مصطفى رجب اثناء حواره مع الأخبار بيت العائلة المصرية.. كيان يجمع المصريين بصرف النظر عن انتماءاتهم السياسية أو الدينية. هو المكان الذي يجمع المصريين في اطار المواطنة.. الان أصبح اسم بيت العائلة هو بيت المصريين في كل مكان في العالم. في لندن أكثر من 003 ألف مصري.. كان لابد من مكان لائق يجمعهم.. بادر مصطفي رجب المغترب المصري في لندن بإنشاء ناد يجمعهم.. وعندما عرض علي الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر ان يقوم بافتتاحه وافق بشرط أن يكون اسمه بيت العائلة المصرية. كيف يعيش المصريون في لندن.. وكيف استقبلوا ثورة الشعب في مصر.. وما هي رؤيتهم لمصر.. كان هذا الحوار مع مصطفي رجب. من وراء فكرة انشاء هذا البيت وأهدافه وحتي أنشأ وطبيعة العضوية فيه؟! كانت هناك حاجة ماسة لوجود مكان يليق بالوجود المصري في بريطانيا ولذلك اتفقت مجموعة من رجال الاعمال المصريين في بريطانيا مع الاشتراك في وجود هذا المكان وتم بالفعل وجود مكان مناسب في وسط العاصمة بجوار مبني BB.CJJ وملعب كوينز.. بارك رينيجر لكرة القدم وتم تجهيزه من مطعم يضم 002 كرسي وصالة للحفلات وكافيتريا خارجية و81 غرفة سكنية وتم الاتفاق علي تسميته (بالنادي المصري) في لندن وفي اثناء احداث كنيسة القديسين بالاسكندرية وفي لقاء فضيلة الامام الاكبر الدكتور احمد الطيب دعوناه للافتتاح النادي المصري بلندن وقبل الدعوة علي شرط ألا يكون اسمه النادي المصري ولا مقر الجالية وإنما يكون اسمه (بيت العائلة المصرية) في لندن امتدادات لبيت العائلة المصرية في مصر وتم الاتفاق علي الافتتاح في 03 يناير 1102 ولكن حالت الثورة دون ذلك. كم وصلت نسبة مشاركة المصريين في لندن الانتخابات الاخيرة؟! للأسف الشديد النسبة ضئيلة فالوجود المصري في بريطانيا 000003 والعدد الذي سجل فعليا 0004 ولكن لا نريد ان يظلمنا أحد علي ضآلة العدد فنحن واجهنا الكثير من العقبات التي حالت بيننا وبين التسجيل للانتخاب وهذه النسبة لا تعبر عن رغبة جميع المصريين هناك في المشاركة. هل قامت السفارة المصرية بتسهيل اجراءات تسجيل المصريين للمشاركة في الانتخابات؟! عاشت السفارة المصرية حالة حرج شديد لاتهام الجالية المصرية لهم هناك بتواطئهم وتبعيتهم للنظام ومساندته علي حساب الشعب المصري ولكن علي النحو الآخر بذل السفير المصري قصاره جهده للتلاحم مع الجالية في محاولة لتسهيل أي عقبات نواجهها لمحاولة اثبات عكس تبعيتهم العمياء للنظام التي واجهها من الجالية. وعلي صعيد الانتخابات السفارة في تواصل دائم مع ابناء الجالية قبيل الانتخابات لتعريفهم بالاجراءات اللازمة من اجل المشاركة ولكن للأسف الشديد ضيق الوقت لم يسمح بالتنظيم ولم يسمح لنا بالمشاركة الفعالة التي تتوافق مع هذا الحدث الديموقراطي العظيم. ما المهام التي يقوم بها بيت العائلة لخدمة المغتربين في بريطانيا فقط؟ بالرغم ان تأتي إلينا بعض المشاكل والقضايا من ابناء مصر بإننا نتعامل معها فورا ونساعد في حل كل المشاكل التي يعاني منها المصريون مثل فقد الابناء أو انقطعت الصلة بينهم وبين ابنائهم أو قضايا قانونية متعلقة بالاقامة في بريطانيا فنحن نحاول المساعدة بقدر الامكان. كيف اقترح عليك شيخ الازهر تعيد أسم البيت المصري الي بيت العائلة؟ فيما اعتقد انها تبعث من فكرة بيت العائلة المصرية في مصر واعتقد ان فضيلة الامام يرغب تعميم ذلك في كل البلدان ليكون الرابط مع بيت العائلة في مصر. هل انقطعت علاقتك بمصر قبل الثورة وبعدها؟ لم تنقطع علاقتي بمصر ابدا ولن تنقطع. وكيف تعبر عن ما تمر به مصر الآن من مشاكل؟ نعتبر ان ما تمر به مصر الآن هو شيء طبيعي نظرا للتراكمات الكثيرة التي نتجت من تصرفات الانظمة السابقة كل هذه التراكمات نحصد ثمارها الآن في اشكال مختلفة ما في تصورك.. ما هو دور المغتربين المصريين للوقوف مع مصر في أزماتها الحالية؟ يجب ان يحاول كل مصري من موقعه ان يقدم ما يستطيع من خدمات ومساعدات للاسهام في مرور مصر من أزماتها الحالية.. ونحن في بريطانيا قد تقدمنا بطلبات للبرلمان الانجليزي عن طريق اعضائه للمطالبة بتجميد اموال جميع عناصر النظام السابق وعدم السماح والهاربين من مصر للاقامة في بريطانيا.. وعقدت عدة مؤتمرات اجتماعات مع وزارة الخارجية البريطانية مسئول الشرق الاوسط حتي تم تنفيذ الطلب الاول بتجميد الاموال ويحق الآن للحكومة المصرية بالمطالبة بأموال أي من عناصر الحكم السابق اذا تم الحكم عليهم أو اذا صدر ضدهم أحكام جنائية. أيضا تم جمع تبرعات لاسعاف المصابين الي بنك الشفا وايضا تم جمع معونات عينية سوف ترسل هذا الشهر الي بنك الطعام.. كما ساهم بعض شباب الاطباء من بريطانيا للحضور للقاهرة للمساهمة في علاج المصابين. وما رأيك ورأي المجتمع البريطاني فيما يحدث في مصر الآن؟ ان البريطانيين ينظرون بكل شغف الي عودة الاستقرار الي مصر لانها تعتبر من أفضل الاماكن السياحية لهم هل شاركت في الانتخابات البرلمانية الاخيرة وكم عدد المصريين؟ بالطبع بعد ان سعدنا في الحصول علي حق الانتخاب سارعنا في المشاركة رغم العقبات الكثيرة التي صادفت ابناء الجالية في التسجيل مثل ضيق الوقت وضعف الشبكة الاليكترونية للتسجيل الا ان استطاع ما يزيد عن 4 آلاف مصري في بريطانيا بالتسجيل ونأمل ان يتحسن قدرة استيعاب الموقع الاليكتروني للتسجيل وسعة الوقت حتي يتسني لعدد أكبر للتسجيل في انتخابات الرئاسة. هل كنت تتصور في يوم من الايام ان المصريين في الخارج سوف يكون لهم صوت مسموع في حياتنا البرلمانية؟ نعم وكنا مصممين للحصول علي هذا الحق. كيف يمكن لاصحاب رءوس الاموال من المصريين في الخارج ان يشاركوا في حل الازمة الاقتصادية؟ لابد ان يشعر المصريون في الخارج بالاستقرار والامان في مصر قبل ان يفكروا في الاستثمار بها. هل كان المغتربون يتوقعون هذا النجاح الباهرة للثورة؟ لم نتوقع هذا النجاح وكنا في حالة مستمرة من القلق جدا نظرا لنجاح النظام السابق في سحق أي محاولات اصلاح ولكن فاجأتنا عزيمة واصرار شباب مصر المدعم بعد يومين من اندلاع الثورة بكل شعب مصر ما الوسائل التي يحب تطبيقها من اجل ضمان مشاركة اكبر للشباب في حياتنا الحالية والمستقبلية؟ كانت من اكبر نقاط قصور وضعف الانظمة السابقة هي عدم تجهيز او اعداد وتجهيز كوادر من الشباب لاعتلاء المناصب وتحمل المسئوليات وانطلاقا من مفهوم ان الشباب هم المستقبل يجب اتباع أسلوب آخر للتعامل معهم للحصول علي اكبر فائدة من طاقاتهم وفكرهم. كيف تأثر الشباب المصري المغترب بهذا الحدث العظيم (الثورة) وكيف استقبلوه وماهو ردود الافعال التي عايشتها بعد نجاح الثورة؟! لقد استقبل الشباب المصري في بريطانيا الثورة بفرحة عامرة وحماس شديد وكثرت الندوات الشبابية للتعرف علي طرق أو لبحث طرق مساندت الثوار في التحرير وفي مصر بل سافر بعضهم الي مصر ليكونوا بجانب إخوانهم الشباب في مصر يؤيدونهم ويشد من ازرهم يدعموهم وقاموا بتنظيم مظاهرات امام السفارة المصرية في لندن تأييدا للثورة يناير.. وقاموا بجمع التبرعات من أجل توفير وسائل العلاج لمستشفيات الميدان وحضر من لندن بعض الاطباء المصريين من الشباب للمساعدة في مستشفيات الميدان واحضروا معهم بعض من الادوية للمساعدة والمستلزمات الطبية. ومازال ذلك الشعور مستمرا واني علي ثقة انه سيستمر حتي تتم تحقيق اهداف الثورة. هل يمكن أن تقيم مصر بعد الثورة في ظل مصر الجديدة وأن ينقل الكثير من المغتربين أنشطتهم إلي مصر بعد هذا الوضع الجديد؟! لقد تكرر هذا النداء مرات عديدة بعودة المصريين المغتربين من الخارج ولكني شخصياً لا أتفق مع هذا النداء بل إنني أشجع المصريين علي الهجرة لتخفيف العبء الكبير الملحوظ في وسائل المعيشة والإسكان وعدم وجود فرص عمل كافية.. وهنا أقول إن المصريين بالخارج يجب أن يكونوا علي تواصل دائم مع الوطن الأم وأن يمدوا يد العون كل حسب طاقاته وإمكانياته سواء كانت مادية أو علمية أن يضع علمه وخبرته في خدمة أهل بلده. هل أنت خائف علي مستقبل مصر وكيف تري ملامح المستقبل؟ لست خائفاً إطلاقاً علي مستقبل مصر لأني ألاحظ دائماً أن العناية الإلهية تنقذ مصر من كثير من المصائب وكانت العناية الإلهية هي سلاح هذه الثورة ولقد ثبت ذلك في هذه الثورة التي لم تكن مخططاً لها وبلا قائد وبالرغم من ذلك أصاب الله مبارك بالعناد والتكبر والتجبر فأشعل فتيل الثورة لأن الله أراد أن يصلح من أمر مصر. هل تري أن الاعتصامات والانفلات الأمني والفوضي سوف تؤثر علي سمعة الاقتصاد المصري والتأثير السلبي علي السياحة؟! ما سوف أقوله هنا هو تحليل وليس تبريراً بمعني الاعتصامات بعد قيام الثورة انتابت المؤسسات العمالية نوبة من القلق من ألا يحظوا بنصيبهم من الإصلاح وكان رد فعلهم هو الاعتصام لتوجيه نظر المسئولين إلي تصحيح أوضاعهم المادية وشمل ذلك المدرسين والسائقين وكل الفئات والتظاهرات الفئوية.. وخرجت بعض المؤسسات طالبة الإصلاح معترضة علي نظام تعيين القيادات في مختلف المؤسسات كالجامعات وخلافه.. ولو تصرف المسئولين أو الجهات المسئولة في ذلك الوقت بتصرفات عملية حكيمة في الحوار مع هذه الفئات وطمأنتهم ووضع برامج مبدئية للإصلاح وعدم التسرع في الزيادة المفاجئة في المرتبات لكان الحال أحسن ولكن الحكومة كانت بطيئة جداً جداً في التعامل مع هذه الأحداث بل والتزمت الصمت أحياناً.. أما الانفلات الأمني فلا ننسي فتح السجون وإخراج آلاف من البلطجية إلي الشارع المصري ولا ننسي أن كثيراً منهم عُذب عذاباً شديداً داخل السجون وانتشروا في الشوارع للانتقام من كل من يصادفهم.. كما اعتبر الفقراء أن كل من يسكن في عقار فاخر أو يركب سيارة فاخرة هم من سرقوا ثروات الوطن.. واختلط الحابل بالنابل وعمت الفوضي وساعد علي ذلك غياب جهاز الأمن خوفاً من الشعب بعدما ارتكبوه من جرائم وتعذيب قبل الثورة فنتج عن هذه المنظومة هذه الموجة من الفوضي. وماذا عن ردود الأفعال حول الحراك السياسي المتعلق بالتغيير الوزاري الأخير والانتخابات البرلمانية الأخيرة؟ كان من الطبيعي أن ينادي الشباب بتغيير الوزارة بعد أن فشلت في تحقيق أمانيهم وأثبت أنها لا تتمتع بالحرية في اتخاذ قراراتها.