تصدر خبر الإعلان عن نهاية تنظيم داعش وهزيمته في سوريا كل وكالات الأنباء العالمية وبادر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإعلان الخبر المهم علي اعتبار أنه يمثل واحدا من انتصاراته العسكرية والسياسية التي يتباهي بها من وقت لآخر. وأسرع الجميع ليبارك ويهنئ سوريا السعيدة علي هذا الإنجاز الفريد من نوعه الذي تحقق بفضل أمريكا وحلفائها أو ربما روسيا وحلفاؤها بلا خجل من عار لحق بهم ومؤامرات تنكشف تفاصيلها يوما بعد يوم. فلم يجبنا أحد عن الأسئلة الأهم وهي: من صنع ومول داعش؟ وأين ذهب مقاتلوها الإرهابيون؟ ومن أدخلهم سورياوالعراق؟ ومن أخرجهم بالطائرات ليزف إلينا الخبر السعيد ؟ ومن سيحاسب علي قتل مئات الآلاف من الأرواح والملايين الذين شردهم الصراع؟ ثم هل حقا هزمت داعش؟. لم يساورني أدني شك أن سوريا تعرضت لمؤامرة كبري من كل دول العالم التي تكالبت لتحقيق مصالحها علي حساب الشعب السوري البريء الذي ظن أنهم سيأتون له بالحرية. ولكنها حريتهم التي لا يعرفون غيرها والتي تعني إعطاء أنفسهم الحق في تقرير مصير دول وشعوب بأكملها لأنهم سادة العالم. هذا المنطق الذي جعل ترامب يعلن أنه سيمنح هضبة الجولان السورية المحتلة لإسرائيل التي احتلتها في حرب عام 1967. ولم يجد ترامب وقتا أنسب من هذا كي ينفذ أحد فصول المؤامرة التي أوجدت داعش وغير داعش لتحقيقها. فيجب أن تفتت سوريا لحل مشاكل إسرائيل التوسعية الإستعمارية وضمان استمرار تدفق كنز الموارد العربية المنهوبة والمسروقة إلي خزانتها. ويجب أن تفتت العراقوسوريا واليمن من أجل الهيمنة الأمريكية والتي لا تجيد غير فن صناعة العفاريت لابتزاز الدول العربية من أجل تحقيق مؤامراتها دون أن تدفع الثمن أو هكذا تظن. فهي من خلقت عفريت داعش كي تبقي في العراق وتفتت سوريا وتفتح مجالا لإسرائيل كي تنهب ثروات الشام وتنتهك سيادتنا في سمائنا العربية بطائراتها ذهابا وإيابا في طريقها لقتل الأبرياء بدعوي مشاركتها في جهود مكافحة الإرهاب في المنطقة؟ هل سمعتم نكتة أفضل من هذه.. دولة الإرهاب الأولي في العالم تكافح الإرهاب! والعالم يصفق! فلا روسيا حامي حمي سوريا الحرة تعترض ولا إيران تشجب وتركوا لنا الإدانة. الكل أخذ نصيبه من كعكة سوريا إلا السوريين. الكل صنع داعش والكل يدعي أنه حاربها وانتصر. فمن سينتصر لنا كعرب؟ ومن سيفند في عقول أبنائنا الكذب من الحقيقة؟ فقد اخترنا طواعية أن نتناسي قضايانا العربية المهمة من أجل سراب تحقيق ديمقراطيتهم المزعومة التي انتهت حدودها في مسجد أزهقت فيه أرواح 50 شهيدا كان يصلي في نيوزيلاندا. ولَم يذق أحد ويلات الحرب والدمار والقتل والتشريد غيرنا وهم يقنعوننا كل يوم أننا نحن الإرهابيين.. وهل هناك من لا يعرف أن إسرائيل دولة احتلال ودولة لصوص كما وصفها مهاتير محمد رئيس وزراء ماليزيا؟ ولكنها الغيبوبة التي آثرنا العيش فيها علي مواجهة هذا العدو وكل عدو كاذب مخادع ؟ فمتي سنفيق؟