الجهود الكبيرة التي تقوم بها الدولة وتستهدف إنشاء مشروعات جديدة في مختلف المجالات سواء بنية تحتية من طرق وكباري ومحطات لتوليد الكهرباء وشبكات الصرف الصحي، وبناء المصانع والمنشآت، وتحديث وتطوير أسطول الأتوبيسات والقطارات والمترو وغيرها من الخدمات، يتعين أن يتم بالتوازي معها نشر ثقافة الصيانة في إدارة تلك المشروعات، بما تشمله من تدريب فني ومتابعة وميزانية، خاصة أن كفاءة التشغيل والصيانة لأي مشروع أو منشأة صناعية أو إدارية هي العامل الأساسي لنجاح واستمرارية هذا المشروع ، أيضا يتعين الاهتمام بصيانة وتطوير الثروة العقارية الموجودة بطول البلاد وعرضها، حيث يوجد العديد من المباني الأثرية بالمحافظات يتعين الاهتمام بتطويرها وتجديدها.. ولعل مشروع تطوير القاهرة الخديوية الذي يستهدف إرجاع مدينة القاهرة إلي سيرتها الأولي، بتجديد المنشآت وواجهاتها وأرضياتها، نموذج يحتذي لتجديد وتحديث الثروة العقارية، خاصة أن منطقة القاهرة الخديوية من أروع الأماكن في مدينة القاهرة، والتي تعتبر متحفا مفتوحا يعرض المباني التي أبدع في تصميمها فنانو أوروبا في عصر ازدهار فن العمارة والبناء في القاهرة أثناء حكم الخديو إسماعيل.. وهذا يفتح المجال لدراسة تجارب البلدان المتقدمة في إدارة وتطوير وصيانة الثروة العقارية فيها.. فالصيانة والتطوير والتجديد يحمي الأصول والثروات الموجودة لتستمر مسيرة البناء والتحديث والتقدم.