قبل نحو 6 سنوات.. أنشأت مؤسسة »مصر الخير» مصنعا للسجاد اليدوي بقرية »أبيس» بالإسكندرية لتساهم في فك كرب الغارمين والغارمات وتعلمهم حرفة تدر عليهم دخلا شهريا يساعدهم علي الحياة. كان المصنع فاتحة خير ودليلا حيا علي مساهمة القطاع الأهلي في مشروعات التنمية الصغيرة.. وأصبحت عادة »الإفطار السنوي» كل عام مناسبة لإعادة التأكيد علي ضرورة مشاركة المجتمع المدني مع الحكومة لتأهيل الغارمين والغارمات. قامت »الأخبار» بجولة في مصنع سجاد أبيس للتعرف علي التجربة وسماع حكايات البنات اللاتي يساهمن في توفير متطلبات أسرهن. وتوضح دعاء سليمان »19سنة» من قرية أبيس انها حصلت علي الشهادة الاعدادية ثم خرجت من المدرسة للإنفاق علي نفسها وأسرتها والتحقت بالعمل في المصنع منذ إنشائه وتدربت علي كل مراحل انتاج السجاد من العقدة ثم الإملاء الشفوي ثم العملي ومرحلة الدفن والرسم والالوان حتي الإنتاج النهائي وتقول انها تتقاضي راتب 1000جنيه شهريا تغنيها عن مد اليد وتحقق ذاتها وفترة عملها من السابعة صباحا حتي الخامسة مساء يتخللها وجبة غذاء جيدة من المصنع. وتضيف: سعادتي كبيرة عندما أنجز سجادة في فترة شهرين أو ثلاثة أشهر حسب العقدة أو النوع حيث هناك سجاد صوف وآخر حرير وبنيير واكون في غاية السعادة عندما اجد أن عمل يدي يتم عرضه في المعارض الداخلية والخارجية ويباع بأسعار كبيرة . وتتابع: أقول لكل بنت أو أمرأة لا تستحي من اي عمل انزلي للشغل واقتحمي سوق العمل لتحققي ذاتك وتشعري بقيمتك وكيانك في المجتمع وقالت عندما تتاح لي فرصة الزواج سأقنع زوجي باستمراري في العمل أو سأقوم باستغلال موهبتي وخبرتي في عمل آخر في نفس المجال حتي في منزلي. أما مريم محمود من نفس القرية فتقول خرجت من المدرسة بعد الصف الرابع لعدم مقدرة الأسرة علي المصروفات وبدأت منذ شهر أتدرب في المصنع علي أمل مساعدة الأسرة المكونة من 4 أفراد حيث أن ظروفنا صعبة وسأحاول تعليم حرفة تنفعني في المستقبل. والتقت »الأخبار» داخل المصنع مع رشا حلمي مديرة البحث الميداني بمؤسسة مصر الخير وتقول: مهمتي متابعة الحالات التي ترد إلينا عن طريق المصنع أو من خلال مصلحة السجون من الغارمين والغارمات لفك كربهم ونقوم بدراسة كل حالة ومتواصل مع الدائنين لتخفيض المبلغ من خلال تحفيز الوازع الديني وندفع له أصل المبلغ ثم نقوم بفك الكرب واضافت هناك فرق كبير في كل حاله وقت أن تكون غاضبة وساخطة لأنها مكبلة بالدين وتقضي عقوبة السجن وبعد سداد الدين عنها وخروجها الي الحياة حرة ثم الاهتمام بها وتوفير فرصة عمل لها من خلال المصنع أو توفير مشاريع صغيرة تدر دخلا ثابتا عليها. وأخيرا كان اللقاء مع حليمة محمد مديرة مصنع سجاد أبيس التي أكدت انها من الاسكندرية وكانت تعمل في مجال العمل الخيري بجمعية اشهد وتعلمت صناعة السجاد ثم تقدمت للعمل في المصنع منذ بداية انشائه ويضم المصنع نحو 250 سيدة وفتاة منهم جزء من الغارمين والباقي من أهل القرية يوفر لهم فرصة عمل محترمة واكسابهن مهارات لحرفة متميزة تدر عليهم دخلا معقولاً واضافت إن طاقة المصنع انتاج من 7 الي 9 أمتار سجاد اسبوعيا يتراوح سعر المتر الصوف من 1400 الي. 2700جنيه حسب عدد العقد في حين يتراوح سعر المتر من 6 آلاف إلي 12 ألفا من السجاد الحرير. كما التقت »الاخبار» مع سهير عوض مدير برنامج الغارمين بمؤسسة مصر الخير حيث قالت أن مصانع أبيس واطفيح، تساهم في توفير فرص عمل للغارمات والغارمين وغيرهم من المستحقين بما يضمن لهم توفير سبل الحياة الكريمة، وأشارت إلي أن برنامج الغارمين نجح في فك كرب 68 ألف غارم وغارمة منذ اطلاق البرنامج في عام 2010 وحتي الان منهم 73% غارمين رجال و72% سيدات، وكذلك العمل علي انشاء مشروعات صغيرة تساعدهم علي توفير فرص عمل وإيجاد مصدر رزق لهم.