ساهم محمد علي الكبير في تطوير المجتمع المصري من قيم الزراعة وبساطتها إلي نظم عصرية منطقية فرضها اضطراره لتجنيد المصريين في جيشه وقد استبعدهم في البداية حتي لا تتأثر الزراعة ففي 18 نوفمبر 1822 جند أربعة آلاف شاب أمسكوا بالسلاح الذي حرمه عليهم المماليك وازدادوا بكفاءتهم إلي 130 ألف فغير التجنيد المجتمع المصري. كانت السلطات تفتقر إلي معلومات عن السكان لاختيار من يصلح للتجنيد فقامت بأول تعداد سكاني 1845.. هرَّب العمد ذويهم لقري أخري فحدد زمام القري ومسئولية العمدة ثم تم تسمية شوارع المدن وترقيم البيوت.. ووضعت قوانين لعقاب المتهربين.. وأصبح للمجند شهادة ميلاد ووفاة وسجلات باسمه وعنوانه فلفظ قيد يعني قيد اسمه في سجلات التجنيد. كان المزارعون يقيسون الزمن بمواسم الزراعة فأصبحوا كجنود يقيسون بالساعة والدقيقة والثانية.. وتوفرت مراكز طبية للكشف عن أمراضهم وأدوية لعلاجها ثم انتقلت للمدنيين. عرف المجندون ملابس للنوم تختلف عن المخصصة للتدريب، تصاريح الإجازات، وكشوف التمام والترقي لمن يتعلم القراءة والكتابة وتعلم الضباط لغات أجنبية ليتواصلوا مع العالم. أقيمت مساكن قرب المعسكرات لزوجات المجندين. ظهر البريد البري من قواتنا بسوريا والبريد النهري من السودان (البوستة) وانتقل للقطاع المدني. أخذ كل مجند مرتبا حتي لا يسلب الأهالي في مناطق تمركزه. تمرد الضباط المصريون ضد تمايز الضباط الأتراك وقامت الثورة العرابية 1882 وانتقلت الثورة لمدنيين. طبع الجيش المصري علي حماية السلطة المنحازة للشعب فإذا فقدت وطنيتها تخلص منها.