أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي أهمية الدور الذي تقوم به قبرص داخل الاتحاد الأوروبي وكذلك اليونان، لنقل حقيقة الأوضاع السياسية في منطقة الشرق الأوسط، وهو الدور المدعوم بالدراية والمعرفة العميقة بطبيعة المنطقة وثقافتها من قبل كلتا الدولتين، الأمر الذي يلقي كل التقدير من جانب مصر. جاء ذلك خلال استقبال الرئيس عبد الفتاح السيسي امس ديميترس سيلوريس رئيس مجلس النواب القبرصي والوفد المرافق له، بحضور د.علي عبد العال رئيس مجلس النواب، والسفير القبرصي بالقاهرة. وصرح السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس رحب برئيس مجلس النواب القبرصي، وأكد عمق العلاقات التاريخية التي تجمع البلدين والشعبين الصديقين، وحرص مصر علي تعزيزها في مختلف المجالات، وطلب نقل تحياته وتقديره إلي رئيس قبرص نيكوس أنستسيادس، واثني علي التشاور والتنسيق المستمر مع الرئيس القبرصي لبحث سبل مواصلة التعاون الثنائي بين البلدين وكذلك التعاون الثلاثي في إطار الآلية التي تجمع مصر وقبرص واليونان، لما تمثله من نموذج يحتذي به للتعاون البناء في منطقة شرق المتوسط. من جانبه، نقل رئيس مجلس النواب القبرصي تحيات وتقدير الرئيس »أنستسيادس» للرئيس، واعرب عن سعادته بزيارة مصر تلبيةً للدعوة الموجهة إليه من رئيس مجلس النواب المصري، واشاد بما تشهده العلاقات المتميزة بين البلدين من تطور في الفترة الأخيرة، وأكد حرص قبرص علي دعم تلك العلاقات. وذكر المتحدث الرسمي أن اللقاء شهد استعراضاً لأوجه التعاون الثنائي، حيث أعرب الرئيس عن ترحيبه بالتعاون والتواصل المستمر بين البلدين علي مختلف المستويات، وهو الأمر الذي انعكس في حجم الزيارات المتبادلة، وكذلك علي المستوي البرلماني، والذي تجسد مؤخراً في زيارة رئيس مجلس النواب المصري إلي قبرص علي رأس وفد كبير تلبية لدعوة نظيره القبرصي في سبتمبر الماضي، كما أعرب عن التطلع لمواصلة التعاون الإيجابي القائم في إطار آلية التعاون الثلاثي، والبناء علي نتائج القمم الثلاثية الست التي عقدت حتي الآن، خاصة في مجالات السياحة والاستثمار والطاقة والربط الكهربائي. كما تم استعراض نتائج الاجتماع الثلاثي الأول لرؤساء برلمانات مصر واليونان وقبرص والذي عقد في قبرص في فبراير الماضي، بهدف تطوير وتعميق العلاقات بين الدول الثلاث في إطارها البرلماني والشعبي، بما يمهد لتكامل محاور التعاون سواء في بعدها البرلماني أو الثقافي والتاريخي المتمثل في مبادرة إحياء الجذور مع آليات ومشاريع التعاون القائمة علي الصعيدين السياسي والاقتصادي، الأمر الذي يؤكد ويرسخ طبيعة الشراكة التي تجمع بين الدول الثلاث. كما رحب الرئيس بمبادرة رئيس البرلمان القبرصي بتدريس اللغة العربية في قبرص، وأكد اهتمام مصر بتقديم كافة أشكال المساعدة لتفعيل هذه المبادرة، والتي ستساهم دون شك في تعميق العلاقات الوطيدة التي تربط قبرص والدول العربية. وشهد اللقاء تبادل وجهات النظر والرؤي بشأن تطورات بعض من القضايا السياسية بالمنطقة.