أول مرة قابلت فيها السيدة جيهان (حرم الرئيس الراحل أنور السادات) من حوالي 40سنة، حينما استدعاني رئيس تحرير المجلة المرحوم رشدي صالح وكلّفني بالسفر إلي محافظة »قنا» لتغطية حوادث السيول العنيفة (27 قتيلا وهدم 1300 منزل وتدمير عشرة آلاف فدان ونفوق50 رأس ماشية)، وسافرت في طائرة عسكرية مع شخصيات سياسية وحزبية كان أبرزهم فكري مكرم عبيد نائب رئيس الوزراء، والوزير الدكتور أحمد سلامة، وعندما وصلنا وجدنا السيدة جيهان السادات قد سبقتنا بالطائرة الرئاسية لتقديم المساعدات والمعونات للأسر المنكوبة بصفتها رئيسة جمعية الهلال الأحمر المصري، وبذلت جهدا إنسانيا رائعا لتخفيف الآلام وتضميد الجراح، وفي نهاية جولاتها وقبل سفرها أمرت عبدالمنصف حزين محافظ قنا بتقديم الصحفيين لشكرهم، وكنت واحدا من الزملاء.. جيهان السادات سيدة أصيلة وقفت بجوار زوجها في أشد المحن وأقساها عندما فُصل من الجيش بسبب أعمال معادية للاستعمار ومعتقلا بقرار من الإنجليز، وعندما اعتلي حكم مصر كانت واجهة مشرفة للمصريين في الداخل والخارج، وحققت إنجازات حضارية، وعندما اغتيل السادات، عاشت علي عوائد محاضراتها الأكاديمية في الخارج بجوار معاشها، فقد كانت مثل زوجها تماما في نظافة اليد وطهارة الذمة. كتبت عنها أكثر من مرة وشكرتني يوم قابلتها بالسفارة السعودية منذ 3 سنوات في العيد الوطني، واليوم بعد عودتها من أمريكا بعد رحلة علاج ناجحة أقدم لها أصدق التهاني بالشفاء، وطوال الشهور الستة الماضية كنت أطمئن عليها من خلال صديقي الصوفي الكبير الشيخ أسامة النجار (صديق جمال السادات).. متعها الله بالصحة والسلامة جزاءً لما قدمته لمصر من تضحيات وبطولات لا ينكرها إلا جاحد..