اقرأوا الفاتحة علي روح كل شهيد ضحي بحياته فداء لوطنه، الشاب الذي ترك أطفاله صغاراً، والزوجة التي ترملت في عز شبابها، والأب الذي حمل نعش ابنه، بدلاً من أن يتلقي الابن عزاء أبيه. استشهدوا في عز شبابهم، ووراء كل واحد منهم قصة بطولة رائعة، فيها كل معاني التضحية والفداء، وهم يدافعون حتي النفس الأخير عن أوطانهم. أنتم سبب الكوارث، ومنذ أن ظهرت جماعتكم الإرهابية، لم تر مصر إلا التآمر والتطرف والإرهاب، وكأنه كتب علي هذا الوطن أن يظل يدفع الثمن لجرائمكم. أنتم من اخترعتم مقولة »قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار»، مع أن قتيلنا اسمه أحمد وعلي ومحمد، يصلي ويصوم ويحج إلي بيت الله ويحفظ القرآن الكريم، فكيف يكون في النار وقاتله في الجنة. أنتم أصحاب عبارة »سلميتنا أقوي من الرصاص»، فكانت السلمية ديناميتا ومتفجرات وقتلا وحرقا وتخريبا، وشهيدا وراء شهيد، فإما أن تحكموا مصر أو تحرقوها. من الذي هدد ببرك من الدماء، ووزع الميليشيات المسلحة في كل مكان، ومثل بجثث شهداء كرداسة، وسكب علي وجوههم ماء النار؟ هل يتصور القتلة والإرهابيون أنهم لن ينالوا جزاءهم، وأن سيف القانون والعدالة لن يقترب منهم؟. هل يتخيلون أنهم لن يموتوا، مع أن الموت هذه الأيام يختطف شباباً في مقتبل العمر، أما عجائزهم إذا ماتوا فالدولة هي التي قتلتهم؟.. حتي لو ماتوا علي فراشهم، فسوف يخترعون الأكاذيب ! اقلبوا الصفحة. فلكل أجل كتاب، ومات مرسي في قاعة المحكمة وعلي رؤوس الأشهاد، وليس في سجنه، ولن يكون غريباً أن يداهم الموت كبار السن، ومن يعانون من سلسلة من الأمراض، وليس في ذلك تآمر سجّان. الشرعية أكذوبة وانتهت منذ 30 يونيو،لأن شرعية الأوطان أبقي من شرعية الأشخاص، ولا يمكن لجماعة أن تبتلع شعبا يرفض وجودها، بعد أن ذاق علي يديها الذل والهوان. الشرعية للشعب الذي خرج بالملايين ليخلص بلاده من براثن الشيطان، ولأن المؤامرة كانت كبيرة ومترامية الأطراف، كان ضروريا أن تكون المواجهة شاملة، وبلا هوادة او تراخ. هل قدمت جماعة الشر مبادرة واحدة للعودة إلي أحضان الوطن؟.. غير التصعيد والقتل واستهداف أبنائنا الشهداء، شباب يشرح الصدر تتحول أجسادهم إلي أشلاء، برصاص ومتفجرات الإرهاب. لم تصدر عنهم كلمة رثاء للشهداء، فهم فقط يقدمون واجب العزاء لأهالي القتلة والإرهابيين، ويكتبون فيهم قصائد التضليل والنفاق والرياء. من الذي أفتي بقتل ضباط وجنود الجيش والشرطة، وحرض عليهم؟، ومن الذي أفتي بحرق محطات الكهرباء حتي يعم الظلام، وتلويث محطات المياه، حتي يثور الناس؟ ألم تسمعوا إخوانيا قذرا في إحدي القنوات، يهدد زوجات الضباط وآباءهم وأمهاتهم وأبناءهم، بأن »الأولاد» رصدوا أماكنهم، وأصدروا عليهم أحكاماً بالقتل، وسيشرعون في تنفيذها، لبث الخوف والذعر؟ من الذي صنع المأساة؟