التنظيم يوصي أعضاءه باستخدام مشتتات اللهب.. والتي يصل سعرها 150 دولاراً رايات سوداء تحملها ذقون طويلة وأياد مدججة بالسلاح، يكبرون ويهللون، ويبيحون سفك الدماء طالما في خدمة مصالحهم، ابتدعوا أساليب جديدة للقتل، فأصبحوا كسرطان ينهش البلدان التي يستوطنها، يأتون علي الأخضر واليابس، ويشوهون صورة الدين بإطلاقهم علي أنفسهم »تنظيم الدولة الإسلامية»، وما هم من الإسلام في شيء، يعتمدون علي الأطفال وعلي استقطاب الشباب لإقناعهم بأفكارهم ومعتقداتهم الهدامة، فأسسوا عددًا من الوزارات التي تخدم أهدافهم ولاسيما بالطبع وزارة إعلام داعش، والتي تصدر عددًا من المجلات الإلكترونية تصل إلي جميع أعضاء التنظيم وتحاول استقطاب المزيد، مثل دابق والتي استبدلوا اسمها مؤخرًا ب »رومية» وصحيفة »النبأ».. بعدما أصيب التنظيم بضعف بعد قتل عدد كبير من جنوده وإصابته بخسائر فادحة، حصلت »الأخبار» علي نسخة من العدد (98) يحاول من خلالها بث الحماس في نفوس أعضائه.. بعد قراءة في المجلة والمرور بتوصيف الجيوش العربية »بالصليبيين» والمرتدين، كانت من أبرز المقالات توصيات للمجاهدين لاتباع بعض الاستراتيجيات للتخفي أسفل الطيران والاحتماء من الضربات الموجهة إليهم من كل حدب وصوب، بالإضافة إلي توصيات أخري عن استخدام أنواع معينة من الأسلحة من أجل تشتيت كل من يتصدي لهم بعنوان »كيف تقاتل تحت أعين الطائرات الصليبية 2.. التمويه» وهذا ما نكشفه في السطور التالية: يعتمد تنظيم »داعش» عدة استراتيجيات للإرهاب والتخويف لكل من يتصدي له تشمل كافة أشكال العنف. ويعتبر التسلل هو أبرز الأساليب التي يعتمدها داعش للتخفي وتمويه جنوده من خلال ارتداء ملابس الجيش المصري، وهذا ما يؤكده بالفعل عدة بيانات صادرة عن وزارة الدفاع المصرية تؤكد استخدامهم لتلك الملابس لكن اللافت للنظر هو تركهم علامة واحدة أو رمزا متفقا عليه فيما بينهم لتمييز أنفسهم عن أفراد الجيش يتفق عليها أفراد التنظيم فيما بينهم، أحيانًا تكون »صندل» يرتديه المقاتلون مختلفا عن بيادة الجيش المصري، وأحيانًا يكون طول الشعر أو »بادج» يعلقه الدواعش. في يوم السبت 8 يوليو من العام الجاري تمكنت القوات المسلحة المصرية من تصفية 40 إرهابياً مرتدين ملابس الجيش المصري، وتدمير ست سيارات تابعة للعناصر الإرهابية. وفي أكتوبر أكد تامر الرفاعي، المتحدث العسكري باسم القوات المسلحة، أنه تم ضبط بعض العناصر التكفيرية علي أحد الإرتكازات الأمنية بمدينة العريش مرتدين زي القوات المسلحة ومزودين بالأحزمة الناسفة والقنابل اليدوية والأسلحة النارية، أثناء محاولتهم التسلل إلي أحد الأكمنة. إخفاء السلاح التنظيم الإرهابي داعش أوصي في مجلته أن يستخدم ضمن استراتيجياته وتكتيكاته ما يسمي ب »مشتتات اللهب» Muzzle Breaker وهو أحد الأجزاء المهمة في السلاح والذي يصعب كشف حامله وهي عبارة عن غاز ساخن جدا ناتج من الانفجار للطلقات فيظهر بصورة فلاش أو وميض من النيران وللتسهيل فالتسمية نقول نار الفوهة، أما عن أهميته في استخدامه في السلاح فتعود إلي تفريق وتوزيع خروج الغاز من الفوهة بالتالي توزيع خروج الوميض بالتالي قلته أو اختفاؤه تماماً، وبهذا فيمكن للمقاتل إطلاق النار دون أن يظهر لهب الفوهة من بندقيته بالتالي لا يمكن معرفة مكانه بسبب اللهب إذ أنه يمكن معرفة مكانه بطرق أخري حديثة ويكون ذلك بسبب الصوت أو درجة الحرارة للجسم والعوامل الأخري. المشتت عبارة عن قطعة من المعدن بها فتحات عددها متساوٍ في الاتجاهات الاربعة بمعني إذا كان هناك 4 فتحات باليمين يقابلها أربعة باليسار وإذا كان هناك فتحتان بالأعلي سيقابلهما مثل عددهما بالأسفل وذلك له أهمية قصوي ألا وهي توزيع رد الفعل أيضا فالاتجاهات الخارج منها الغاز بالمشتت تعمل علي تخفيف قوة رد الفعل للسلاح ومن الأفضل أن تكون هذه الاتجاهات متساوية في أماكنها حتي لا يتم تشتيت كمية غاز في اتجاه أكبر من اتجاه آخر فيحدث تغير في رد الفعل قيمة واتجاها. يذكر أن أبرز الدول التي تصدر مشتتات اللهب هي الصين وأمريكا ويصل متوسط سعره ما بين 80$ وحتي 150$ لإخفاء مصدر ضرب النيران علي الجيوش المتصدية لهم وهي من أحدث مكملات الأسلحة التي يتم بيعها الآن، فيصبح في ظل وجود كاتم للصوت ومشتت للهب إخفاء كاملا للأسلحة المستخدمة. استخدام المشتت ليس الطريقة الوحيدة التي يستخدمها داعش لإخفاء السلاح، بل ذكر في العدد الثامن والتسعين من جريدة النبأ أن إخفاء السلاح داخل المنازل والضرب من أسفل غطاء رملي أو غطاء مصفح ومغطي بأقمشة بلون الرمال هو الوسيلة المثلي للضرب في تخفٍ كامل عن أعين الجنود وكذلك الطيران، وتذكر المجلة أن هناك موقفا وصفته ب »الطريف» بأنه في معارك »عين الإسلام» التي خاضها داعش في العراق كانت هناك دبابة داخل أحد المنازل تقوم بضرب جنود الجيش الأمريكي بشكل متقطع حتي قضت عليهم نهائيًا دون أن يتمكن أحد من معرفة مكانها حتي جاءت اللحظة التي حاصروا فيها المنازل بيتًا بيتًا حتي وصلوا إليها وقضوا عليها ويطرح كاتب المقال سؤالا: »أعلمت كيف أصبحت عين الإسلام أكوامًا من التراب؟ أعلمت كيف يمكنك أن تصيب عدوك بالجنون؟!». الأهداف الخداعية في الموصل تحديدًا بعد تحرير الجيش العراقي لها علي أجزاء في الشمال تم العثور علي نماذج خشبية لدبابات وعربات »همفي» يقومون من خلالها بتشتيت الطيران الحربي الذي يستهدفهم، وعند رؤية النماذج عن قرب فإنها تشبه الدمي لكنها قد تبدو مثل العربات الحقيقية من علي بعد وفقًا لما نقلته إحدي وكالات الأنباء الشهيرة، ويظهر أيضًا في أحد مقاطع الفيديو قائد بالقوات العراقية يحرك الدبابة الخشبية بمنتهي الخفة ويبدو علي ملامحه الدهشة من التكتيكات التي تستخدمها داعش من أجل التمويه، وكذلك تم العثور عليها تماثيل ملتحية لمحاكاة عناصر التنظيم الإرهابي..وهو بالفعل ما أشارت إليه الصحيفة وأوصت نصًا بأن »بناء السيارات الخشبية والكرتونية يفيد في تشتيت العدو خصوصًا عند الهجمات والصولات لأنها تأخذ وقتًا طويلًا في رصدها وتكلفه المال والجهد الكبير من أجل مقاومتها في حين أن الأهداف المموهة مدربة علي إمكانية إنجاز مهمتها بنجاح دون أن يتم رصدها» وأكدت الصحيفة أنه بالفعل سبق أن تم استخدام دمي تم ملؤها بماء ساخن تم ضربها هي بدلًا من الأهداف الحقيقية. الأمر لم يتوقف عند إخفاء السلاح وإخفاء الجنود وكذلك إخفاء وتمويه الأهداف التي يضربها الجيش المتصدي لهم، لكنه يصل أيضًا إلي تمويه الهجوم والأهداف المراد ضربها، والذي وصفته داعش في المقال بأنه أحد أهم المتطلبات الحديثة لتشتيت قوة أعدائهم فيقومون بنشر قوات وهمية علي الأرض تشغل الطيران فيما هم يستهدفون مكانا آخر، وكذلك يقومون باستخدام اللاسلكي الذي يراقبه الجيش لنشر معلومات مغلوطة فيما تكون المعلومات الصحيحة فيما بينهم يتم تداولها علي وسيلة تدعي ب »الأنتينة» تكون الشفرات الخاصة بها صعبة وهم وحدهم يعلمونها ويصعب التجسس عليها وبالتالي يتم تمويه مكان الهجوم الذي تستهدفه داعش. تمويه الدفاع النقاط التي يقوم التنظيم الإرهابي بالدفاع منها عن أسلحته وجنوده هي نقطة أيضًا يقوم بتمويهها فلا يسمح لأي قوات بكشفها حتي وإن اضطر للاستغناء عن قوته ومشربه وهو ما يؤكده التنظيم أيضًا في المقال الخاص بالصحيفة الصادرة عنه، لذلك يقوم بالضرب علي العدو بشكل عشوائي من خلال تزويد نقاط دفاع وهمية في حين تتمركز قوته الحقيقية في نقاط أخري وهي التي يعمل التنظيم بكل قوته علي إخفائها بشكل كامل، ويعملون علي إخفاء مخلفات الطعام والشراب الناتجة عن تواجدهم في المكان فيقول كاتب المقال »أنستغني عن قوتنا في مقابل الطعام والشراب.. لا والله نستغني عنهم حتي لو نموت المهم الحفاظ علي السلاح». التنظيم يعمل أيضًا علي إخفاء خزانات المياه المتواجدة في الصحراء وينص المقال علي أن تلك الخزانات يجب أن تتواجد في نقاط بعيدة عن مواقع القتال وكذلك يجب أن تكون كبيرة حتي لا تحتاج ملأها كثيرًا مما يكشف موقعها ومواقعهم، كذلك المغارات والكهوف القاطنون بها يقومون بتغطيتها بالأشجار كلية، وعمل مداخل ومخارج كثيرة لتمويهها وعدم التجمع من قبل المقاتلين أمامها حتي لا يتم الشك فيها وضربها من قبل الطيران. قال العقيد حاتم صابر، خبير مكافحة الإرهاب الدولي، إن الجيش المصري قضي بشكل كبير علي قوة داعش خاصة بعد العملية الشاملة في سيناء ودمر شبكات اتصالاتهم بعدما كانوا بالفعل يعتمدون علي طريقة التمويه للعمليات التي يريدون تنفيذها، حيث يستخدمون »أكوادا» وشفرات في الحديث كإطلاق مثلا علي إحدي المناطق بالجبل منطقة 9 باتفاق مسبق فيما بينهم، حتي أن الجيش المصري في حالة رصد تلك المكالمات التي تتم عن طريق »انتنات» وهواتف لاسلكي لا يفهم تلك الشفرات، إلا أن الجيش والمختصين به استطاعوا أيضًا اختراق تلك الشفرات بالتالي القضاء علي أساليب التمويه الخاصة بهم.