يبدو أن العدوي قد انتقلت من الحاجة زينب الغزالي إلي كتَّاب سيرتها.. فشطحوا ما شاء لهم خيالهم أن يشطحوا، ويبالغوا.. ويسيروا وراء أوهامهم.. وقد اعتادوا من فرط البلاهة.. أو اعتياد الكذب أن يفتتحوا كتاباتهم عنها بالقول الكذوب 'طلبها جمال عبد الناصر يومًا لمقابلته.. فرفضت.. فكانت بداية العداوة بينهما.. لأنها قالت لرسول الرئيس: أنا لا أصافح يدًا تلوثت بدماء.. فدخلت السجن وتعرضت للتعذيب الشديد.. ولكن هذا لم يردعها عن مطالب حزبها الإسلامي بإعادة مبدأ الشوري في الحكم'.. وبعضهم يفضل افتتاح الحديث عنها بحكايتها مع زوجها رجل الأعمال.. ولم تكن زوجته الأولي، ولا حتي زوجته والثانية.. بل كانت الزوجة الثالثة.. وقد اشترطت عليه ضمن ما اشترطت عندما أراد أن يتزوجها: ألا يطلق أيا من زوجتيه، وأن يقسم حياته بين الثلاثة بالعدل المستطاع، وألا يفضلها علي زوجتيه.. حتي أنه بعد أن توفي ظلت ترعي زوجتيه، وتبرهما.. والبعض الثالث من كتاب سيرة زينب الغزالي يفضل أن يبدأها بقصة مثيرة.. حيث وجدت زينب نفسها بعد الخروج من السجن في أزمة مالية صعبة.. بعد وفاة زوجها.. وكانت شقيقتها التي تعيش معها قد اضطرت للانفاق علي احتياجاتها في السجن أن تبيع أثاث منزلها قطعة قطعة حتي توفر للحاجة زينب أعباء الزيارة في السجن من طعام ودواء وغير ذلك.. وعندما تم الافراج عنها بعد تدخل الملك فيصل لدي السادات كانت شقيقتها قد باعت آخر سجادة في البيت.. ولم يقل لنا الكذابون أين كان أخوتها الكثيرون وهم من الميسورين والمعروفين بالترابط والتكافل.. بل لم يقولوا لنا شيئًا عن فيللتها ذات الطوابق الثلاثة والحديقة الغناء في مدينة الضباط بالحي الخامس بمصر الجديدة، والتي قامت بشراء الأرض التي بنيت عليها أوائل الستينيات وتم بناؤها علي خير ما يكون حيث عاشت في الدور الأول الذي تحيط به حديقة خاصة.. وقامت بتأجير الدورين الأول والثاني للسكني.. بل لم يقولوا لنا شيئًا عن أموال الإخوان التي يصعب حصرها. وإذا كان كتاب سيرتها قد مارسوا الكذب والتزييف.. فقد كانت الحاجة زينب الغزالي رائدتهم في ذلك.. وقد ملأت الدنيا بقصص تعذيبها الوهمية.. والافتئات علي جمال عبد الناصر شخصيًا.. والذي صورته جبارًا متفرغًا لإيذائها.. وكأن لم يقم بثورته إلا من أجل اضطهادها وتعذيبها.. وفي كتابها الزائف 'أيام من حياتي' تقول إن جمال عبد الناصر قد جلدها وأمر بجلدها 500 جلدة 6 مرات، 250 جلدة مرة واحدة.. وقام بتعليقها علي أعمدة من الحديد 11 مرة.. وضربها بالسياط مرات متفرقة 46 مرة.. ووضعوها في غرف الكلاب المسعورة 9 مرات.. وتركوها بلا طعام أو ماء 6 أيام متتالية.. ادخلوها زنازين الماء القذرة 5 مرات.. وغرف النار 3 مرات. تقول 'الداعية الإسلامية زينب الغزالي' إنهم ادخلوها غرفة مليئة بالكلاب المسعورة لمدة ثلاث ساعات ظلت الكلاب خلالها تنهش جسدها.. لم تترك أنيابها المسعورة أي موضع فيه.. ثم أخرجوها فإذا هي سليمة تمامًا والثياب ناصعة البياض لم تتسخ.. وكأن 'نابا واحدًا لم ينبس في جسدي'. وتقول: إنه في بعض المرات كان يقوم عشرة رجال بجلدها.. مستخدمين سياطًا تظل الليل بأكمله في زيت يغلي!! أما أحاديثها عن محاولات فعل الفحشاء معها داخل السجن فلا يصدقها حتي المجانين.. ففي المرة الأولي.. أدخلوا عليها وحشًا في صورة جندي وأغلقوا عليهما الزنزانة.. فتحول الوحش في لحظة إلي كائن وديع 'لا تخافي يا خالة.. لن أوذيك ولو قطعوني'.. ولما فتحوا الزنزانة أعدموه فورًا.. لخيانته. وفي مرة.. أعدوا لها حفنة من الجنود لافتراسها.. سقوهم الخمر والحشيش.. وقدموا لهم ما يشتهون من طعام.. وحقنوهم في المستشفي ليصبحوا مثل 'الكلاب السعرانة'.. ولكنهم فشلوا في مهمتهم.. كما تؤكد الداعية الإسلامية الكبيرة. وعشرات الوقائع والأكاذيب ملأت بها كتابها الذي أعدته عام 1978 بعد أن تغير الزمن.. ودخلت مصر في دورة زمنية خاطئة.. يقول اللواء فؤاد علام مسئول أمن الدولة وقتها.. في كتابه 'الإخوان.. وأنا' إنها ذكرت دون أن يرمش لها جفن أن جمال عبد الناصر أمر بتعذيبها 'بأمر الرئيس جمال عبد الناصر يتم تعذيب زينب الغزالي الجبيلي فوق تعذيب الرجال' التوقيع: جمال عبد الناصر.. وعلي الخطاب خاتم شعار الدولة الخاص برئاسة الجمهورية.. ولا يوجد شيء اسمه خاتم شعار الدولة الخاص بالرئاسة.. ويقول إنها ذكرت أن المباحث العامة أكرهت بعض السيدات قبل الثورة للانفصال عن جمعية السيدات المسلمات التي أسستها.. والمعروف أن المباحث العامة تم تشكيلها بعد ثورة يوليو 1952 بعدة شهور. والمدهش أن كتابها المشار إليه والمملوء بالأكاذيب والأوهام والخيالات الجامحة أصبحت 'وثيقة هامة' في نظر بعض 'الهياكل' الإخوانية المعدودة.. والتي يصدقها بعض البسطاء.. وأن الأكاذيب التي لا يصدقها عقل.. والتي أطلقها خيال 'الحاجة' التي كان من الممكن.. لو عرفت طريقها جيدًا.. أن تصبح من كبار مؤلفي الرعب.. وكتاب القصص الخيالية الموغلة في ارتياد المجهول. وربما لم يفطن 'الإخوان' وسط تلال الأكاذيب التي مارسوها ويمارسونها حتي الآن أن الكلمات القليلة الصادقة، والقريبة من الصدق.. هي التي قالتها زينب الغزالي في معرض التفاخر 'الكاذب أيضًا' بأعمالها وانجازاتها.. واعترافاتها.. وهو ما سوف نتعرف عليه بإذن الله.. ومازلنا مع 'الحاجة زينب الغزالي الجبيلي'.