قال الرئيس عبد الفتاح السيسي، إن مصر رصدت أكثر من 21 ألف شائعة في ثلاثة أشهر فقط. الرقم يفوق حتي الخيال. فمصر مستهدفة ومن يستهدفونها كثر. وواقعها الداخلي يوشك أن يكون بيئة خصبة للشائعات. ربما كان السبب من وجهة نظري حالة الأمية العامة والأمية الأبجدية وأمية إدراك أسس الحياة العامة. وصلني خطاب من الزميل الإعلامي خالد أبو بكر، علي عنوان بيتي في مدينة نصر. واهتمامي بكل ورقة تصلني لا أستطيع وصفه. الخطاب يخبرني بتأسيس موقع فالصو من خلال ميديا مونيتور للنشر والأبحاث والتسويق. اتصلت بالتليفون المدون. وجدت الزميل الصحفي وجدي الكومي. رغم أن الخطاب شديد الوضوح ولم يكن يجب التواصل. لكني آخذ حذري في قضايا الوطن في أيامنا الراهنة. فالاستهداف وصل إلي ما لم نكن نتصوره من قبل. ومن الخطاب ومما عرفت من الاتصال التليفوني أن هذا الموقع أنشئ لكي يصبح منصة إعلامية لمواجهة الشائعات والأخبار الكاذبة والمعلومات الخاطئة المتداولة بوسائل الإعلام. سواء القنوات التليفزيونية أو الإذاعات والصحافة الورقية أو المواقع الإليكترونية أو منصات التواصل الاجتماعي. والمركز يدعو المصري للتواصل معه وتسهيل مهمة أن تكون هناك صلة مباشرة مع المحررين الذين يعملون فيه لإجلاء الحقائق والرد علي الأكاذيب والشائعات وتصحيح الأخبار الخاطئة. علي أن نكون جميعاً يداً بيد للدفاع عن مصر. ولحماية المواطن المصري حتي لا يقع فريسة للأخبار الكاذبة والمغلوطة. أي أنهم يقومون برصد الأخبار الكاذبة أو المغلوطة ويعرفون المجتمع بها ويوصلون المعلومة الصحيحة إلي القارئ. وأنا مع المعلومة الصحيحة. لكني ضد تعريف المواطن بالشائعة. إن ما يقومون به أنهم يرصدون الأخبار الكاذبة أو المغلوطة ويعرفون المجتمع بها ويوصلون المعلومة الصحيحة إلي القارئ. أكرر أننا نعيش في بلد مستهدف. ربما وصل الاستهداف لذروته الآن. لكنه موجود منذ الأزل. ربما بسبب موقع مصر الإستراتيجي ودورها المحوري محلياً ودولياً. لدرجة أن أحد الأوصاف التي أطلقت علي مصر في زمن الاستعمار البريطاني: بلد شائعات بصحيح. لنعترف أن الشائعة تجد قابلية للتصديق. وكلما كانت فجة وبعيدة عن الإدراك ومجافية للمنطق. فإن تصديقها يكون أكبر. لذلك أكتب محييا التجربة. لكن لديَّ تحفظين. الأول: أن بعض القنوات الفضائية التي تكذب الشائعات ترتكب خطأ عندما تقسم الشاشة إلي نصفين. نصف فيه الشائعة، وأمامه في النصف الآخر تكذيبها. لأننا لا ندري كيف سيتعامل المتلقي مع الشائعة والتكذيب. هل يكتفي بالشائعة وينصرف عن التكذيب؟ أم أننا يجب أن نكذب دون نشر نص الشائعة نفسها؟. أصل للقضية التي لن أمل من الكتابة عنها: الوعي والإدراك. لدينا مشكلة في مصر اسمها: وعي المصري وإدراكه لأبسط حقائق الأمور. هل الأمية السبب؟ جائز. هل النظر إلي الشهادات باعتبارها رخصة للحصول علي وظيفة هو الذي أوصلنا لهذا؟ ربما. المربع الأول في هذا الأمر محو الأمية. لن أمل حتي آخر لحظة في عمري من الكتابة عن خطر الأمية الذي يتفوق علي أي خطر آخر يتهددنا. بما في ذلك التطرف والإرهاب. الثقة بأنفسنا تسبق أي اعتبار آخر.