أصعب المهام أمام قوي التغيير في السودان الشقيق هي ما تم التوافق عليه بين القيادات العسكرية والمدنية، وما أعلنه رئيس المجلس الانتقالي الفريق البرهان من ضرورة »الاجتثاث الكامل لكل مكونات النظام السابق ورموزه». نعرف في مصر ما حدث في عام واحد من حكم الفاشية الإخوانية، والجهود التي بذلتها من أجل »التمكين» والسيطرة علي مؤسسات الدولة، والتي بلغت حد الهستريا في مواجهة مقاومة مصر بكل أطيافها، ليسفر الحكم الفاشي عن وجهه الإرهابي القبيح وهو يهدد: نحكمكم أو نقتلكم !! كلنا يتذكر ذلك، ويدرك كم كان عظيما شعب مصر وهو يزيح هذا البلاء في 30 يونيو، وينقذ مصر مما كان ينتظرها تحت حكم الإرهاب الإخواني . وكلنا يعرف أن هذا الإرهاب لم يستسلم بسهولة، وأن فواتير العام الأسود لحكم الإخوان اقتصاديا وسياسيا وأمنيا كانت كارثية. فهل لنا أن نتصور ميراث ثلاثين عاما تحول فيها السودان الشقيق إلي »غنيمة» للجماعة الإرهابية الأم؟!.. وهل لنا أن نتصور كيف استبيحت ثروات السودان لتمول جهد الجماعة في إنشاء المليشيات والتغلغل في مؤسسات الدولة ؟! أشقاؤنا في السودان يدركون حجم الميراث الثقيل لثلاثين سنة من العربدة الإخوانية. لكنهم يدركون أيضا أن التغيير مستحيل بدون اجتثاث كل مكونات النظام السابق ورموزه.. وأيضا ميليشياته وأجهزته السرية واقتصاده الخفي الذي يحول نشاطه الإرهابي . التوافق بين قوي التغيير المدنية والعسكرية هو الكفيل بعبور المرحلة الانتقالية وإنجاز مهامها الصعبة.. بدءا من توفير ضرورات الحياة ورفع المعاناة التي طالت علي المواطنين، إلي انهاء قوانين قمع الحريات واستعادة الحياة الديمقراطية في أسرع وقت. المهمة صعبة وهي لن تتم إلا مع »اجتثاث» مكونات النظام السابق ورموزه كما أعلنت القيادة الجديدة . حفظ الله السودان، وبارك في شعبه الشقيق وحمي ثورته من كل شر .