جين آدمز الفيلسوفة الأمريكية نصيرة السلام الصلبة

'ربما من الجيّد أن الحياة لفتت نظري في مرحلة مُبكرة إلي ألغازها الأكثر صعوبة وظلمة، كنت بحاجة ماسة إلي التعرّف علي منطق الحياة من منطلق ذلك الظلم الغير قابل للشرح الذي يجب علينا جميعا أن نتحمله، وأن نعرفه جيدا'
كلمات رددتها وآمنت بها الفيلسوفة الأمريكية جين آدمز التي ولدت في في سيدارفيل، إلينوي في 6 سبتمبر عام 1860، وتوفيت والدتها عندما كان عمرها سنتين، تخرجت من مدرسة روكفورد في عام 1881، وتوفي والدها في نفس العام، تعد آدمز من أوائل الرواد الذين قادوا مسيرة العمل الاجتماعي في الولايات المتحدة الأمريكية.
أنشأت آدمز 'هال هاوس' المؤسسة الاجتماعية المعروفة في جميع أنحاء العالم، وتقول في ذلك 'كان يؤرقني كثيرا مشهد الأطفال الصغار وهم يساقون للسجون بتهم سرقة الطعام لتدفئة أجسامهم العارية في شوارع المدن الأمريكية، ويؤرقني غياب الحماية القانونية لهم في ظلّ استغلال أصحاب المصانع، ولعلّ هذا ما دفعني إلي افتتاح مؤسسة 'هال هاوس' في أحد أحياء شيكاغو الفقيرة بالتعاون مع صديقتي 'ايلين غايتس'، كنت أحاول من خلالها تحسين ظروف الحياة غير الجديرة بالبشر، واتجهت سريعا إلي المؤسسة الوحيدة للخدمات الاجتماعية في إنجلترا ' توينبي هل' لتعزيز مكانتنا وظروفنا، فمهما كانت الصعوبات وخيبات الأمل التي قد تكون في انتظاري في أوساط الفقراء كبيرة، إلا أنني سأكتسب شرف المحاولة لتحقيق مثلي الأعلي ألا وهو تحقيق العدالة موضع التنفيذ'
كما كانت تقول 'رغم افتقارنا إلي المال إلا أننا كنا أغنياء بإرادتنا ومثابرتنا وعزيمتنا، كنا واثقين علي الدوام بأننا سنحصل علي الاعتمادات المالية الضرورية ما أن يتم تكييف فكرة مؤسسة الإنعاش تماما مع متطلبات الواقع، وبت أسعي إلي تدبير أموري الحياتية اليومية بما يمليه علي ضميري لتنفيذ أهدافي، بت مثالاً للعمل بين المهاجرين الذين بدؤوا بالتوحْد بعد سنوات من الفرقة والعزلة، وإبّان اندلاع الحرب الإسبانية الأمريكية 1898، انضممت إلي الرابطة المناهضة للإمبريالية بشيكاغو ووقعت في خصام مع الرئيس ثيودور روزفلت الذي دعمته لاحقا في حملته الانتخابية عام 1912، فنصيرة السلام الصلبة' كما كان يدعوني' لم تكن تشاطره أفكاره السياسية وتأييده للحرب، حينها خاب ظني بالسياسيين، لكنني سرعان ما استجمعت قواي وجعلتها فرصتي لإكمال المساعي نحو السلام وتحقيق العدالة الاجتماعية رغم إحساسي بتخلي العالم عني'، حصلت آدمز علي جائزة نوبل للسلام عام 1931 مناصفة مع نيكولاس موراي باتلر رئيس جامعة كولومبيا بنيويورك، وتوفيت في 21 مايو 1935.