هي فعلا مؤامرة.. والمتآمرون من خارج مصر داخلها، استغلوا ثورة 52 يناير واعتبروها الفرصة الذهبية التي كانوا يحلمون بها للانقضاض علي مصر وتفتيتها وابتلاعها. والبداية كانت بتشجيع المتحمسين الذين خرجوا لمناصرة الثورة ومؤازرتها، علي القيام بمسيرات ومليونيات للمطالبة بالإسراع بتحقيق الحرية والعدالة والديمقراطية، بعد نجاحها في اقتلاع الفساد والإمساك بتلابيب الفاسدين.. وكانت الخطوة الثانية تحريض قادة العديد من الفئات علي القيام بوقفات، واعتصامات، وإضرابات، لإرباك الحكومة وإغراقها في دوامات ومتاهات البحث عن المال لتوفر لهم الامتيازات التي يطالبون بها.. وفي نفس الوقت حشد البلطجية والانتهازيون والأفاقون، وتوجيههم الي اقتحام المؤسسات العامة، وتخريب المنشآت الحيوية، وإشعال النار فيها، والعربدة في الشوارع، والاعتداء علي السفارات للإساءة الي سمعة مصر عالميا، ونشر الرعب والفوضي لإسقاط هيبة الدولة.. وتكليف بعض وسائل الإعلام والفضائيات بالترويج للإدعاءات والأكاذيب ونشر الشائعات المغرضة.. وكانت الذروة في مساء يوم الأحد الماضي، عندما انطلقت رصاصات الغدر لتصيب المتظاهرين ورجال القوات المسلحة أمام مبني التليفزيون في ماسبيرو، وعلت الهتافات التي تطالب برحيل المجلس الأعلي للقوات المسلحة، وسقوط رئيسه!! ويبدو أن قصر النظر، والتهور، قد صور للقائمين علي قناة »العربية« الفضائية السعودية أن الفوضي قد بلغت أقصي مدي في مصر، وأن الوقت أصبح مناسبا ل»اللغوصة« علي المكشوف، وتسابق العاملون فيها لبث السموم، والنفخ في الجمر، والقاء الزيت علي النار.. وبادر مكتب القناة في القاهرة، بتدبير ثلاثة مصريين، من الذين يزعمون أنهم مفكرون ومثقفون، ليقوم كل منهم بتوجيه اللوم الي المجلس الأعلي للقوات المسلحة ويعتبره المسئول الأول عن المهازل والفوضي التي تشهدها مصر.. ويطالبه بالرحيل؟! سعيد اسماعيل