أشقاؤنا في السودان قادرون علي تجاوز الظروف الصعبة التي يمر بها بلدهم الحبيب. قسوة التجربة التي مروا بها خلال السنوات الماضية علمتهم الكثير. يدركون أن وحدتهم هي سلاحهم الأساسي في مواجهة المخاطر الحالية، وأن وعيهم الوطني هو القادر بأن يصل بانتفاضتهم إلي بر الأمان ليبدأوا المرحلة الأصعب في التعامل مع التركة الكارثية التي ورثوها عن تجربة ثلاثين عاماً (هي نصف عمر الدولة المستقلة الحديثة) عربد فيها »الإخوان» فكان الانقسام وانفصال الجنوب واشتعال الحروب الأهلية في أنحاء السودان، وكانت مذابح دارفور واستباحة أرض السودان من جانب جماعات الإرهاب المتحالفة مع »الإخوان» أو الخارجة من عباءتهم. وكان التدهور الاقتصادي الهائل في بلد يملك كل إمكانيات التقدم والازدهار لولا التآمر الإخواني الذي استنزف السودان في الحروب الأهلية وأوقعه فريسة الاستبداد ومؤامرات القصور!! ومع ذلك. ما أن سقط حكم الرئيس السابق عمر البشير، حتي كان »الإخوان» يصدرون بيانات الإدانة لحكمه، ويعلنون أنهم سينزلون الي الميادين التي ردت فيها جماهير الشعب السوداني رافضة هذه المشاركة المسمومة، ومدركة أن عليها ألا تلدغ من نفس الثعبان الإخواني مرة أخري بعد خديعة »البشير والترابي» في انقلاب 1989 الذي كلف السودان ثلاثين عاماً لم ير فيها خيرا علي الإطلاق. تتسارع الأصوات في السودان الشقيق. ورغم الصعاب فقد بدأت مسيرة الإنقاذ التي تحتاج الي استمرار التمسك بوحدة الصف الوطني، وبالتكاتف والتعاون الكامل بين شعب حدد أهدافه وعرف أعداءه وحلفاءه جيداً.. وبين جيش وطني يحرس مسيرة الشعب حتي تصل الي بر الأمان .