اهتمت الصحف المصرية الصادرة صباح اليوم في المقام الاول بموجة البرد وسوء الأحوال الجوية التي داهمت المصريين والدول العربية علي حين غفلة وتسببت في معاناة وخسائر لا حصر لها, , فلقد اشارت صحيفة الاخبار إلي ان الموجة السيئة ادت لتلف المحاصيل الزراعية, وحوادث علي الطرق وارتفاع اسعار البوتاجاز واشتعال اسعار الخضر والفاكهة, كما ادت إلي ملازمة الكثيرين بيوتهم ايثارا للدفء, , في الوقت الذي يؤدي فيه ابنائنا الطلاب الامتحانات تحت حصار البرد القارس, , هذا علي مستوي مصر اما علي مستوي الدول المحيطة في الشرق الاوسط فنشيد بأفتتاحية اليوم السابع التي تحدثت عن معاناة اللاجئين السوريين والبرد, , وقالت الصحيفة انه مع موجة الصقيع القاتلة التي تتعرض لها المنطقة تقفز صور اللاجئين السوريين ومنها صور اطفال ورجال ونساء لاشئ يحميهم من البرد ولا غطاء علي اجسادهم بخلاف اطفالا ماتوا متجمدين من شدة البرودة وهكذا تبعث الاوضاع في سوريا كما ذكرت الصحيفة 'برسالة ادانة ' للمجتمع الدولي بأكمله ولكل الذين ساهموا في تأجيج الوضع في سوريا وقالت ان الشعب السوري وحده هو من يدفع الثمن في الوقت الذي لم يهتز 'الضمير الانساني' امام الصور التي تعرضها وسائل الاعلام علي مدار الساعة لهؤلاء الضحايا. الاهتمام الثاني كان للصحف المصرية والمصريين ينصب علي الذعر الذي اجتاح العالم في اعقاب الهجمات الارهابية الاخيرة علي فرنسا بينما تعاني مصر والمنطقة من ويلاته منذ اكثر من اربع سنوات مضت, , ولم يحرك العالم ساكنا وقتها حتي وصل الارهاب إلي اراضيه, , كما حذرهم الرئيس السيسي والان تطالعنا صحف عالمية 'واشنطون تايمز' وتقول ان علي الولاياتالمتحدة ان تتعلم من مصر كيفية هزيمة الارهاب, حيث حذرت الصحيفة من الجهاد الاسلامي الاصولي ودعت'اوباما' للتعلم من ' السيسي' الذي يخاطر بحياته بينما'اوباما' يتجمل امام الجماهير, , علي حد قولها واشادت الصحيفة بالحملة التي يقودها الرئيس المصري لأعادة الروح السمحة للمسلمين وتجديد الخطاب الديني, , كما نشرت صحف اليوم دعوة الرئيس الفرنسي هولاند وزعماء اوروبا لمليونية فرنسية ضد الارهاب اليوم الاحد في اكبر ميادين باريس يشارك فيها الرئيس الفرنسي هولاند وميراكل مستشارة المانيا والقيادات السياسية والوزراء ووجهوا الدعوة للعالم بأثره للمشاركة في اعقاب الهجمات الارهابية علي فرنسا ومقتل العشرات في اعقاب الهجوم علي صحيفة شارل ايبدو. علي غرار ما فعله المصريون من قبل حين طلب منهم الرئيس السيسي النزول لأعطائه تفويض بمواجهة الارهاب ورفضهم له في26 يوليو 2013 ونزل المصريون بالملايين استجابة له, , وكأن العالم وعي الدرس اخيرا وتعلم من المصريين بما عهد عنهم من كونهم دائما يعلمون العالم. حتي ان النشطاء باتوا علي مواقع التواصل الاجتماعي يتندرون بقولهم انه بقي علي الرئيس الفرنسي ان يخاطب شعبه بأنهم نور عينيه كما فعل الرئيس السيسي. كما اهتمت الصحف المصرية بالزيارة التي قام بها الرئيس السيسي لدار القضاء العالي بالامس والتي شارك فيها القضاة احتفالهم بعيد القضاء واشاد بدورهم الكبير التاريخي وشدد علي استقلال السلطة القضائية, , وتعد تحركات الرئيس السيسي في الاسابيع الاخيرة نقلة نوعية تعبر عن شجاعة هذا الرجل وهو ما اشارت أليه الزميلة اسراء حامد في جريدة الوطن حين قالت ان 'السيسي ' يخلع ثوب 'الماسة ' بزيارة'الكتدرائية' ودار القضاء, , حيث اشارت الزميلة إلي التعليقات الساخرة التي كانت تطلق من قبل نشطاء وجماعات دينية محظورة لتنال من قدر الرئيس وتفترض تحركه في اضيق الحدود خوفا علي حياته, , منذ 30 يونيو ''وبات تطاولهم يصل إلي قول'هيحقق لنا الامان إزاي وهو مستهدف وعايز اللي يأمنه '.ليأتي رد الرئيس العملي علي هؤلاء وادعاءاتهم ويخلف الرئيس ظنونهم بسلسلة زيارات بدأ من الزيارة التي قام بها في مستهل فترة رئاسته بزيارة 'ضحية التحرش', مرورا بتهنئة الاقباط بعيدهم في مقر الكتدرائية بالعباسية وصولا لتهنئة القضاة في مقر دار القضاء بالامس, , الرئيس بزيارته تلك وضع حدا للأقاويل والشائعات المثارة عن تحركاته المحدودة وبات يقترب من الناس فأحبط محاولات تصيد الاخطاء له وضحد الاقاويل عن مخاطبة شعبه عن بعد, , كما اهتمت الصحف بزيارة بطريرك اثيوبيا لمصر والدور الذي يمكن ان تلعبه هذه الزيارة في تقريب وجهات النظر بين مصر واثيوبيا وهو ما تنعكس اثاره علي حل مشكلة سد النهضة, , خاصة مع تصريحات البطريرك بأن سوء التفاهم مع مصر 'عابر ' وان الشوائب والخلافات السابقة ذابت للأبد وذلك في تصريحات له اثناء لقاؤه مع البابا تواضروس بابا الاسكندرية ورئيس الوزراء محلب بالامس. كما اهتمت الصحف بقرار وزير الزراعة برفع الدعم عن القطن المصري وهو ماتسبب في ردود افعال غاضبة من قبل الفلاحين المصريين وكتبت صحيفة الاخبار ردود افعال الفلاحين الغاضبة وانعكاس القرار علي تشريد اكثر من نصف مليون عامل في مجال الغزل والنسيج ومن هنا نقرأ مقالا للأستاذ عبد المحسن سلامة في الاهرام بعنوان حرق' الفلاحين' ودعم' الباشوات ' والذي يتحدث فيه عن ازمات الفلاحين المصريين, بدأ من قانون تحرير العلاقة بين المالك والمستأجر في التسعينات والذي انهي العلاقة الإيجارية في الاراضي الزراعية وانتصر للملاك علي حساب المستأجرين.. مما دفع العديد من العمالة الزراعية لهجرة الزراعة واتجاهها للبحث عن مورد رزق اخر بالاضافة إلي ارتفاع اسعار الاسمدة ومشاكل المياه ومن ثم باتت الزراعة مهنة غير مربحة, , وكانت النتيجة توسيع رقعة التعدي علي الاراضي الزراعية والحكومات تكتفي بالفرجة, , وحتي حينما تصدر الحكومة قانون بتجريم التعدي علي الاراضي الزراعية يزداد التعدي قبل ظهور القانون كما يقول الاستاذ عبد المحسن سلامة, , واشاد بالدور الذي قام به رئيس الوزراء الاسبق كمال الجنزوري حين احال المخالفات والتعديات علي الاراضي الزراعية إلي 'الحاكم العسكري' فتوقفت التعديات طوال فترة وجودها, , وانه من الضروري وجود قانون صارم ولا تكتفي الحكومة بمجرد التصريحات, , ونهاية بقرار وزير الزراعة الاخير برفع الدعم عن محصول القطن وتركه للعرض والطلب, مما يعني هروب المزارعين من زراعته بسبب ارتفاع تكلفته, مما يهدد بخروج القطن المصري من اسواق القطن العالمية التي احتلتها دول اخري بعد ان كان القطن المصري هو السيد لسنوات طويلة مضت.