بعد يومين من الحريق الهائل الذي التهم جزءا كبيرا من كاتدرائية نوتردام وسط العاصمة الفرنسية باريس ترأس الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اجتماعا لمجلس الوزراء مخصصا للكاتدرائية التاريخية القائمة منذ 850 عاما والمدرجة علي قائمة اليونسكو للتراث العالمي والتي تعهد الرئيس بترميمها خلال 5 سنوات. وكشف وزير الدولة بوزارة الداخلية الفرنسية لوران نونيز أنه لو استمر الحريق بين 15 و30 دقيقة أخري لأصيبت الكاتدرائية بدمار كامل ولما بقي أي جزء منها قائما. وأوضح أن »الهيكل الخارجي للمبني صمد في وجه الحريق لكنه يظل هشا» مشيرا إلي وجود »نقاط ضعف خصوصا عند القبة». وحيا نونيز رجال الإطفاء علي أعمالهم وشجاعتهم وإنقاذهم للصرح المعماري لكنه أعرب عن اعتقاده أن مصير الكاتدرائية يظل غير واضح تماما. وفي إطار التحقيقات أوضحت النيابة التي ترجح فرضية حريق غير عمدي أنها استمعت لنحو 30 شاهدا من عمال وموظفي أمن حتي الآن وقال وزير الداخلية إن 50 محققا يشاركون في القضية من أجل كشف الحقيقة. وبالتزامن مع لحظة اندلاع الحريق تدق كنائس فرنسا أجراسها. وقد استمر تدفق التبرعات حيث قال المبعوث الرئاسي للتراث الثقافي ستيفان بيرن لمحطة »فرانس إنفو» أمس إنه حتي الآن تم جمع 880 مليون يورو من كبار رجال الأعمال ومن الكاثوليك في فرنسا ومن جميع أنحاء العالم. وإلي جانب التبرعات المالية أشارت مصادر صحفية إلي »مصدر غير متوقع» قد يسهم في إنجاح عملية إعادة بناء الكاتدرائية وإعادتها إلي وضعها الطبيعي وهو لعبة فيديو شهيرة تجري العديد من مشاهدها داخل الكاتدرائية وأوضح موقع »بيزنس إنسايدر» أن أحد مصممي اللعبة استغرق عامين في البحث عن تفاصيل الكاتدرائية بهدف إنشاء تصوير دقيق قدر الإمكان للتحفة المعمارية. وفي عظته أمس قال البابا فرنسيس بابا الفاتيكان إنه يشعر بالألم بسبب الحريق الذي دمر الكاتدرائية مضيفا أن الكنيسة الكاثوليكية بأسرها ممتنة لمن خاطروا بحياتهم لإنقاذها. وقال البابا مخاطبا الآلاف في ساحة القديس بطرس إنه يأمل أن تكون جهود الترميم »عملا متناغما من الحمد والتمجيد للرب».