مدينة أم درمان بالسودان من أهم وأقدم المدن السودانية، فهي تقع في ولاية الخرطوم علي طول الضفة الغربية لكل من نهر النيل والنيل الأبيض قبالة مدينة الخرطوم وتعتبر من أكبر المدن وأشهرها علي الإطلاق وتعتبر العاصمة الوطنية للسودان، كما تكتب أحيانا ' أمد رمان ' ويطلق عليها أم در بحسب موسوعة الويكيبيديا. تتميز المدينة بموقع متميز وتكثر بها الأماكن الأثرية والدينية وتعتبر مقر دعوة محمد أحمد المهدي، وفيها دارت معركة أم درمان الشهيرة ضد المستعمر البريطاني، وتنتشر بها الصناعات التقليدية وبها الكثير من الأماكن الخدمية والثقافية، ويقام بها الكثير من الأسواق الشعبية ذات المظاهر الفلكلورية وفوق ذلك يوجد بها إقامة لحلقات الدراويش وعروض الإنشاد الديني والمدائح النبوية احتفالا بالمناسبات الدينية الإسلامية كمولد الرسول ' ص' والإسراء والمعراج والأعياد، والاحتفال بالصحابة وآل البيت وأولياء الله الصالحين مع انتشار كبير للأضرحة مما يجعلها مكانا مميزا لاستقبال السائحين وبخاصة من أوروبا ودول الشمال بها مع وفود بعضا من ممثلي المؤسسات الدولية. وفي مدينة أم درمان يحتفل أهلها من كل عام احتفالا كبيرا للمولد النبوي الشريف ويقام الاحتفال مع بداية حلول شهر ربيع الأول وتستمر الاحتفالات حتي يوم الثاني عشر من ربيع الأول وفيها يبلغ الاحتفال ذروته ويستمر مع الإنشاد والمديح حتي وقت متأخر من الليل، وقد بدأ الاحتفال هذا العام من خلال الزفة الكبيرة التي يشارك فيها أهل السودان وأهل مدينة أم درمان من خلال مشاركة الرجال والنساء والأطفال مع وجود كبير لممثلي الطرق الصوفية الكثيرة بالسودان والذين يحضرون بملابسهم المميزة ومعهم البيارق والأعلام بألوانها المختلفة وآياتها الدينية مع الطبول والدفوف والسيوف للمشاركة في الزفة الكبيرة التي تجوب شوارع أم درمان يتقدمها عازفي الموسيقي من رجال القوات المسلحة والشرطة السودانية وحضور كبير من ممثلي رئاسة الدولة والحكومة السودانية ورموز الحركة الدينية والثقافية وكبار رموز الحركة الصوفية والأتباع والمريدين ويستمرون جميعا في السير داخل المدينة مع حالة من الفرح والزغاريد ابتهاجا واحتفالا بمولد المصطفي 'ص '. وعادة يقام الحفل في منطقة الخليفة بأم درمان وهو المكان الرئيسي الذي ينتصب طوال الأيام للاحتفال بالمولد وتوجد به أماكن لبيع الحلوي بأصنافها المختلفة وعدد من البائعين الجائلين وأصحاب الحرف المختلفة، وتقدم الأطعمة والمأكولات من خلال خيم الطرق الصوفية المقامة من أجل الضيوف والغرباء مما يدل علي الكرم والجود عند أهل السودان لتأتي تلك الظاهرة فلكلورية بامتياز بسبب أنها مازالت مستمرة علي فطرتها وطبيعتها بعكس تغير الظاهرة وتقلصها نسبيا في المدن العربية الأخري وبخاصة في مصر التي كانت تتميز بشهرتها مع كامل مدنها وقرراها بإقامة الاحتفالات والموالد الدينية المختلفة، ولكن ظلت الظاهرة وحتي الآن مستمرة في مدينة أم درمان التي تتمتع بهذا التميز وتلك الاحتفالية الكبيرة التي تنطلق منها الزفة في أكثر الأماكن شهرة في مدينة أم درمان مع التهليل والتكبير وسرد الأشعار الصوفية المتميزة طوال الزفة ولهذا فلن تستطيع قوي الردة والظلامية بسبب تماسك الطرق الصوفية وتماسك نسيج المجتمع السوداني من أن تنال من تلك الاحتفالات من خلال مفهومها التكفيري وبسبب أصالة ظاهرة الاحتفالات الدينية بالسودان التي ترجع إلي عهود قديمة وإلي عهود الصحابة والعلماء الأجلاء الذين نشروا تعاليم الدين السمحة في هذا البلد الطيب وحبهم للرسول وحبهم للإسلام وترابطهم الاجتماعي الذي يدل علي المحبة والتآخي والترابط الاجتماعي ومفهومهم السليم ومزاوجتهم للنصيب من الدنيا والعمل للآخرة.