يبدو أن المستبدين والخونة في بعض بلداننا العربية يعيشون ولا يموتون، فإذا ما اختفوا عن أنظارنا لفترة زمنية تجعلنا ننساهم وننسي شرورهم بعد أن خلعناهم وتجاوزنا خرابهم فإنهم سريعا ما يعودون إلينا مرة أخري لكي يستبدوا بنا ويؤخروا أوطاننا ويستبيحوا ثرواتنا ومقدراتنا لأنفسهم فيستفحلوا ويخونوا لصالح أعدائنا وأعداء أمتنا، ولا يموت إلا الشرفاء والمخلصين من رجالنا ورموزنا الذين لن ينساهم التاريخ، ومثال ذلك كان عبد الله صالح الذي عاد بعد عزله وحرقه ليتآمر مع ميلشيا الحوثيين بمساندة من إيران لينقلب علي الشرعية وعلي كل الاتفاقات والقوانين الدولية المبرمة ليشعل الحرب والخراب والدمار في المنطقة لتأتي علي الشعب اليمني الذي كان تصور أنه أزاح الغمة ووقف حرا علي الطريق لينهض ويرتقي ببلده ويعيدها قوية وعفية لأمتها العربية، وها هو مستبد وخائن آخر بدأ في الظهور في الساحة العراقية وهو نور المالكي الذي تم خلعه بمباركة أمريكية بعد أن أدي خدماته لها علي حساب مصالح الشعب العراقي تاركا العراق في فوضي وخراب وتفجيرات وفتن طائفية ومذهبية وتصفيات طالت أماكن السنة وصولا إلي ضياع الموصل في قبضة داعش وغيرها من التنظيمات الإرهابية التي انتشرت في عهده واستولت علي أكبر وأقوي المحافظاتالعراقية، بل وتاركا الشعب العراقي يعاني الخراب والأزمات الاقتصادية الخانقة برغم أمواله ومقدراته الطائلة التي استولي عليها المالكي مما أدي إلي إضعاف جميع المؤسسات العراقية وعلي رأسها المؤسسة العسكرية التي انسحبت أمام التنظيمات الإرهابية بشمال العراق ثم المؤسسة الشرطية التي جعلها خربة وعاجزة أمام التفجيرات الانتحارية التي طالت الأبرياء والمؤسسات العراقية لينجح المالكي في تحويل العراق لبقعة من الفوضي الخلاقة كما أرادت أمريكا حتي رمته في لحظة مصيرية استفاق فيها الشعب العراقي واختار حكومته برئاسة حيدر العبادي الذي يسعي منذ توليه السلطة لاسترداد الأمن في البلاد واستعادة الأراضي العراقية من قبضة تنظيم داعش الإرهابي ومعالجة الأزمات العراقية لنهضة العراق واستعادته معافي في ساحته العربية والدولية برغم ما يتعرض له من أزمات ومصاعب وخيانات تآمرية داخلية تعمل بأيادي إيرانية لكي تجعل العراق في قبضتها عن طريق الفتن المذهبية وتصدير أفكار ومبادئ الثورة الإيرانية عن طريق المرشد والحرس الثوري بمساندة من قيادات خائنة ومنها المالكي الذي بدأ حربه الباردة مع حيدر العبادي ومستغلا هذه الأيام التظاهرات العراقية في بغداد وغيرها من أجل تحسين الأحوال المعيشية للشعب العراقي ومحاربة الفساد والفاسدين والدعوة من أجل التغيير والإصلاح الذي يتبناه رئيس الحكومة والبرلمان العراقي، فهاهو المالكي يظهر بقوته وأمواله وخونته حتي يقوم في تلك المرحلة العصيبة التي تعيشها العراق ومنها أزماتها الداخلية والأمنية ومحاربتها للتنظيمات الإرهابية لاستعادة الأنبار ليزور خلالها المالكي إيران لمقابلة المرشد خامنئي من أجل تنفيذ المخطط الشيطاني الإيراني في العراق كما سبق تنفيذه باليمن ومستغلا تلك التوترات الداخلية ليفعل بالعراق كما فعل صالح و الحوثيين باليمن لكي ينقلب علي الشرعية بالاعتماد علي الفتنة الطائفية والخونة من الشعب العراقي ومن رجاله الفاسدين وبمباركة إيرانية من أجل مصالحها التي تسعي للهيمنة علي البلدان العربي، وما يحدث من خيانات وترتيبات تآمرية الآن بالعراق يشير إلي أن حكومة العبادي في خطر بعد عودة المالكي علي هذا النحو ليعلن تصريحاته التحريضية التي تدعو إلي الفتنة بالمنطقة ومنها إيقاع الفتنة بين أكراد العراق والسلطات التركية مستغلا الأزمات المشتعلة بين تلك الأطراف الآن ناهيك عن لعبته الشيطانية القديمة التي أحدثت الفتنة والشقاق والاقتتال والأحقاد بين مكونات الشعب العراقي وبخاصة بين الشيعة والسنة بأمر من إيران وهو الأمر الذي يدعو للخوف والقلق من ظهور هذا الخائن ليلعب في بحيرة العراق ليعكر صفوها مرة أخري، فهل ينتبه العبادي والعلاوي والجيش العراقي الحر والمخلصين من أبناء الشعب العراقي تجاه هذا المخطط المالكي الإيراني قبل فوات الأوان؟