" أبي لا أستطيع التنفس .. غبار الورش يخنقني " ،،، " أصبر يا بني لعل الله يبعث لنا الفرج و لعل صرختنا تصل للمسئولين" .... حوار عادة مايدور داخل كل أسرة حكم عليها بأن تعيش وسط ما يقرب من مائة و خمسون ورشة رخام ، و أن تحاصر بالأتربة و الغبار ليل نهار ، ففي ظل تواجد هذا الكم الكبير من الورش وسط منطقة سكنية وجد أهالي منطقة "الدريسة" بمحرم بك أنفسهم أمام خطر دائم يداهمهم و يداهم صحة أبنائهم نتيجة لإصابة معظم سكان المنطقة بأمراض الصدر و الربو ، و بالرغم من سعي المحافظة إلي إصدار قرار بنقل الورش خارج المناطق السكنية إلا أن فساد المحليات و عدم توفير أماكن بديلة ما ذال يقف حاجزا أمام تنفيذ تلك القرارات و يحاول الاهالي التعبير عن معانتهم اليومية مع غبار الورش الذي إمتلئت به صدورهم مؤكدين علي أن معظم الأهالي و أطفالهم يعانون من مشكلات بالغة في التنفس بسبب إصابتهم بأمراض الصدر و الحساسية بسبب ما يصدر عن تلك الورش من غبار ، و بالرغم من الأضرار التي يتسبب فيها أصحاب تلك الورش للأهالي إلا أنهم لم يكتفوا بما يملكونه من محلات و ورش و معارض حيث بدؤا في إحتلال المباني السكنية و ذلك من خلال إقناع بعض سكان الأدوار الأرضية ببيع شققهم لتتحول هذه الشقق في النهاية إلي معارض و ورش رخام ، و إن كانت الأمراض الصدرية هي أحدي الأضرار الناتجه عن تواجد هذه الورش وسط المباني السكنية فإنها ليست الوحيدة ، فأضرار الورش لا تتوقف عند هذا الحد بل أن الضوضاء التي تتسبب فيها أصوات الصواريخ ليل نهار تؤثر علي حياه السكان اليومية ، بالإضافة إلي المشكلات التي غالبا ما تحدث بين أهالي المنطقة و أصحاب الورش بسبب الضجيج و الإزعاج و يقول فتحي محمد 'مدرس' "لم نتقدم بأي شكاوي للحي علي الرغم من أن معظم هذه الورش غير حاصلة علي ترخيص كما أنها تفتقد لعوامل الأمن الصناعي ، و ما دفعنا لفعل ذلك هو إدراكنا بأننا حتي و لو قمنا بتقديم شكاوي فلن يتغير الأمر كثيرا ، فهناك بعض اللجان البيئية تقوم بالتفتيش علي المنطقة و لكن في غالب الأمر لا يفعلون شيئا حيث يقوم أصحاب الورش بتقديم رشاوي لهم في مقابل عدم كتابة تقارير تفيد بخطورة هذه الورش علي صحة المواطنين ، ليبقي الحال علي ما هو عليه و لنستمر نحن في معانتنا اليومية" في حين يقول أحمد سعيد "ليس لنا مطالب من المسئولين سوي تفعيل القانون علي كل الورش بالمنطقة لان كل يوم يمر يمرض اطفالنا و لا يستطيعون المذاكرة و تتهدد ارواحنا ، و ذنوبنا في رقبة المسئولين و علي راسهم محافظ الإسكندرية" ، مشيرا إلي أن الحل الوحيد لهذه المأساه التي يعاني منها الأهالي هو قطع المرافق عنهم مثل الكهرباء و المياة و الصرف الصحي ، هذا إلي جانب فرض غرامات باهظة عليهم لتلويثهم الهواء و ذلك لحين نقلهم خارج الكتلة السكنية و طالب عدد من الأهالي بضرورة ضغط المحافظة علي أصحاب هذه الورش لإقناعهم بتركيب مواتير شفط هواء بفلاتر تدخ تراب ورش الرخام في الماء الأمر الذي من الممكن أن يؤدي إلي تقليل الأضرار الناتجه عن غبار الورش ، كما طالب الأهالي أصحاب الورش بأن يضعوا مواعيد محددة للعمل تنتهي مع الساعة السادسة مساءا حتي يتمكن الطلبة من المذاكرة و يستريح المرضي داخل بيوتهم دون إزعاج