حينما يختار شعب مصر العظيم بتصويته ممثليه في السلطة التشريعية أياً كان تصنيفهم الفكري والعقائدي فلا نملك إلا "تعظيم سلام" للتحية والموافقة. وأنا أعلم أن إعطاء هذه الأولوية الكبيرة للإخوان المسلمين والسلفيين ستقلق شريحة هامة من أقباط ونساء وأنصار الدولة المدنية. ولكن خيار الشعب عن طريق التصويت هو الشرعية القانونية والمعنوية. ولكن لكي نقيم توازناً بين الطرفين أقول بصراحة أن الأغلبية الصامتة - أي الشعب - من حقه أن يغير رأيه في انتخابات قادمة حينما يكتشف أن من انتخبهم قبلها قد أساءوا معاملتهم ومعاملة الأقباط والنساء وأنصار الدولة المدنية . هذا هو الأسلوب الديموقراطي الذي لا غني عنه. وأذكر هنا كلمة للأخ العزيز المهندس خيرت الشاطر نائب رئيس جماعة الإخوان المسلمين في مؤتمر رجال الأعمال المصري الكندي حيث سمعته بنفسي يقول: "لماذا تريدون أن تحكموا علينا مسبقاً..؟ وكيف تتخيلون أن مجيء الإخوان وانهيار الاقتصاد وأن نتهم بمعاداة إخوتنا أقباط مصر" . من الطبيعي أن المجلس العسكري سيظل ممثلا للدولة وإدارتها حتي إلي بعد انتهاء البرلمان وصياغة الدستور وانتخاب رئيس الجمهورية. وحينما أقول أن تبقي الكلمة العليا للمجلس العسكري فإن ما أقصده أن ما نحن في احتياج إليه في هذه المرحلة الانتقالية هو أن نحمي رجالنا وأبناءنا ونساءنا وممتلكاتنا من الخارجين عن القانون ومثيري القلق وعدم الاستقرار ، وحينما نعطي الكلمة العليا للمجلس العسكري فهي لتفادي مثلاً أن يأتي المهندس حمزة في اجتماع المجلس الاستشاري ويطالب بأن تعرض قرارات المجلس العسكري علي المجلس الاستشاري قبل صدورها وكان الدكتور عبد العزيز حجازي كعادته جريئا علي حق حين اعترض علي هذا الاقتراح واعتبره فرض وصاية من المجلس الاستشاري علي المجلس العسكري واستقال المهندس حمزة قبل إنشاء المجلس الاستشاري. تحديات أمام د. عبد القوي خليفة بمحافظة القاهرة هناك تحديات أمام محافظة القاهرة حيث جزء هام من أهلها يتحدون النظام والنظافة ، وسنتعرض للمحاور الأربعة لخطة عمل محافظ القاهرة الذي التقيت به وأحسست معه بوضوح رؤية وقدرة علي إدارة العمل والتنفيذ وقد سمعت الكثير عن تجربته في الماضي في التصدي لمخاطر السيول في شمال سيناء منذ عامين وتقدير محافظ شمال سيناء السابق اللواء مراد موافي الذي يرأس جهاز الأمن القومي حالياً لجهود وتفرد د.عبد القوي خليفة حينما كان رئيس مجلس إدارة الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي. المحور الأول: يريد المحافظ أعطاء المستثمرين الذين سحبت أراضيهم فرصة ثانية. المحور الثاني: يدور حول النظافة بعمل دراسات ومحاولات مستمرة لتحسين أداء شركات النظافة الأجنبية وكذلك هيئة تجميل القاهرة ونظافتها بالإضافة إلي المشكلة الأبدية لتجميع القمامة بتكوين شركة من الشباب بالتعاون مع صندوق الضمان الإجتماعي. أما المحور الثالث: فهو النقل العام ومشروع جديد بخلق تذكرة اليكترونية تمكن من الركوب في الأتوبيسات الحمراء والخضراء والميني باص والميكروباص وتاكسي العاصمة والأتوبيس النهري والترام والمترو السطحي ومترو الانفاق. والمحور الأخير: "حول العشوائيات " لمواجهة المشاكل بالمناطق الخطيرة علي حياة المواطنين ثم مواجهة المباني غير المخططة، ثم مواجهة الأوضاع الإجتماعية للأهالي الذين يقيمون في الأحياء العشوائية. العنصرية ومعاداة السامية كل لا يتجزأ في مداخلة تليفزيونية في 6 أكتوبر الماضي أعلن الممثل العملاق نور الشريف بخصوص "المحرقة" النازية التي ذهب ضحيتها عدد كبير من اليهود . وتكلم عن الشكوك في أعداد الضحايا وعن وجهة نظر الفيلسوف الذي أعلن إسلامه روجيه جارودي في نفس الموضوع. أقول للعزيز نور الشريف بكل صراحة وأمانة أنه سبق أن أعلنت في إحد المؤتمرات أن معاداة السامية جزء من العنصرية التي يحاربها الإسلام والمسيحية. وأن مصر بزعامة جمال عبد الناصر جعل من محاربة العنصرية أهم معاركه.. بل إنني كنت أشعر بالزهو من جمال عبد الناصر وهو يلتقي بالكاتب اليهودي كلود لانزمان ومؤلف الفيلم عن المحرقة مع المفكر جان بول سارتر وسيمون دي بوفوار في 25 فبراير سنة 67، وكان تبادل الأفكار بين الزعيم جمال عبد الناصر والكاتب لانزمان يعبر عن تساؤلات من الزعيم عن مستقبل الصراع العربي الإسرائيلي وعما إذا كان من الممكن أن تختار إسرائيل طريق السلام.. ولم أر من جانب الرئيس عبد الناصر أي شعور بمعاداة السامية. إن قضيتنا أخي نور الشريف هي الدفاع عن شرعية الحق الفلسطيني. وفي هذه المعركة لسنا في احتياج أن ندخل في قضايا معاداة السامية.