قدم للمكتبة العربية أكثر من ستين مجلد هو بحق باحث من طراز فذ ونادر موسوعي الكتابة والثقافة يجيد الفرنسية والانجليزية صاحب مدرسة في التحقيق الصحفي الوثائقي يكفي دراستة عن شهدي عطية الشافعي يكتب الكلمة كي تتكلم وحدها بمصدرها الصحيح كتب الرواية وفن المقال علي الطريقة الوثائقية خاض معارك ضد الاخوان وتوقع ثورة 30يونيو قبل ربع قرن اسس منهج في نقد السلام السياسي ثم حصل علي رسالة الدكتوراة في علم التأريخ السياسي إلي رحاب ربه ذهب الدكتور رفعت السعيد رئيس حزب التجمع الوحدوي السابق وأحد أهم مؤرخي الحركة الوطنية المصرية من اليسار عن عمر ناهز الخامسة والثمانين وهو ضمن خمسة كبار في القرن العشرين من عائلات سياسية مرموقة اختارت اليسار والانحياز للفقراء وكان والدة عضو مجلس النواب والقطب الوفدي الكبير والغريب في حياة رفعت السعيد كما كتب في مذكراتة عشقة لشخصية مصطفي النحاس وكان يراه أقرب إلي اليسار ووصفة بالزاهد الأعظم في تاريخ مصر وقد ورث حب النحاس عن والده السعيد باشا عضو مجلس النواب عن المنصورة وقد أحب وتعرف الدكتور رفعت السعيد على بابلو نيرودا شاعرشيلي العظيم ،وهو شيوعي اشتراكيا يؤمن بنظرية الحق الليبرالية و الديمقراطية وساهم في تكوينة الفكري ويكتب رفعت ويعترف فيقول لست قديسا ،ولا أدعي البراءة المسطحة ،ولا أزعم ذلك و .في مدينة المنصورة كان مولدي يوم بكت فيه مصر أمير شعرائها أحمد شوقي (11اكتوبر 1932)و"في شارع القهوجي تستقر ورشة عتيدة (هي ورشة ميكانيكية كان الفلاحون وأغنياء الريف يتراكمون فيها ليصلحوا كل ما يدور لديهم ،وابورات طحين ،ماكينات ضرب الأرز ،آلات حلج ،طلمبات ، وكان الجد المؤسس أسطى مرموقا في ورشة هي الأولى في كل الدلتامنذ عصر محمد علي وقد كانت لدي رفعت حالة إعجاب منذ الطفولة بابن خالة والده "يوسف بدير "الذي يكبره بسنوات عدة ،الذي تم اعتقاله لكونة شيوعي وابن خاتي كان مؤثرا على خيارات المستقبل عندي ويتحدث رفعت عن انقسامات حدتو،حين اعتقل أول مرة في أواخر الأربعينات ،وكان عمره وقتها لا يتجاوزالسادسة عشرة" وكان يرتدي( شورت قصير) داخل السجن وهو أصغر طفل يعتقل في الحقبة الملكية كلها وقال عن الحركة الشيوعة المصرية مالم لم يقله غيرة بصراحة جارحة وصادمة فيقول كان هؤلاء الناس مجموعات متشرذمة فكل واحد منهم يعتقد أنه يمتلك مطلق الصحة ثم يسرد رفعت السعيد مشاهداته في "معتقل الهايكست"أواخر الأربعينيات- وهي منطقة عسكرية"فالبلد تحارب إسرائيل والمنطقة عسكرية ،سيارة وحيدة كانت تحمل تصريحا للمرور هي سيارة الحاخامخانة اليهودية ،وهي سيارة نقل ضخمة تحضر كل يوم إلى عنبر المعتقلين الصهاينة ،تحمل لهم طعاما طازجا وملابس وصحفا وكل ما يحتاجون إليه (ولاحظت حتى وأنا طفل هذه المفارقة ،ولا حظت أيضا أن التصريح منح فقط لمعتقلي عنبر الصهاينة ،بينما كان هناك يهود شيوعيون في عنابر أخرى لم يحظوا بهذا الاهتمام "ويتعامل قومندان المعتقل ،وهو ضابط صعيدي اسمه عبد الحفيظ أبو ستيت ،بغلظة مع المعتقلين ،وكانت غلظته تتحول إلى أدب جم إذ يتعامل مع أوفاديا سالم المليونير وزعيم الصهيونيين في مصر ،وشاهدت بنفسي (وأنا أتردد على العيادة في عنبر"1"كيف كان أوفاديا باشا يجلس أنيقا ومترفعا على مكتب القومندان ".وكيف كان يحظى بمعاملة ترفيهية ،خاصة،ويذهب إلى منزله بسيارة القمندان نهارا ،ويعود في المساء،فأوفاديا سالم "هو ومن يمثلهم قد دفعوا لرئيس الوزراء رشوة كبيرة لتسهيل إجراءات ترحيل العديد من اليهود المصريين إلى الخارج ،تمهيدا لإرسالهم إلى إسرائيل ،والحجة التي استخدمها رئيس الوزراء كانت :تطهير مصر من اليهود . في النهاية رحل رفعت السعيد وتبقي رؤيتة وكتبة لمن يريد فهم أزمة اليسار والحركة الوطنية وكارثة الارهابين الاخوان .