في كل المجتمعات الراقية التي تقدمت كان الإنسان الناضج المثقف هو رائد طليعة الانطلاق التي تبشر وتمهد الأمل في تحقيق النجاحات في حياتنا، ولكن للأسف في مجتمعنا الذي نعيش فيه تدنت مكانة البعض من الشباب وتدنت معها مكانة الثقافة التي تعلمها فاقدو التقدم والإبداع.. وبات واضحا أننا لدينا من خلال ما تفعله تلك المجموعة من الشباب أزمة ثقافة.. أزمة سلوكيات.. وأزمة أمانة.. ولدينا فائض من الفساد والفشل.. ولك أن تتصور الشباب الذي أدمن الألعاب الإلكترونية الجماعية علي المقاهي والكافيهات والأندية الخاصة بها التي باتت بمثابة الهواء الذي يتنفسه والطعام الذي يتناوله ويمده بالقدرة علي البكاء.. والغريب أنك تجد شابا في سن العشرين يصرخ ويولول حين يكون مندمجا في اللعب مع مجموعات من الشباب أو غير الشباب.. يعيش في عالم مستقل لا علاقة له بالواقع المحيط به.. ينام ويصحو هو وأمثاله علي أجواء تلك الألعاب الصاخبة التي تعتمد في نسيجها علي العنف والضرب والقتل ومطاردة الأعداء والأصدقاء والأغرب أن هذا الشاب وغيره الذي يدّعي أنه اجتماعي وأنه يقيم علاقات صداقة واسعة النطاق، ويرفض اتهامه نتيجة إدمانه الألعاب الإلكترونية بأنه معزول عن العالم، وإذا قيل له أو لغيره إن الألعاب التي أدمنها تتسم بالعنف وليس بشيء آخر، يبتسم ويقول إن ما يراه الآخرون عنفا ليس إلا أساليب ذكية تنمِّي القدرات الذهنية وتطوِّر الفكر.. أيها الشباب الذي أدمن الألعاب واندمج في عالمها وتمادي فيها فأصبحت جزءا منه وأصبح جزءا منها.. يجب أن تعلموا أن معظم تلك الألعاب ليست نبيلة الأهداف.. غايتها الربح والتجارة وأشياء أخري.. ولو أدرك الشباب حقيقتها.. ما أدمنوها.. في ظل الظواهر السيئة التي ظهرت داخل مجتمعنا.. فهناك مثلا الشاب الذي بات يصرخ في وجه والديه ويحزن إن قاطعه أحدهما وهو غارق في بحر اللعب، وشاب آخر يغلق الباب بعنف في وجه والديه إن حاولا نصحه وإرشاده بالابتعاد عن إدمان الألعاب الإلكترونية، وهناك أيضا من أدمن الألعاب وصار يتحدث مع الناس بقوة وبقسوة مستخدما ألفاظا عنيفة فيجرح هذا ويؤلم ذاك.. فيا أيها الشباب أفيقوا من غيبوبة إدمان الألعاب الإلكترونية، واذهبوا لاستغلال وقت فراغكم في رياضة أو فن مفيد.. فما أجمل استثمار الفن والرياضة في أعمال الخير أو في أعمال مفيدة تعود بالنفع علي المجتمع.. ولتستعجلوا البداية بإحدي صور الفن الجميل وإحدي وسائل الرياضة السامية..