَورَ مصر وريادتها برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسى ومكانة مصر أرضِ الكِنَانَة، قِيادَةً وأزهراً وإفتاءً وشعبًا، في حَمْلِ القضَايا العَربيةِ والإسلامية، والدِّفاعِ عَنْ حُقوقِ الأُمَّة، والمحافَظَةِ على أَمْنِ واسْتقرارِ مِصر، والتَّمَسُّكِ بالأمنِ القَومِيِّ والعَرَبيّ، وَحَمْلِ أَمانَةِ القَضَايا الإِسلامِيَّةِ المحِقَّة، في وَجْهِ ما يُحَاكُ لمجتمَعَاتِنا العَربيَّةِ والإِسلامِيَّةِ مِنْ مُؤَامَراتٍ . وأشار إلى الانْتِهَاكَاتٍ مِنَ الدَّاخِل، وَالافْتِرَاءَاتٍ مِنَ الخَارِج التى يتعرض لها الإسلام والمسلمون، وقال إنهما يشكلان وَجْهَينِ لِعُملةٍ وَاحِدَة، هي تَشْوِيهُ صُورةِ الإسلام، وَكُلٌّ مِنهُما تُبَرِّرُ الأُخرى وَتُغَذِّيهَا على حِسَابِ الحَقِيقَةِ وَالحَقّ، وَلِذلِك، فإنَّ مُهِمَّتَنَا الأُولى، هي أنْ نُبَدِّدَ هذه الافْتِرَاءَات، وَأنْ نَتَصَدَّى لِهذهِ الانْتِهَاكَات بِالعِلمِ وَالمَنطِق، وَبِالحِوَارِ بِالتي هيَ أحْسَن. وبدوره، طالب الدكتور محمد مطر الكعبى رئيس الهيئة العامة للشئون الإسلامية والأوقاف فى أبو ظبى - أمام المؤتمر - بإصدار تشريعات قانونية لضبط الفتوى فى وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعى، ووضع ميثاق شرف من خلال منظمة المؤتمر الإسلامى لمنع غير المتخصصين بالتصدى للإفتاء مع تأهيل مفتين مميزين للقيام بمهمة الإفتاء على أن يستوعبوا الواقع ويقدموا منتجا فكريا يتفق والمتغيرات ويراعى الشريعة الإسلامية . وشدد الكعبى على ضرورة تحييد الفتوى عن التوجهات السياسية أو الحزبية، منتقدا تلك الفتاوى الشاذة غير المنضبطة والمعزولة عن سياق الدين والتى لا تناسب الزمان والمكان الحالى، مستعرضا تجربة الإمارات بضبط عملية الفتوى وقصرها على مركز الإفتاء وحظر الفتاوى فى الإعلام بدون مراجعة مركز الإفتاء والتركيز على التسامح ومواجهة الإرهاب، مطالبا بالاستفادة من تجربة بلاده . وأكد الدكتور محمد عبد الكريم العيسى أمين عام رابطة العالم الإسلامى - فى المؤتمر - أهمية مراعاة فتوى المنهج الإسلامى الوسطى والواقع الذى يعيشه المسلمون مع مراعاة التيسير والاهتمام بفقه الأولويات والجاليات الإسلامية بالعالم،وأشار إلى مهمة الفتوى فى توضيح الدين بلا تشدد والرفق بالناس ومراعاة احتياجاتهم منددا بالفتاوى الضالة التى تهدد أمن المجتمعات الإسلامية . يناقش المؤتمر - على مدار 3 أيام - دور الفتوى فى استقرار المجتمعات ويطلق 5 مبادرات جديدة بمنصة للإفتاء وبرامج لتدريب المفتين ومجلة اليكترونية باللغات الأجنبية للتواصل بين المفتين.