الجبروت والانحياز الأمريكي يتحدي شبه الإجماع العالمي علي قبول فلسطين عضوا كامل العضوية بالمنظمة الدولية لليونسكو فيحرم هذه المنظمة العريقة من مساهمتها السنوية في ميزانيتها وقدرها سبعين مليون دولار عقابا لها وإرضاء للحليف الإسرائيلي. أليس من المنطق والعدل أن أوجه نداء للدول العربية أن تقتسم فيما بينها هذا المبلغ المتواضع »سبعون مليون دولار« لإنقاذ ميزانية اليونسكو، وأهم من ذلك لإنقاذ الكرامة والحق العربي في التصدي لممارسة الجبروت الأمريكي بغير حق لعقاب العالم أجمع وعقاب المؤسسة العالمية للثقافة والتعليم، لا سيما بعد تصدي الفيتو الأمريكي في نيويورك لطلب عضوية فلسطين. ومنذ مدة طويلة أخذت أمريكا نفس القرار بعقاب اليونسكو بحرمانه من نصيبها في ميزانيتها لمدة عشرين عاماً، واليوم تتذرع إسرائيل لرفض قبول عضوية فلسطين باليونسكو بحجة "أن ذلك سيعرقل جهود السلام..!!" "نكتة إسرائيلية" تدعو للضحك أو الابتسامة الساخرة..! إسرائيل تريد أن تسخر من العقل العربي والعالمي حين تدعي أنها حريصة علي جهود السلام التي ألقت بها في البحر منذ سنوات طويلة. هل الثروة والإمكانيات العربية ستعجز عن دفع 70 مليون دولار؟ أرجو أن تقبل الدول العربية اقتراحي وأن تنقذ الكرامة العربية ومعها مستقبل الثقافة والتعليم. ارفعوا أيديكم عن المجلس العسكري الحملة الشرسة ومظاهرة الإخوان والسلفيين أمام جامع الفتح بعد صلاة العيد مطالبة بإلغاء وثيقة المبادئ الدستورية وإقالة الدكتور علي السلمي نائب رئيس الوزراء لم يكن المقصود بها الوثيقة أوعلي السلمي ولكن المجلس العسكري. الاتجاهات الإسلامية تريد أن تنحاز الدولة بمجلسها العسكري وحكومتها إلي من يمثلونهم.. والدولة ممثلة في مجلسها العسكري تريد أن تقف علي الحياد مؤيدة لشرائح الشعب بكل اتجاهاتها وعقائدها ليبراليون وإسلاميون وأقباط وأنصار الدولة المدنية. هل لي أن أسأل بلغة واضحة ومباشرة وصريحة أن أسأل الجميع.."لو كان الجيش والمجلس العسكري غائباً عن الساحة بعد 25 يناير، من كان الذي سيفرج عن الإخوان بعد أن أمضوا مدة الحبس وبقوا خلف القضبان تطبيقا لقانون الطواريء؟ ومن كان سيسمح للسلفيين بعد خروجهم من السجون والمعتقلات بممارسة حقوقهم كمواطنين بمن فيهم من اتهموا بمقتل الرئيس الراحل أنور السادات ؟ القضاء..أولاً..وثانياً..وثالثاً قد يبدو غريبا لإنسان مثلي ينتمي إلي نقابة المحامين أن يبدأ بهذه الكلمة ويقول: "القضاء.. أولا.. وثانياً.. وثالثاً". أصارح القاريء حين رأيت زملاء من مهنتي التي أعتز بها يعتدون علي أكثر من منصة للقضاء كما رأيت بنفسي مسلك المطالبين بالحق المدني في قضية الرئيس السابق حسني مبارك دارت في رأسي بعض الملاحظات المبدئية في هذا الصدد أتعرض لها في نقاط محددة: أولاً: من البديهي أنه إذا اهتزت هيبة القضاء لسبب ما فلن يكون هناك مكان للعدل وقد أعجبت بجرأة رئيس المجلس الأعلي للقضاء المستشار حسام الغرياني وهو يقول أن القضاة لن يحكموا في مصر بما أصدرته المحاكمات الشعبية..الصورية في الميادين..هذا هو بيت القصيد فاستقلال القضاء وأحكامه هو ضمانة لكرامة المواطن وحماية لحقوقه كما أعلنها شيخ المحامين الأستاذ منتصر الزيات. ثانياً: من واجب الدولة ممثلة في مجلسها العسكري أن تضمن تواجد الشرطة العسكرية والبوليس في أماكنهم أمام المحاكم أو بداخلها يحمون كرامة القاضي في ممارسته لوظيفته وكانت أول صدمة في هذا الصدد تلقيتها حينما رأيت جمهور المتعاطفين مع رئيس الإذاعة والتلفزيون ووزير الإعلام السابقين يقومون بالتعدي علي هيئة المحكمة بعد الحكم بإدانة هاتين الشخصيتين. وجاءت بعد ذلك تجمعات لزملائي من المحامين لتمنع الوصول إلي المحاكم وأيضا تهدد بعدم المثول أمام القضاء فتشل بالتالي إمكانية الحكم فيها. ثالثاً: دون انحياز مبالغ فيه مني لرجال القضاء أقول أن هناك اعتبارا يجب أن يكون محل تفكير متوازن وعادل أن رجال القضاء بصفة عامة ليس لهم علاقة بالسياسة ولا بأحزابها في حين أن الزملاء من المحامين ينتمون إلي أحزاب مصر وتجمعاتها الفكرية والعقائدية بكل تناقضاتها وصراعاتها. كل ذلك يدفعني أن أقول كما عودت نفسي: "أن المحامون أقرب إلي السياسة من القضاة وحينما تتدخل السياسة في القانون وعدالة القضاء سيكون الخاسر الأول هو جمهور المتقاضين.. لعن الله السياسة" زاهي حواس قبل أن أتكلم من جديد عن زاهي حواس وحالة هيئة الآثار الآن - رغم جهود رئيسها الحالي المحترم- يهمني أن أوضح أن الزميل العزيز جمال الغيطاني يشن حملة شديدة ضد زاهي حواس، ونظراً لتقديري لهذا الكاتب الذي أعرفه منذ أعوام طويلة، فإن شيئاً واحداً أقلقني في هذه الحملة وهو استمراريتها بحجم كبير وزمن طويل يؤذي من وجهت إليه الاتهامات. وحينما تستمر حملة هجوم في الإعلام فإنني دائماً أتوقف متسائلاً عما إذا كانت هناك أسباب أخري غير معلنة وأسمح لنفسي كرجل حوار أن أقول أنني سأدق علي باب الأستاذ الغيطاني في جريدته لأسمع بنفسي ما يود أن يقوله. علي كل الأحوال... "اللهم اهد قومي..."