أطالب بعودة البيت الريفي إلي وحدات منتجة نهضتنا تبدأ بالقضاء علي الأمية والتمكين الاقتصادي الفكر الظلامي يهدد وضع المرأة ويعرقل مسيرتها المكتسبات التي حققتها المرأة المصرية خلال الأعوام القليلة الماضية فتحت أمامها أبواب الطموح في مستقبل واعد بفرص جديدة لإثبات كفاءتها وإصرارها علي وجود متميز بجميع مجالات العمل الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والخدمية بجانب دورها المهم في العمل التطوعي الأهلي لحل مشكلات المواطنين في البيئة المحيطة.. كل هذه الأدوار إلي جانب دورها المقدس كزوجة وأم ومربية أجيال تقدم للوطن مواطنين صالحين أسوياء.. حول مكانة المرأة وتمكينها اقتصاديا وسياسيا دار هذا الحوار مع الكاتبة الكبيرة سكينة فؤاد: مشاركة المرأة المصرية في الثورات التي مرت علي مصر هل أثبتت معدنها الحقيقي ؟ دون شك فللمرأة المصرية تاريخ نضالي ومشاركة وطنية بوعي عالٍ سواء بين المتعلمات أو بين من لم يتلقين التعليم علي الإطلاق فحب الوطن يجري في دماء المواطنة المصرية مهما اختلفت أعمارها وظروفها ولا توجد ثورة وطنية إلا وشاركت فيها المرأة المصرية ولابد أن نعود للتاريخ لنعرف إسهامات المرأة وبصماتها فيه، فثورة 23 يوليو 1952 أعطت للمرأة حق الانتخاب الذي حرمت منه رغم مشاركتها لأول مرة في ثورة 1919 واستمر حق الانتخاب للمرأة وحق الترشح وتراوحت عدد العضوات في المجالس النيابية حسب الظروف السياسية حتي لقيت جزاء ما أعطت في مرحلة التراجع والاتجار بالدين وجزء منه العصف بالمرأة ومكانتها ومشاركتها المجتمعية ومحاولات العصف بحضارة مصر. وشهدنا تيارات فكرية متطرفة ترتدي ظلما وعدوانا عباءة الدين وحولته إلي دين جديد يبخس حقوق المرأة وينادي بقصر دورها علي البيت الاستحقاقات الانتخابية وكيف حدث التحول بعد ثورة 30 يونيو ؟ نزلت المرأة المصرية بجميع طوائفها وشاركت في ثورة 30 يونيو مثلما شاركت في ثورة 25 يناير وشاركت في الاستحقاقات الانتخابية للاستفتاء حول الدستور وانتخابات البرلمان والانتخابات الرئاسية واستعادت مكانتها وكان التحول مقاومة وتصديا لما ساد من فكر ظلامي معادٍ للمرأة، وحققت المرأة أعلي نسبة تمثيل في تاريخ البرلمانات المصرية وفازت 89 سيدة بعضوية مجلس النواب يعكسن مشاكل المجتمع تحت قبة البرلمان ويساهمن في رسم سياسة البلد بمناقشة القوانين الجديدة قبل التصديق عليها وعاد الوعي المجتمعي بأهمية مشاركتها وما يعنيه دورها. ولو نظرنا إلي الدول المتقدمة لوجدنا أن مشاركة المرأة في الحياة السياسية جزء ودليل علي النجاح والتحضر. كيف ترين الحكومة الحالية وبها 6 وزيرات يحملن حقائب مهمة ؟ أنا فخورة بتولي المرأة المناصب القيادية وواثقة من كفاءتها وقدراتها الإدارية والحقيقة أن دعم القيادة السياسية والتمثيل العالي في البرلمان والوزارة وتمثيل الشباب في الإدارة المحلية، كل هذا رائع لكنه لا يكفي لأن مصر بحاجة إلي المزيد من المشاركة الحقيقية والدعم الفاعل لأدوار رئيسية في جميع مواقع القيادة والإدارة بمقاييس الكفاءة والصلاحية وأنا أري أن السعي الآن لزيادة نسبة تمثيلها في البرلمان هو دعم للحاضر والمستقبل يدعمه القضاء علي الأمية مع كل احترامي، لكن القياس بالنسبة لي كمصرية هو القضاء علي الأمية والتمكين الاقتصادي ونشر الوعي للمرأة بذاتها ومقاومة أي فكر ظلامي يهدد وضع المرأة ويعرقل مسيرتها. المناصب القيادية صرحت وزيرة التخطيط أن 28% من الوظائف القيادية تشغلها نساء والمستهدف وصولها إلي 43% كيف قرأت هذا ؟ سعدت بتصريح د. هالة السعيد وزيرة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري وأري أن المرأة المتعلمة تثبت كفاءتها دائما وتتولي المناصب القيادية التي تدعمها القيادة السياسية وتدفعها للنجاح وتحقيق ذاتها. كنت مستشارة لرئيس الجمهورية ولك تجربة عملية في العمل السياسي ؟ أفخر بأني كنت مستشارة للرئيس عدلي منصور وسعدت بهذه المشاركة التي مكنتني من معرفة المرأة المصرية عن قرب في سيناء والنوبة والصعيد والريف فرأيت فيهم نماذج رائعة وأري أن إحدي إشكالياتنا عدم تسليط الضوء علي هذه النماذج الرائعة ومشاركة المرأة تعني الاحترام لدورها وكفاحها ومكانتها فملايين من نسائنا شريكات في مد وتحديث وصناعة الوعي وأتمني من أجهزة إعلامنا الحكومية والخاصة أن تركز علي المرأة الناجحة في كل مجال. هناك العديد من المؤسسات الحكومية والأهلية تدعم المرأة ؟ نعم هناك محاولات للتمكين الاقتصادي والثقافي والتنويري يشارك في دعمه المجلس القومي للمرأة والمؤسسات المدنية التي تعمل في القضايا الحياتية المهمة، الوعي بقضية تنظيم النسل وحماية قدراتها الذاتية وإغلاق منابع الغارمات في مصر والتصدي لأي خطاب ديني يقلل أو ينشر ما لا يتفق مع العقل والمنطق وجوهر الدين الذي يدعو إلي صيانة المرأة وحسن معاملتها. مكانة المرأة وكيف يدعم المجتمع مكانة المرأة ؟ لابد أن نبدأ بالتعليم ونضع المناهج التي لا تكرس التفرقة بين الجنسين ولا تقلل من مكانة البنت وكذلك التربية في البيت يجب ألا تفرق بين الأولاد والبنات وهناك الخطاب الشبابي الذي يحتاج إلي تطوير وأن تشارك فيه الفتيات ثقافيا ورياضيا وإبداعيا وأدعو أجهزة الإعلام والفنانين أن يكونوا شركاء في دعم الوعي بقضايا المرأة المصرية بدلا من ترويج النماذج الغربية وإبراز النماذج الرائعة للمرأة المصرية التي ربت أعظم الشباب وأعول علي دور الإعلام بصفة خاصة في التركيز علي النساء اللاتي غيرن حياتهن بالعمل والمشروعات الصغيرة والتمكين الاقتصادي وقد سعدت بدور وزارة التضامن الاجتماعي في دعم وتسويق المنتجات اليدوية حتي يعود البيت وحدة إنتاجية متطورة من تدريب وإنتاج وتسويق بحيث تشمل النهضة كل أفراد الأسرة.