وأصدرت التنظيمات الإخوانية الإرهابية بيانات متتالية، تعلن "النفير العام" أي الحرب بلغة الإخوان، وتدعو إلي نصب أعواد المشانق في الميادين العامة، لاستقبال رءوس العلمانيين الكفرة والصليبيين، وإطعام جثثهم النجسة للذئاب والكلاب المسعورة. وجهزت ميليشيات الشاطر أسلحتها، ورصدت الأجهزة الأمنية عناصر من حركة حماس لدخول سيناء والاشتراك في أم المعارك، كما فعلوا في 25 يناير. وأعد مكتب الإرشاد قائمة طويلة بأسماء عسكريين ورجال أمن وإعلاميين وقضاة وشخصيات عامة يتم اعتقالهم، في حملة ترويع غير مسبوقة في تاريخ مصر، وتحددت ساعة الصفر، في اللحظة التي يتحدث فيها السيسي للأمة. مصر علي أبواب حرب أهلية، ومذبحة مروعة، علي غرار ما تفعله داعش في سوريا والعراق، وإغراق البلاد في بحور الدماء، وتفكيك أركان الدولة ومؤسساتها، حتي تتمكن الجماعات الإرهابية من السيطرة عليها. ارتجفت القلوب وانهمرت الدموع "رب انقذ مصر، رب احفظ مصر، البلد أمانة في رقبتكم اوعوا تسيبوها"، معقول مصر تضيع بالسهولة دي؟. عناية الله في التاسعة مساءً 3 يوليو، وبعد انتهاء المهلة التي منحتها القوات المسلحة للقوي السياسية، توقف الزمن انتظارا لخطاب وزير الدفاع الفريق عبد الفتاح السيسي، وساد الصمت الرهيب. وجاءت الصفعة الكبري للأشرار، عندما أعلن السيسي إنهاء حكم المعزول مرسي، ويتولي رئيس المحكمة الدستورية العليا إدارة شئون البلاد، لحين إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، ووقف العمل بالدستور المشبوه. وعقب البيان، قام شيخ الأزهر أحمد الطيب بإلقاء كلمة أعقبه البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية، وأعلن السيسي خارطة مستقبل، تتضمن تشكيل حكومة كفاءات وطنية، تتمتع بجميع الصلاحيات لإدارة المرحلة الحالية، تشكيل لجنة مراجعة التعديلات الدستورية علي دستور الإخوان، ودعوة المحكمة الدستورية العليا إقرار قانون انتخابات مجلس النواب، والبدء في إجراءات الانتخابات. وانفجرت مظاهرات الفرح في الشوارع، وعادت الإبتسامة للوجوه الحزينة وارتاحت القلوب الخائفة، وهتفت الحناجر لجيش مصر، وبدأت الدولة تسترد هيبتها وقوتها واحترامها، بينما ظلت الجماعة الإرهابية محشورة في مقبرة الخيانة والعمالة والتفريط. كلما استفاق الوطن دخلوا في غيبوبة، وكلما فرح المصريون هاجمتهم الكآبة والأحزان، وكلما انفرجت أزمة عاشوا أزمات، ويشهرون أسلحتهم الفاسدة للتشكيك وإثارة الفتن والشائعات، وما أحوج البلاد إلي التأهب، بإيقاظ الوعي وإفاقة الغافلين. حان وقت تطهير العقول، وعلموا شبابنا أن حب الأوطان لا يتعارض مع الأديان، وأن عشق العَلَم والنشيد والأرض، ليس معصية ولا خطيئة ولا رجسا من عمل الشيطان. علموا أولادنا أن حب الوطن من درجات الإيمان، ومن يُقْتَل دفاعاً عن أرضه وماله وعرضه فهو شهيد، أما الإرهابيون فقتلة مأجورون، ومجرد جثث نتنة سوف تلتهمها رمال الصحراء.