كنت أول من كتب عن حروب الجيل الرابع بين طيات كتاب «الاحتلال المدني أسرار 25 يناير والمارينز الأمريكي» الصادر عام 2013، حينها خرج المغرضون والمتربصون يسفهون من حجم المؤامرة على مصر ويتهموننا بتبني نظرية المؤامرة رغم أنهم جزء أصيل من هذه المؤامرة . التسفيه من المؤامرة بطريقة حروب الجيص الرابع كانت عنوان مقالة لاحقة لمقالة أخرى من آحد نفايات 25 يناير بعد أن فُرضت علينا ابداعاته الفكرية ذات الروائح الكريهة بالقوة الجبرية لقوانين اليانكي الأمريكي المسيطرة على الصحافة المصرية المستقلة. فبأنشودة «بلال» للاه للاه للاه لعمنا الكوميدي أحمد آدم وب «فضل» هذه النفايات التى خرجت من بلاعات الست مجيدة الطاهرة، نعيد ونكرر دون كلل ومن منظور أكثر تأصيلا لتكتيكات حروب الجيل الرابع بوصفها خمس حروب متتالية مرت بها مصر التي طالتها نسائم الجيص العربي قبل أن تتساقط أوراقها على أعتاب الصمود للفراعنة. الحرب الأولى «حرب اللاعنف» لقائد قواتها جين شارب ميكافلي اللاعنف القرن الواحد والعشرين، صاحب نظريات وأسس المقاومة اللاعنيفة ضد الأنظمة الديكتاتورية ومؤسساتها الشرطية والعسكرية التى تضمن وجود هذه الانظمة على حساب تلك الشعوب المقهورة التي لم تكن سوى مجرد مستهلك للسلعة المقدمة في هذه الحرب، والمنتج هو قيم الديمقراطية الغربية بعد أن استهانوا بهذه الكتلة البشرية وحولوها لمجرد أرقام تُعد وتتحرك في الزمان والمكان المحدد سلفًا لتثور بحداقة دون أن تعلم هوية الخطوة القادمة، والتي حتما سيجني ثمارها سارقو الأوطان. والأهم أن أسس وقواعد هذه الحرب التي فُردت لها ساحات للتدريب داخل دكاكين الديمقراطية الأمريكية سوف ترتكز عليها كافة الحروب الأربعة التالية. «زعزعة الاستقرار» الحرب الثانية داخل مؤامرة الربيع العبري ويمكن أن نشير هنا إلى أحداث 25 يناير وحتى بيان تنحي مبارك 11 فبراير، إذ لم يكن المقصود هنا خلع رأس الدولة بقدر إسقاط المؤسسة الشرطية لزعزعة الاستقرار ومن ثمة يضمنون سقوط الدولة مثلما سقطت سوريا في هذه المرحلة من الحرب وكما علمهم ربهم الأعلي الجنرال جين شارب «إذا سقطت مؤسسات الدولة يسقط النظام لا محالة». إذن المقصود هو مؤسسات الدولة ولأنها لم تسقط بعد أن سلمها مبارك للجيش المصري العظيم فكان لزامًا عليهم الانتقال للحرب الثالثة في منظومة هذه الحروب. «الفوضى المنظمة»، العنوان الرئيسي للمرحلة الانتقالية بقيادة المشير حسين طنطاوي، وهنا يأتي دور هؤلاء النشطاء من المارينز الأمريكي على الأراضي المصرية خريجي دكاكين الديمقراطية الامريكية وقد عادوا للتو من الخارج مدججين بأسلحة الدمار الشامل في تحالف مع ميليشيات جماعة الإخوان الإرهابية وبدعم من خطوط الإمداد والتموين المقدمة بالمجان من المنظمات الحقوقية الدولية وبإعلام محلي مأجور يتحول هؤلاء إلى قوى ناعمة تعمل على إسقاط مؤسسات الدولة بنظامها السياسي ( التنفيذية - التشريعية - القضائية) والصورة الذهنية لا تزال حاضرة وتذكرنا بأحداث الفتنة الطائفية فى إمبابة مرورًا بالمقطم نهايةً بموقعة ماسبيرو الشهيرة ثم أحداث محمد محمود وحرق المجمع العلمي وحادث استاد بورسعيد وجمعة قندهار وجمعة على السلمى للدستور ومحاولات عرقلة لجنة الانتخابات الرئاسية نهاية بمحاولة إقتحام وزارة الدفاع. ولان كل هذه المؤامرات سقطت تحت أقدام طنطاوى ورفاقه الشجعان وقد سقطت ليبيا في هذه المرحلة من عمر حروب الجيل الرابع. فقد حانت لحظة الحرب الرابعة على مصر «صناعة الأزمة» توصيل الإخوان المسلمين لسُدة الحكم في مصر بمؤامرة عالمية اشتركت فيها كل قوى المعارضة والأحزاب السياسية ونشطاء السبوبة بمساندة إعلامية، هؤلاء من اقنعوا الشعب المصري بعصر الليمون. والغريب أنهم خرجوا علينا اليوم بدعوة وقوفهم بوجه الإخوان في ثورة 30 يونيو مثلما تدعي العاهرات الشرف أمام سجانها. «إفشال الدولة» الحرب الخامسة والأخيرة والأشرس والتي بدأت بسقوط الحكم الفاشي في مصر والمدهش في هذه الحرب ووفقًا لتعليمات شارب الأعلي، وجوب إعادة تنفيذ كل ما تعلموه من نظريات كتابه الشيطاني «من الديكتاتورية إلى الديمقراطية» وكأننا نعود لمربع رقم صفر مجددًا لتدور مصر في حلقة مفرغة داخل قواعد لعبة حروب اللاعنف - زعزعة الاستقرار - الفوضى المنظمة - صناعة الأزمات، فتفشل الدولة بضربات متلاحقة وسريعة. بالتأكيد نشطاء السبوبة حاضرون وبقوة مع اقرانهم من العصابة الإرهابية ولا تزال الآلة الإعلامية المأجورة بكتابها وصحافيها تقرض ببطء في جدران الدولة المصرية لزعزعة الاستقرار بعمليات إرهابية وعمليات الاغتيالات المتكررة لرجالات الجيش والشرطة. كما أن محاولات إثارة الفتنة الطائفية من حين لآخر وعمليات حرق المنشأت الهامة وعمليات تخريب محطات توليد الطاقة وخطط ارتفاع اسعار الدولار لترتفع معها اسعار السلع الرئيسية كلها محاولات لإحداث أزمات اجتماعية تقودهم للفوضى المنظمة. تفجير الطائرة الروسية فوق الأجواء المصرية ثم مقتل الشاب رجيني الإيطالى فحادث الطائرة المصرية المنكوبة الأخيرة كلها مفردات لصناعة الأزمة وإحراج مصر دبلوماسيًا ودوليًا. تلك هى حروب الجيص الرابع وهكذا ترى المؤامرة على مصر ليأتى هذا النكرة في مقالته السابقة منتقدًا قيادات الجيش المصرى الذى سمح لي بإلقاء محاضرة عن حروب الجيل الرابع داخل هذه المؤسسة العريقة ثم يعاود الانتقاد بمقالة جديدة بعد مرور عام على مقالته الأولى بتهكمه على السيد رئيس الجمهورية الذي تجرأ ونطق بعبارة حروب الجيل الرابع، متجاهلًا قضيته الأصلية التى تركها بين الأيادى الأمينة لأصدقائه الصهاينة ، قضية الأراضى المحتلة في فلسطين . كاتب جيوسياسي