اصبحت عادة في تقلب الساعات.. صارت تحمل خبر ترجل ورحيل فارس من فرسان العشرة الطويلة والصحبة الحلوة.. ايام الشباب والاحلام.. ينزف القلب علي فراقهم لكنها ارادة الله ولا راد لقضائه وسنة الحياة.. لكن ما اقسي الخبر الذي نقله لي الزميل وليد ابو زيد.. كنت اقود سيارتي في طريقي إلي معمل التحاليل الطبية لاجراء الفحص الدوري.. سمعت صوته وهو يقول »الاستاذ رشاد البقية في حياتك»..خرجت كلمات توحد الله من فمي لا ادري ماذا افعل ؟.. ماذا اقول ؟.. راجعته.. سألته هل تصدقني الحق ام انه مقلب طريف من مقالب حبيب العمر وزميل المهنة مدير تحرير جريدة الاخبار رشاد كامل.. اقسم انها الحقيقة وان نجله الحبيب حماده اغلق معه التليفون من ثوان بعدما اخبره بما حدث..يا الله.. لقد زارني رشاد في المستشفي من اشهر وقتما اجريت جراحة القلب.. كعادته كان مبتسما شرحا.. اسعدتني كلماته.. كما اسعدتني زيارته.. لتمر الايام ولم استطع توديعه ولقاءه.. لكني علي يقين اننا سنلتقي هناك عند رب ديان يجمعنا ليوم واحد نوفي فيها الاجور..اقسم اني لا اصدق ان الفيلسوف الساخر رحل.. لكنها ارادة الله. كنت احادثه من فترة قريبة واذكره ان سخريته وابتسامته ستطيل عمره ليطاول المائة واكثر.. فيبتسم ويقول سيأتي يوم الرحيل.. صدقت يا صديقي.. أتي امر الله بالرحيل ورحلت.. لكنك باق معنا في مواقفك الطريفة وقفشاتك اللذيذة وانسانيتك المفرطة..أتي امر الله ورحلت والي لقاء يا زميل وحبيب العمر.. لن نقول الا ما يرضي الله » انا لله وانا اليه راجعون »