منذ قطع العلاقات بين مصر وإيران إثر توقيع مصر لمعاهدة السلام مع إسرائيل عام 1979 لم يتبادل أي من رؤساء مصر وإيران الزيارة حتى تولى الرئيس الإخواني محمد مرسي سدة الحكم ، حيث لم يتطلب الأمر سوى خمسة أشهر فقط كانت كافية لإذابة جليد تراكم خلال 34 عاما وإعادة الدفء إلى العلاقة بين البلدين ، زار مرسي طهران أواخر أغسطس 2012 لحضور قمة دول عدم الانحياز ليرد الرئيس الإيراني أحمدي نجاد بزيارة القاهرة أوائل فبراير 2013 لحضور القمة الإسلامية ويُستقبل في القاهرة بحفاوة الفاتحين ويقف مزهوا منتشيا رافعا شارة النصر، الأمر الذي شجع المرشد الأعلى للثورة الإيرانية " علي خامنئي" على دعوة الرئيس مرسي إلى تبنى " النموذج الإيراني" في رسالة بعث بها إليه عقب زيارة نجاد للقاهرة كما أوردت بعض المصادر..علاقة الإخوان المسلمين بإيران ليست بخافية على أحد فهي وثيقة وموثقة ، فبعد نجاح الثورة الإيرانية زار وفد إخواني من دول عدة طهران وهنأ بانتصار الثورة الإيرانية بل انه قيل أن الوفد قد فاوض الخميني على مبايعته كخليفة للمسلمين ، لم تنقطع علاقة الإخوان مع إيران بل امتدت من خلال الزيارات السرية والمعلنة واستقبال طهران لقيادات محسوبة على الإخوان كقادة حماس وعلى رأسها خالد مشعل الذي وقف في طهران يتغزل في الخميني و الثورة الإيرانية العملاقة التي نقلت إيران من حال إلى حال كما قال . لكن آفتنا النسيان .. هذا النظام وجماعته الذين فتحوا الباب على مصراعيه للإيرانيين هم الذين يروجون الآن للتقارب المصري الإيراني لضرب العلاقة المصرية الخليجية لا سيما مع السعودية ، باعتبارها رمانة الميزان للمنطقة ، وآخر أمل لهم في إفشاء الفوضى في كامل المنطقة ، تارة يزعمون أن مصر تزود الحوثيين بالسلاح وتارة يقولون أن القاهرة اتجهت للعراق تقربا لإيران .. وأخيرا أشاعوا أن القاهرة تتجه نحو إيران كبديل للسعودية في توريد النفط بعد توقف شركة ارامكوا عن تزويد القاهرة بالشحنات النفطية للشهر الثاني على التوالي وزعموا أن وزير النفط المصري طارق الملا قد زار إيران لهذا الغرض الأمر الذي نفته القاهرة جملة وتفصيلا .. الغريب أن تلقى ترهات الإخوان هذه صدى لدى البعض الذي أغفل حقيقة علاقة القاهرةبإيران التي كانت مخفضة إلى مكتب رعاية مصالح في الوقت الذي كانت الدول الخليجية ذاتها تقيم فيه علاقات مع طهران ، كما أغفل أيضا التصريحات المصرية المتكررة التي أكدت على أن علاقة القاهرةبطهران لم ولن تتغير طالما ظلت إيران تتدخل في الشأن العربي وهو ذات الموقف السعودي الذي عبر عنه سفير المملكة لدى الأممالمتحدة عبد الله المعلمي عندما سئل عن الأشياء التي يمكن أن تجعل المملكة تعيد العلاقات مع إيران فأجا ب قائلاً: "شيء بسيط جداً. أن تتوقف إيران وتكف عن التدخل في الشؤون الداخلية لدول أخرى، بما في ذلك شؤون بلدنا" .. فلمصلحة من إذن يعمل الإخوان ؟ ولمصلحة من يُروج البعض لأكاذيب الإخوان ؟ ولمصلحة من تُستهدف العلاقات المصرية السعودية ؟ ثقتي كبيرة في قادة البلدين ومن خلفهما الشعبين في قدرتهم على تفويت الفرصة على المتربصين بالبلدين وبالمنطقة بأسرها ..